كتب - ياسر المنا -
واصلت المنتخبات العربية مسيرة الإخفاق في مونديال روسيا لتقترب من وداع المونديال بخيبة أمل كبيرة وسط الجماهير العربية التي كانت تأمل أن يثبت سفراؤها وجودهم في المحفل الكروي العالمي وينجحوا على الأقل في تخطي الدور الأول.
قبل انطلاقة البطولة كانت التوقعات كبيرة بأن يستفيد المنتخبان السعودي والمصري من وجودهما ضمن المجموعة الأولى التي تضم المستضيف روسيا والأوروجواي بأن يصعد واحد منهما على الأقل للدور الثاني.
وكان هناك إجماع كبير على أن فرصة المنتخب المغربي واسعة في أن يتخطى عقبات البداية ويحقق النتائج الإيجابية في مجموعته التي تضم إسبانيا والبرتغال وإيران ولم يخرج المنتخب التونسي أيضا من دائرة التوقعات الإيجابية.
برز المنتخب المغربي بصورة واضحة في تصنيف الأداء والتعامل مع ظروف المباريات باعتباره السفير الأفضل لكنه افتقد التوفيق وطارده سوء الحظ ليخسر رغم تألقه وما يقدمه من أداء قوي أمام البرتغال وقبله إيران.
بدت فرصة المنتخب التونسي جيدة في أن يضع في رصيد المشاركة العربية أول نقطة في مباراته الافتتاحية أمام منتخب إنجلترا وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك إلا أن الوقت لم يرحمه وقاده لخسارة مؤلمة.
قادت نتائج المنتخبات العربية في مونديال روسيا لفتح الباب أمام المحللين والخبراء لرصد الأسباب التي قادت إلى هذا الظهور المتواضع الذي لم يخرج عن المشاركة الشرفية والاكتفاء بالمشاركة في العرس العالمي الكروي الضخم.
تعددت الآراء وتباينت وجهات النظر الفنية حول أسباب تبدد الأحلام مبكرا وغياب فرص حقيقية للعبور للدور الثاني ليكون خاليا من النكهة العربية وتركز التحليل حول الفوارق الفنية والبدنية والخبرات الذي تعود لمسألة التأسيس الكروي وفرص الاحتراف الخارجي التي لا تتوفر بالقدر الكبير ليجعل من أحد المنتخبات العربية قوة ضاربة لا تقل عن أي منتخب آخر في العالم.
لم يبعد موقع الفيفا كثيرا عن التحليلات من خلال الإحصائيات التي قدمها عن مباريات المنتخبات العربية والتي بينت أنها الأقل قطعا للمسافات في الملعب خلال المباريات التي خاضتها وبالتالي هذا يثبت الفوارق الفنية والبدنية التي أثرت سلبا على العطاء وجعل مهمة تحقيق النتائج الإيجابية أمرا صعبا.
يحمل “نسور قرطاج” آمال العرب الأخيرة في فرصة اقتناص بطاقة للتأهل للدور الثاني للمونديال.
وقدم المنتخب التونسي أداءً قويًا أمام إنجلترا في الجولة الأولى للمجموعة رغم تعرضه لخسارة في وقت قاتل بهدف لهدفين، وكان قاب قوسين أو أدنى من اقتناص تعادل مهم في افتتاح مشواره في المونديال.
ويمتلك نبيل معلول المدير الفني لنسور قرطاج مجموعة من اللاعبين المجيدين، أبرزهم: معز حسن ويوهان بن علوان ورامي بيدوي وعلي معلول وياسين مرياح وأنيس البدري وفرجاني ساسي وأحمد خليل وباسم الصرارفي وفخر الدين بن يوسف ونعيم السليتي...
اختلفت الأسباب.. والنتيجة واحدة -
نشر الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم، رسماً توضيحياً يكشف إجمالي المسافة التي قطعتها المنتخبات العربية في مبارياتها في مونديال روسيا 2018.
وكشفت المسافات أن إجمالي المسافات التي خاضتها المنتخبات العربية أقل من مسافات خصومها الذين تمكنوا من هزيمتها بما يؤكد ضعف اللياقة البدنية الذي أدى إلى غياب التركيز الذهني في الدقائق الأخيرة، وهو ما يفسر الخسارة في الدقيقة 90 التي صاحبت العرب في مونديال روسيا.
مني منتخب السعودية بهزيمة ساحقة أمام روسيا (صفر-5)، منها هدفان في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، وقطع لاعبو الأخضر السعودي (105 كلم)، مقابل (118 كلم) لمنتخب روسيا.
أما منتخب مصر فقد بذلك مجهودا جيدا في مباراته الأولى أمام الأوروجواي، حيث قطع لاعبوه 112 كلم، أكثر بكيلومتر واحد من لا عبى الخصم، وخسر الفراعنة بالتالي بصعوبة بهدف وحيد، جاء في الوقت القاتل في الدقيقة الأخيرة.
بينما قطع المصريون في المباراة الثانية 110 كلم، أقل من لاعبي روسيا بمسافة 5 كيلومترات، وخسروا المواجهة (1-3).
أما بالنسبة لمنتخب تونس فقد قطع لاعبوه 103 كلم، أي أقل بكيلومترين من لاعبي إنجلترا الذين حسموا نتيجة اللقاء لصالحهم بهدفين مقابل هدف واحد.
كما خسر منتخب المغرب مباراته الأولى أمام نظيره الإيراني، بهدف جاء في الوقت القاتل وبـ «نيران صديقة» سجله المهاجم المغربي عزيز بوهدوز، خطأ في مرماه في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، وأرقام الطرفين كانت متقاربة، فقد قطع لاعبو المغرب 101 كلم أكثر بكيلومتر واحد من منافسيهم.
وتعد هذه هي المرة الأولى في التاريخ، التي تشارك فيها أربعة منتخبات عربية في نهائيات كأس العالم.
وواجهت المنتخبات العربية (السعودية - مصر - تونس - المغرب) المشاركة في بطولة كأس العالم المقامة حاليًا في روسيا، فشلًا ذريعًا خلال منافسات الجولة الأولى للمونديال، حيث خسرت المنتخبات الأربعة في مباراتها الأولى بالبطولة العالمية فضلا عن خسارة الفراعنة في الجولة الثانية أمام روسيا بثلاثة أهداف مقابل هدف بما يعني توديعه للمونديال بشكل رسمي.
شهادة للمغرب.. في غياب الفرحة -
اعترف فرناندو سانتوس، مدرب منتخب البرتغال، بأن نتيجة مباراته أمام المغرب لم تكن عادلة بعد الأداء الرفيع الذي قدمه منتخب أسود الأطلسي في مباراة فعلوا فيها كل شيء إلا الوصول إلى الشباك.
وقال سانتوس: أعتقد أن منتخب البرتغال تعامل مع المباراة بشكل جيد، بدأنا بقوة، وضغطنا على المنافس، ثم غيرنا استراتيجيتنا بعد أول نصف ساعة، أعتقد أنه كان علينا الاستحواذ، والتصدي لهجمات المغرب».
وتابع المدرب: «منتخب المغرب صعّب علينا المباراة، وأرى أن النتيجة غير منصفة للمغرب، لكن هذه هي كرة القدم».
وأضاف «سانتوس»، الفائز مع البرتغال بلقب يورو 2016 «المنتخب المغربي قوي، لكن نحن قدمنا أداءً جيدًا خصوصًا على المستوى الدفاعي، الآن لدينا 4 نقاط، لكن التأهل لم يُحسم بعد، وسنفكر في إمكانية تحقيق اللقب بعد التأهل للدور الثاني».
وأردف: «البرتغال لا تشارك وحدها في البطولة، هناك العديد من المنتخبات القوية، ومنها على سبيل المثال منتخب المغرب بقيادة هيرفي رينارد، لكنهم لم ينجحوا في التأهل».
وواصل سانتوس تصريحاته قائلاً: «لاعب منتخب المغرب هو الذي دفع بيبي في لعبة الهدف، لكن بيبي لم يخطئ، ربما كانت هناك ركلة جزء لم تمنح».
جاءت الشهادة من مدرب البرتغال لتعبر عن واقع حقيقي ومستوى فني رائع قدمه نجوم منتخب المغرب الذين كانت التوقعات كبيرة بأن يذهبوا بعيدا في المنافسة ويرتقوا للدور الثاني على الأقل لما تضمه تشكيله الأسود من لاعبين أصحاب مهارات عالية وقدرات فنية طيبة رشحتهم ليكونوا الحصان الأسود في مونديال روسيا.
اعتراف مدرب البرتغال يمثل شهادة تقدير للمنتخب المغربي ولكن في غياب الحافز الحقيقي والنقاط التي كان يطمح لها الفريق حتى يحافظ على حظوظه في المنافسة على احدى بطاقتي العبور للدور المقبل من البطولة إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن.
كسب أسود الأطلسي الاحترام وهم يلعبون بروح قتالية عالية ويجتهدون من أجل تمثيل مشرف لوطنهم وللعرب.
الشباك الخضراء.. تقود سواريز للتاريخ -
قالت صحيفة ذا جارديان إن مهاجم برشلونة لويس سواريز، بدد حلم الصقور الخضر بتسجيله هدف المباراة الوحيد في شباك الحارس محمد العويس.
وأضافت: أن المنتخب السعودي كان مجرد بوابة لدخول سواريز تاريخ الكرة الأرجوانية بعد وصوله للمباراة رقم 100 مع منتخب بلاده.
وأشارت إلى أن المنتخب السعودي خسر فرص الوصول لثمن النهائي بعد تلقيه النتيجة الكارثية أمام روسيا بخماسية دون رد في افتتاح كأس العالم.
يذكر أن المنتخب السعودي يواجه نظيره المصري في مباراة الوداع لمونديال روسيا.
واصل لويس سواريز صناعة التاريخ مع منتخب بلاده الأوروجواي ضد السعودية في الجولة الثانية من المجموعة الثانية.
ووقع لويس سواريز على هدف الأوروجواي من ركنية مستغلا خروج خاطئ لحارس مرمى المنتخب السعودي، وذلك في الدقيقة 23 من عمر الشوط الأول.
وأصبح نجم برشلونة أول لاعب في بلاده يسجل في 3 كؤوس عالم مختلفة، حيث سجل 3 أهداف في نسخة 2010، وهدفين في 2014، وهدفا في عام 2018.
وبهذا الهدف افتتح لويس سواريز رصيده التهديفي في المونديال بعدما فشل في التسجيل في الفوز على المنتخب المصري بهدف لصفر في المباراة الافتتاحية.
وعزز لويس سواريز صدارته لقائمة أفضل الهدافين في تاريخ منتخب الأوروجواي مسجلا هدفه 52 في مباراته 100 بقميص منتخب بلاده كسادس لاعب أكثر تمثيلا لمنتخب الأوروجواي.