وتخشى الامم المتحدة ومنظمات دولية ان تؤدي الحرب في مدينة الحديدة الى وقف تدفق المساعدات عبر الميناء الذي بقي مفتوحا رغم الهجوم.
وتعاني أحياء في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة انقطاعا للمياه منذ الثلاثاء الماضي بحسب ما أعلنت منظمة "المجلس النروجي للاجئين" وسكان.
من جهته، دعا مارتن غريفيث مبعوث الامم المتحدة الخاص الى اليمن الى تجنب المزيد من التصعيد العسكري في الحديدة خشية "عواقب سياسية وإنسانية شديدة"، وفقا لفرحان حق المتحدث باسم المنظمة الدولية في نيويورك.
وشدد على ضرورة "تجنب مواجهة عسكرية في الحديدة والرجوع بسرعة إلى المفاوضات السياسية" معبرا عن "ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق لتجنب أي تصعيد للعنف في الحديدة".
وقال غريفيث انه "متشجع بالمشاركة البناءة لقيادة أنصار الله في صنعاء، ويتطلع إلى لقاءاته المقبلة مع الرئيس عبد ربه منصور هادي".
من جهتها، قالت منسقة الشؤون الانسانية في اليمن ليز غراندي ان "الكوليرا تتصدر قائمة المخاوف في الوقت الحالي" بعد أن كانت الحديدة احد مراكز تفشي وباء الكوليرا العام الماضي.
ودعا مكتب تنسيق الشؤون الانسانية الى استمرار تدفق المساعدات الى مدينة الحديدة، لكنه ذكر ان الوصول الى المنازل "أصبح صعبا بسبب المعارك واغلاق الطرقات".
و يواجه السكان غير القادرين على الفرار من مدينة الحديدة قصفا لا يهدأ ونقصا في المياه النظيفة فضلا عن انقطاع الكهرباء، في الوقت الذي يقاتل فيه التحالف العربي لانتزاع السيطرة على الميناء اليمني الرئيسي من قبضة الحوثيين .
وقال عاصم محمد وهو صيدلي "نسمع صوت انفجارات طوال الوقت"،وأضاف "لم تصلنا المياه منذ ثلاثة أيام".
ومحمد وزوجته وطفلته البالغة من العمر ستة أشهر ضمن عدد متناقص من السكان الذين بقوا في منطقة الحوك، المحصورة بين المطار والميناء البحري، الهدف الأكبر للهجوم العسكري.
وبعض الأسر مثل أسرة محمد غير قادرة على الفرار لأسباب منها عدم وجود المال الكافي أو بسبب العمل أو التزامات شخصية أخرى.
ورفع السائقون الذين ينقلون الفارين من الحديدة الأجرة إلى أكثر من مثليها منذ بدء المعركة، بينما هدد المستشفى الذي يعمل به محمد الموظفين بالفصل إذا تغيبوا لفترات طويلة.
وقال محمد "الكهرباء مقطوعة أيضا في معظم المدينة منذ ثلاثة أيام، وفي بعض الأحياء منذ أسبوع".
وأرجع سبب نقص المياه إلى الأضرار التي لحقت بالأنابيب والتي يقول موظفو الإغاثة إنها نتجت عن حفر الحوثيين للخنادق. ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين حوثيين للتعليق.
ويستخدم سكان الحديدة منذ عام 2015 مولدات خاصة للحصول على الكهرباء. لكن الهجوم الذي بدأ هذا الشهر جعلهم يواجهون صعوبة في الحصول على وقود الديزل الضروري لتشغيلها.
وترتفع درجات الحرارة في الصيف في اليمن لتتجاوز الأربعين درجة مئوية في الظل، وهو ما قد يساعد إلى جانب نقص المياه النظيفة في انتشار الأمراض.
من جانبه يعقد وزراء إعلام دول تحالف استعادة الشرعية في اليمن، اجتماعًا اليوم في جدة، غرب السعودية ،لمناقشة سبل تنسيق الجهود الإعلامية لدول التحالف وتقديم الدعم الإعلامي.وقال بيان رسمي إن الاجتماع سيناقش عددا من القضايا الهامة والنقاط البارزة، على رأسها سبل التعامل الإعلامي مع الأوضاع الإنسانية في اليمن.
«وكالات»