سان بطرسبورج - (أ ف ب): مُني منتخب مصر المنتشي بعودة نجمه محمد صلاح إلى الملاعب بخسارته الثانية على التوالي أمام روسيا 1-3 أمس الأول في سان بطرسبورج، وأصبح على شفير توديع الدور الأول في مونديال روسيا 2018 في كرة القدم. وبعد خسارة أولى قاتلة ضد الأوروجواي القوية (صفر-1) بعد صمود حتى الدقيقة ما قبل الأخيرة، انتظر المصريون نتيجة أفضل أمام روسيا خصوصا أنهم تلقوا قبل المباراة النبأ الذي يترقبونه منذ أسابيع: محمد صلاح عائد. وبدأ نجم ليفربول، أفضل لاعب إفريقي وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الموسم المنصرم، كأساسي في أول مباراة له منذ إصابته في كتفه الأيسر أواخر مايو في نهائي دوري أبطال أوروبا، ولم تعوض ركلة الجزاء التي سجلها، اهتزاز شباك الفراعنة ثلاث مرات مطلع الشوط الثاني. وبات المنتخب المصري منطقيا خارج دائرة المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة الأولى. 12 دقيقة سيئة وتلقى مرمى الحارس محمد الشناوي الأهداف الروسية الثلاثة على مدى 12 دقيقة في مطلع الشوط الأول، ما دفع المدرب الأرجنتيني للمنتخب هكتور كوبر للقول «أعتقد أننا حظينا بعشر دقائق أو 12 دقيقة سيئة». وأقر المدرب بأن لاعبيه ارتكبوا أخطاء الثلاثاء أكثر من المباراة أمام الأوروجواي حين قدموا أداء دفاعيا صلبا وحافظوا على نظافة شباكهم حتى الدقيقة ما قبل الأخيرة، وقال «أخطأنا كثيرا ولم نحسن الدفاع لمدة 10 أو 15 دقيقة ولم يسعفنا الحظ في التسجيل في الشوط الأول». أضاف «صحيح إن فرصنا محدودة جدًا لكن لدينا مباراة ثالثة. أظهر منتخب روسيا أنه قوي، يركض، يقاتل ويغلق كل المساحات». وعما إذا كانت النتيجة ستختلف لو لم يكن صلاح مصابا، قال: إنه في الفترة الأخيرة «كان يتدرب لوحده وربما هذا أثر بعض الشيء بتراجع قدرته الجسدية». أما مدرب روسيا ستانيسلاف تشيرتشيسوف فقال «كانت مصر بحاجة لنتيجة، فازدادت عصبيتها ونحن استفدنا من هذا الأمر وسجلنا». وكانت مشاركة صلاح (26 عاما)، هداف الدوري الإنجليزي مع 32 هدفا (من أصل 44 في مختلف المسابقات) و14 تمريرة حاسمة حققها لليفربول، موضع ترقب من عشرات الملايين من مشجعي المنتخب. وأكد مسؤولو المنتخب في الأيام الماضية، لا سيما طبيبه محمد أبو العلا، أنه بات جاهزًا للمشاركة بعد غيابه عن مباراة الأوروجواي. وأجرى كوبر تغييرا وحيدا على التشكيلة التي خاضت المباراة الأولى، فدفع بصلاح بدلا من عمرو وردة، ولعب صلاح في مكانه الاعتيادي على الجناح الأيمن ومحمود حسن «تريزيغيه» على الأيسر وبينهما عبدالله السعيد، فيما منح كوبر الثقة مجددا في مركز رأس الحربة لمروان محسن. دزيوبا يضرب مجددا بدوره دفع تشيرتشيسوف بدينيس تشيريتشيف، صاحب هدفين ضد السعودية، أساسيا بدلا من ألن دزاغوييف المصاب، لكنه أبعد المهاجم فيدور سمولوف لحساب العملاق ارتيم دزيوبا (1,96م). وعلق تشيرتيسوف عن الدفع بدزيوبا «كنا بحاجة لمهاجم كبير أمام مدافعيهم الضخمين جسديا، يمر دزيوبا في فترة رائعة، كان الأكثر ملاءمة لتحقيق الهدف». وجاء الشوط الأول الذي اقترب محمود حسن «تريزيغيه» من افتتاح التسجيل فيه، عاديا بدا فيه صلاح حذرا في تموضعه لحماية كتفه الأيسر، فيما ركز الروس على إيصال العرضيات إلى رأس دزيوبا. وبعد تسديدة لتشيريتشيف علت عارضة الحارس محمد الشناوي (19)، رد صلاح بأخرى مرت بجانب القائم الأيمن (42). إلا أن سير المباراة تبدل سريعا في الشوط الثاني، ففي الدقيقة 47، ارتكب قائد منتخب مصر أحمد فتحي خطأ فادحا بتشتيت الكرة محاولا تفادي وصولها أمام دزيوبا، فارتدت عن طريق الخطأ في شباكه. وهذا هو الهدف العكسي الخامس في هذه النهائيات، علما أن الرقم القياسي يبلغ 6 أهداف، ويعود إلى مونديال فرنسا 1998. وضاعفت روسيا النتيجة بعد إفلات ماريو فرنانديس من رقابة «تريزيغيه» داخل المنطقة، فلعب الكرة عرضية إلى تشيريتشيف الذي سددها بين قدمي الشناوي(59)، رافعا رصيده إلى 3 أهداف في صدارة الهدافين بالتساوي مع البرتغالي كريستيانو رونالدو. وقضى دزيوبا على آمال الفراعنة بهدف ثالث من كرة هيأها لنفسه ببراعة على حدود المنطقة متفوقا على أحمد حجازي وعلي جبر ثم سددها بقوة إلى يسار الشناوي (62)، مسجلا هدفه الثاني في النهائيات. وحاول كوبر وقف الانهيار فدفع بعمرو وردة ورمضان صبحي بدلا من محمد النني و«تريزيغيه»، وأعاد صلاح الأمل للمنتخب بحصوله على ركلة جزاء بمساعدة من تقنية الفيديو، نفذها بقوة في شباك الحارس اكينفييف مقلصا الفارق (73)، ومسجلا أول هدف لبلاده في المونديال منذ 28 عاما، وبقيت النتيجة على حالها 1-3 برغم محاولات المصريين، لتقترب روسيا من بلوغ الدور الثاني بعد إقصائها باكرا في 1994 و2002 و2014. وعن بقائه في منصبه بعد المونديال، أجاب كوبر «بقائي لا يعتمد عليّ شخصيا، إذا كان المسؤولون غير سعداء من أدائي فسأغادر». وسجلت روسيا 8 أهداف في مباراتين حتى الآن، مقابل 6 في آخر مشاركتين في 2002 و2014. تشيرتشيسوف ينجح في خطته - سان بطرسبرج - (رويترز): قال ستانيسلاف تشيرتشيسوف مدرب روسيا: إن قرار استهداف نقطة ضعف مصر في ألعاب الهواء كان مفتاح الفوز 3-1 أمس الأول، وهي نتيجة وضعت أصحاب الأرض قاب قوسين أو أدنى من التأهل للدور الثاني في كأس العالم لكرة القدم. وأجرى تشيرتشيسوف تغييرات على خط هجومه، فأشرك المهاجم طويل القامة أرتيم جيوبا في التشكيلة الأساسية على حساب فيودور سمولوف، الذي كان أساسيا خلال الفوز 5-صفر على السعودية في المباراة الافتتاحية للمجموعة الأولى. وأبلغ تشيرتشيسوف الصحفيين «من الغريب في بعض الأحيان أن ترى لماذا تحتاج إلى مهاجمين من أصحاب البنية القوية، لكننا درسنا مباريات مصر، عرفنا أوجه معاناتهم ونقاط ضعفهم». ولم يسجل سمولوف في المباراة الأولى بينما هز جيوبا الشباك أمام السعودية في الدقيقة التالية لاشتراكه في الشوط الثاني، لكن تشيرتشيسوف أشار إلى أن قرار الدفع به ضد مصر كان خططيا ولا يتعلق بالمستوى. وأدى جيوبا دوره بصورة مثالية، فسيطر على كرة طويلة بصدره قبل أن يتجاوز المدافع علي جبر ليسجل الهدف الثالث كما سبب متاعب لدفاع مصر طيلة المباراة. ولعب دورا في الهدف الأول أيضا، إذ ضغط على أحمد فتحي قائد مصر الذي وضع الكرة في مرماه عن طريق الخطأ. وجاءت الأهداف الثلاثة في 15 دقيقة مثيرة بالشوط الثاني بعدما انتهى الشوط الأول بالتعادل بدون أهداف. وقال تشيرتشيسوف: إن حاجة مصر الأكبر للفوز وضعت المزيد من الضغط عليها بمرور الوقت، وهو ما منح أصحاب الأرض الأفضلية. وأضاف: بمرور الوقت كانت حاجة المنافس تزداد من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، والأكثر من ذلك أننا نجحنا في التسجيل في بداية الشوط الثاني وأصبحوا أكثر توترا. «استخدمنا ذلك ونجحنا، وسجلنا هدفين آخرين بعد ذلك، إنها مباراة، الأمور تتغير، وفي بعض الأحيان ستكون هناك لحظة في صالحنا وسننجح في استغلالها». وتابع «كل فريق مستعد للتركيز لمدة 45 دقيقة لذا بمرور الوقت تصبح الأمور أصعب». ورفع الانتصار رصيد روسيا إلى ست نقاط في صدارة المجموعة الأولى بفارق ثلاث نقاط عن أوروجواي. كوبر: سأرحل فورًا لو طلب المسؤولون ذلك - القاهرة - (رويترز): قال الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب مصر بعد الخسارة 3-1 أمام روسيا صاحبة الأرض في كأس العالم لكرة القدم: إنه سيترك منصبه فورًا لو طلب منه المسؤولون ذلك. وكان الاتحاد المصري قد دخل في مفاوضات مع كوبر خلال الأشهر الماضية لتجديد عقده لمدة عامين لكن تأجل حسم الأمر إلى ما بعد كأس العالم هذا الصيف. وقال كوبر في مؤتمر صحفي أمس الأول بعدما أصبحت مصر على أعتاب الخروج المبكر «استمراري في العمل لا يعتمد عليّ فقط ولكن أيضا على المسؤولين فإذا كانوا غير سعداء بأدائي فسوف أغادر فورا، «ولكن لا تزال أمامنا مباراة أخرى وفى كأس العالم علينا أن ننتظر حتى النهاية». وخسرت مصر في الجولة الافتتاحية 1-صفر أمام أوروجواي بعدما استقبلت هدفا في اللحظات الأخيرة بينما انهار الدفاع في بداية الشوط الثاني واستقبل ثلاثة أهداف لتأتي الهزيمة الثانية على التوالي، وستختتم مصر مشوارها أمام السعودية يوم الاثنين. وقال كوبر الذي قاد مصر للتأهل لكأس العالم لأول مرة منذ 1990: «المهم الآن أن ننهي هذه البطولة بأفضل النتائج. «صحيح أن فرصنا محدودة ولكن لا نعلم ماذا سيحدث في الأيام القادمة». وذكرت تقارير محلية أن الاتحاد المصري لا ينوي الإبقاء على كوبر بعد كأس العالم لكن لم يخرج أي تعليق رسمي بعد عن مستقبل المدرب الأرجنتيني الشهير.