[gallery size="medium" ids="614424,614427,614425"]
أصبـــح العـمـانيــــــون فيه يدا واحدة وقلبا واحدا -
أجرى اللقاءات : خليفة المياحي - سعد الشندودي -
ها هي ذكرى الثالث والعشرين من يوليو المجيد تطل علينا من جديد تحمل معها بشائر الخير وطوت معها سجلا حافلا بالمنجزات والخيرات لأبناء هذا الوطن الغالي، فعمان ولله الحمد تتمتع بنعمة الأمن والأمان والاستقرار بفضل توفيق المولى جلّت قدرته، ثم بفضل الحكمة الصائبة والحنكة المستنيرة لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ .
وبهذه المناسبة تلتقي عمان بعدد من أهالي ولاية العوابي والقرى التابعة لها لتنقل انطباعاتهم وفرحتهم بالمناسبة، وتستذكر معهم بداية سماعهم لخبر تولي صاحب الجلالة مقاليد الحكم في البلاد.
يوسف بن حمد الخروصي يقول: كنت مع مجموعة كبيرة من العمانيين في البحرين حين تولي مولاي صاحب الجلالة الحكم، حيث كنت أعمل في شركة الغاز هناك، وعند سماعنا لخبر تولى صاحب الجلالة مقاليد الحكم انتابنا شعور بالفرح والسعادة والتفاؤل الكبير لتغيير حال العمانيين من الحاجة والمعاناة التي كنا عليها إلى حال أفضل، وفعلا كنا متشوقين للمساهمة في بناء الوطن، ومنذ وصول الخبر مكثنا خمسين يوما فقط في البحرين لإنهاء إجراءات عودتنا، وكان عددنا أربعين شخصا، فركبنا القارب (اللنش) وعدنا نشمر عن سواعدنا، تتقدمنا البشرى والأمل الكبير بفتح باب الخير.
وعند وصولنا لفرضة (مسكد) كان في استقبالنا عدد من أبناء الوطن، فتبادلنا التهاني للحدث الأبرز الذي حدث، وفعلا من تلك اللحظة أي من ١٩٧٠م بدأ المغتربون يعودون لأرض الوطن، وكانت بداية النهضة وعلامات التغيير الإيجابية والانطلاقة الفعلية التي استبشر بها العمانيون، حيث قاموا حينها يخاطبون بعضهم، ويتبادلون المراسلات مع باقي العمانيين بالخارج لتكتمل عودتهم، وكانت الأفواج تبحر مجموعات عائدة إليها.
وعن الثالث والعشرين من يوليو يقول: تحتفلُ السلطنة في هذا اليوم من كل عام؛ لتقف على مسيرة من البناء والتحديث سار على دربها العمانيون منذ تولي مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في هذا البلد.
ويقف العمانيون في مثل هذا اليوم؛ لتجديد العهد الذي تعاهدوا عليه مع جلالته يحفظه الله عام 1970م عندما أعلن السلطان قابوس انطلاق مسيرة النهضة العمانية وبدء مرحلة جديدة في بناء عمان ضمن توازن دقيق بين المُحافظة على الموروث الذي يعتز به العمانيون، ومقتضيات الحاضر التي تتطلب التلاؤم مع روح العصر والتجاوب مع حضارته وعلومه وتقنياته، والاستفادة من مُستجداته في شتى ميادين الحياة ومجالات التنمية.
وعلى مدى سنوات شيدت صروح دولة عصرية راسخة تستمد قدرتها وقوتها من علاقة فريدة وشديدة الخصوصية بين الحاكم والمحكوم، ومن رؤية واضحة ودقيقة تؤمن بأنّ الإنسان العماني هو هدف التنمية وغايتها، وهو في نفس الوقت أداتها وصانعها، وبالعودة قليلا إلى الوراء وإلقاء نظرة عبر مسيرة النهضة العمانية، يتجلّى واضحا مدى التغيير الذي طرأ على السلطنة، من خلال رصد العديد من المنجزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتعليمية والثقافية والصحية وغيرها من المجالات الحيوية التي تشهد مزيدا من الانطلاق نحو التطوير واستيعاب تطلعات المواطن العماني وطموحاته.
حيث أخرج جلالة السلطان عمان من حالة العزلة وارتقى بها إلى مصاف الدول العصرية والحديثة؛ بفضل حقيقة آمنت بها الحكومة العمانية ووضعتها وفق رؤيتها الإستراتيجية المستقبلية للتطوير والتحديث، وهي: توفير مناخ من الأمن والسلام والاستقرار ودعم العلاقات الخارجية، وهذا ما يشهده كل مواطن عماني في وقتنا الراهن.
وقد حرص السلطان قابوس على أن يكُون أوّل حجر في بناء الدولة العمانية الحديثة هو تغيير الاسم من سلطنة مسقط وعمان إلى سلطنة عمان، وهذه الخطوة مهّدت لمسار تحقيق السلم الاجتماعي ووضع حدّ لمخاطر الانقسام في صفوف العمانيين عبر جمعهم حول مصدر اهتمام واحد ومشترك، وهو سلطنة عمان وطن كل العمانيين، وتم تطوير الجهاز الإداري للدولة، ليستوعب أهداف النهوض بواسطة تنمية شاملة من ناحية وتحويله إلى أداة من أدوات الدمج والتماسك على المستوى المحلي والوطني.
مقارنة
سعيد بن نصير الرواحي قال: لقد كنت لحظة إعلان تولي مولاي صاحب الجلالة مقاليد الحكم في عمان أعمل في المملكة العربية السعودية، وما إن سمعنا بالخبر إلا وبانت أسارير الفرحة في وجوه الحاضرين جميعا مستبشرين بالخير، وكان أملنا العودة إلى أرض الوطن بسرعة، وفعلا تحقق ذلك مباشرة ولله الحمد، وكان شعورنا لا يوصف بالفرحة الغامرة والسعادة التامة.
وقبل عصر النهضة عملت كذلك في مملكة البحرين، وقد سمعت الخطاب الأول لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – الذي وجهه لأبناء شعبه المغتربين عندما تولى مقاليد الحكم في البلاد عبر الإذاعة، ولهذا رجعنا فورا إلى البلاد ووجدنا الأمور تغيرت عما كان قبل سفرنا، وبدأت مؤشرات الخير تتحقق في الجوانب التنموية والعمرانية والخدمية في شتى مناحي الحياة، وبين ما هو قائم الآن وما كان قبل توليه الحكم فرق شاسع وكبير حدث.
وقال: إن السلطنة قبل عصر النهضة لم يكن بها خدمات تنموية وأساسية كالمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس، وكان الناس يعيشون حياة بسيطة، وكان بينهم التواد والتراحم والمساعدة لبعضهم البعض، كما كانت بيوتهم من الطين والحجارة والجص، ويستخدمون الوسائل القديمة كجذوع النخيل في التسقيف، والنساء يساعدن في البناء؛ حيث يقمن بإحضار المياه، والناس يعملون في الأعمال اليدوية والزراعة، ولا توجد وظائف وأعمال كما هو الحال الآن، وكانوا يتعاملون بالعملة المتعارف عليها آنذاك والمسماة (بيسة برغش والقرش الفرنسي)، وكانوا يزرعون النخيل والموز العماني والليمون، لتوفر المياه بالأفلاج وفي الأودية. وعن كيفية تعلم الناس في السابق يقول: قبل عصر النهضة المباركة لم توجد مدارس في السلطنة، بل كان الناس يقومون بتعليم أبنائهم بمدارس تعليم وتحفيظ القرآن الكريم التي كانت توجد ببعض المساجد أو تحت ظلال الأشجار، ومن خلال هذه المدارس يتعلم الطلبة حفظ القرآن الكريم والحروف الهجائية، وكان الطلاب يكتبون الحروف على عظام الجمال، وكان الناس يعالجون بالأعشاب الطبيعية وبالعسل وبالكي أي (الوسم)، وكذلك كانت الوفيات بين الناس كثيرة بسبب الأمراض وعدم وجود العلاج المناسب للأمراض التي تصيب الناس، وكان الناس ينتقلون ويسافرون عن طريق الإبل والحمير.
بشرى
سعيد بن علي الخروصي عبّر عن ابتهاجه وفرحته بمناسبة الثالث والعشرين من يوليو، وقال: عند تولي مولاي صاحب الجلالة مقاليد الحكم في البلاد كان عمري عشر سنوات وكنت مع والدي، وقد شاهدته هو ومن كانوا معه قد علاهم البشر، وبان في محياهم الفرح واستبشروا بمقدم العهد الجديد، وها نحن نستمتع بكل مقومات الحياة. ولا يمكن بأية حال من الأحوال أن نقارن بين ما كان عليه آباؤنا في الماضي وما نحن عليه اليوم من الأمن والأمان والرخاء والاستقرار والعيش الكريم. وإنه يشرفني أن أرفع إلى مقام جلالته السامية أصدق عبارات التهاني وأبلغ كلمات الأماني داعيّا المولى جل وعلا أن يعيد على جلالته هذه المناسبة وأمثالها من المناسبات باليمن والخير، وأن ينعم عليه بدوام الصحة ويمده بالعون والتوفيق.
سالم بن سليمان الريامي يقول: لقد فرحت كثيرا عندما علمت أن عهدا جديدا أطل على عمان بتولي مولاي صاحب الجلالة مقاليد الحكم في البلاد، ومنذ العام السبعين إلى الآن ونحن نعيش حياة سعيدة، ونتمتع نحن وآباؤنا وأبناؤنا برغد من العيش، ونتمتع بكل مجالات الحياة العصرية.
سعيد بن سالم الشريقي يقول: لا أستطيع أن أعبر عما يختلج في أعماق قلبي من مشاعر الحب لمولاي صاحب الجلالة، ولا أستطيع إحصاء أفضاله على أبناء شعبه، فقد أفنى المخلصون حياتهم من أجل بناء الوطن في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وتحققت الإنجازات بتكاتف الجميع ورأت النور، فبعد أن تحركت أيدي التنمية في أرجاء البلاد من أجل تقديم أفضل الخدمات ليواكب المواطن التطور والنماء، وكان وما زال الجميع يعيش في أمن واستقرار، إن الرؤية القابوسية حققت لنا أحلاما كانت تراودنا في الماضي.
وأضاف أكتب هذه الكلمات من القلب، لأنني عايشت سنوات النهضة منذ بداياتها، ولا توجد هناك مقارنة بين ما قبل السبعين وبعده، فلنشكر الله دوما على النعمة التي أسداها لنا وهنيئا لنا القيادة الحكيمة، وكل ما تحقق على أرض السلطنة.
سليمان بن محمد الحاتمي يقول: عندما نتحدث عن فترة ما قبل السبعين وما بعدها لا يوجد للحديث مقارنة، سطور قليلة لن تحكي حياة شعب عاش في الفقر والحاجة والعوز، جلالة السلطان -حفظه الله- أحدث في بلاده وفي حياة شعبه الفرق، هو نعمة أنعمها الله تعالى على عمان وشعبها.
قبل عام السبعين كنا نعيش حياة مريرة كابدنا فيها المشقة، وكنا صغارا تحملنا ما يتحمله الكبار، الجميع مشترك في تأمين لقمة العيش صغارا وكبارا، نقطع مسافات ونظل أياما وأياما مشيا على الأقدام لنوفر ما نحتاجه من المناطق الأخرى، واليوم نعيش نحن وأولادنا في نعيم بفضل الله وحكمة وإرادة سلطاننا، نسأل الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ عمان وقائدها وشعبها.
العلاقات الدولية
عبدالله بن سعيد الحراصي يقول: الحقيقة يعرفها كل مواطن عماني عاش على هذه الأرض الطيبة قبل عام ١٩٧٠م، وكيف كانت صعوبة العيش في ذلك الوقت من جميع النواحي، حيث واجهتنا الكثير من التحديات لعدم توفر فرص العمل، وكان العماني يكدح ويرهق نفسه لإيجاد قوت يومه، فاضطر الكثير منهم للسفر إلى خارج الوطن طلبا للرزق وتحملوا الغربة لأجل توفير العيش الكريم لهم ولأسرهم، كما أن الخدمات الصحية في تلك الآونة لم تكن موجودة، سوى مستشفى واحد فقط في مطرح وكان يعرف بمستشفى طوماس وهو (مستشفى الرحمة)، وتوجد مدرستان فقط في مسقط وفي ظفار.
وعند بزوغ فجر السبعين كانت مشاعرنا لا توصف ويعجز الكتاب عن التعبير عنها، خاصة عندما وصلت الأخبار بقدوم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتوليه الحكم، حيث أشرقت شمس النهضة على عماننا الحبيبة فعمت الفرحة الأرجاء، وها هو المواطن العماني يعيش في أمان ورخاء وسعادة بحمد من الله وتوفيقه، فتواصلت الإنجازات والمشروعات منذ عام ١٩٧٠م والى يومنا، ولا تزال مسيرة التقدم مستمرة بإذن الله بقيادة مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وأصبغ عليه موفور الصحة والعافية والعمر المديد إنه سميع مجيب الدعاء.
علي بن خلفان الفهدي يقول: كنت في غاية الاطمئنان، إن قدوم صاحب الجلالة إلى سدة الحكم كان له انعكاسات إيجابية، ناقلا المواطن العماني إلى عصر من الرخاء، فكان يوم الثالث والعشرين من يوليو انطلاق إشراقة عمان الأولى نحو مسار التعمير والتغيير، وكذلك الانفتاح للعالم بشكل عام، حيث جاء يوليو المجيد ليرسم لعمان طريقا آخر، فتهيأت لها شخصية فذة بارزه أضاء بفكره الظلام الدامس، وأبحر بسفينة الخير بعمان إلى بر العزة والفخر والأمان.
فالذي جاء بعد عام السبعين لم يكن موجودا قبل، وما نراه ونلمسه الآن كان مجرد حلم نراه في المنام، ولكن بمشيئة الله تحققت إلى واقع حي ملموس، حيث كان العماني محروما من التعلم والعلاج والعيش الكريم، والآن نعتبر ولله الحمد من أكثر شعوب الأرض راحة وأمانا، وتطورت ربوع عمان حيث بدأت مسيرة النهضة تلاقي الاهتمام والمواكبة للتطورات العالمية من لدن جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- في شتى المجالات، لتشمل بناء الإنسان وتيسير سبل التعليم والصحة وكل وسائل الراحة، إلى جانب تطورها في العلاقات الدولية، حيث وثقت علاقاتها الخارجية مع مختلف الدول، ومدت أواصر الصداقة والأخوة، وهذا كان بتخطيط القائد المفدى حفظه الله، حيث أراد جلالته أن تكون عمان معروفة لدى العالم أجمع، وطور جميع القطاعات في الدولة، ومازالت مسيرة النهضة مستمرة في عمان.
الوحدة
علي بن زاهر البحري يقول: لقد كانت عمان قبل عام ١٩٧٠م تعيش في عالم آخر، حيث لا توجد بها خدمات أساسية ولا أعمال، وكان الناس يعيشون مغتربين في دول الخليج لكسب لقمة العيش ويمكثون فيها لسنوات بعيدين عن أهلهم، ومنهم من يكابد في وطنه لكسب العيش عن طريق المنتجات الزراعية وتربية الماشية لعدم توفر الأعمال الحكومية.
وعندما تولى مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في ٢٣ يوليو ١٩٧٠م ولدت عمان من جديد، فقال جلالته في أول خطاب وجهه للشعب العماني «سأبذل كل ما بوسعي لجعلكم تعيشون على هذه الأرض الطيبة» وقد وعد فأوفى وتحققت المنجزات بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل حكمته وسداد رأيه، فأنشئت المدارس والمستشفيات والطرق، وأقيمت المشروعات التي لا تعد ولا تحصى، وأصبح الشعب العماني يضرب به المثل في جميع أنحاء المعمورة، وأصبح أبناء الشعب العماني يدا واحدة وقلبا واحدا يشد بعضه بعضا بفضل من الله وتوفيقه.
محمد بن سالم السيابي يقول: يعتبر يوم الثالث والعشرين من يوليو يوما مجيدا ولا ينساه كل عماني، وكان وقع خبر تولي مولانا صاحب الجلالة مقاليد الحكم استبشار خير وبركة، حيث رفع الجميع أكف الضراعة للمولى جلت قدرته بأن يكون عهده عهد خير وبركة، وكان ذلك، فبدأ من الصفر، حيث لا توجد طرق ولا مستشفيات ولا مدارس ولا كهرباء، وبالجهود الجبارة التي بذلها مولاي -حفظه الله- وصلت البلاد إلى هذا المستوى من التطور والنماء والرخاء الذي عم البلاد بأكملها و الحمد لله.
فقبل عام ١٩٧٠م لم نجد شيئا من ذلك، والمعيشة كانت صعبة، وتبدل الحال وأصبحت عمان بفضل حكمة القائد تعيش أبهى حللها وفي أمن وأمان واستقرار، فاسأل الله العلي القدير أن يبارك في عمر مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه، وأن يمن عليه بالصحة وتمام العافية.
منصور بن مسعود الشريقي تحدث عن الوضع قبل حكم جلالته، حيث قال: كان العمانيون يواجهون صعوبة في المعيشة والحصول على المواد الغذائية، وكان التنقل بين المناطق عن طريق الوسائل القديمة كالحمير، وكانت المعيشة تعتمد على الاكتفاء الذاتي من الموارد الموجودة المتمثلة في الزراعة والثروة الحيوانية فقط مثل (القمح والثوم والبصل والعدس والأبقار والأغنام وغيرها) حيث لا يوجد دخل للفرد سوى قوت يومه، وكانوا يتبادلون السلع في سوق ستال بوادي بني خروص بالعملة المعروفة «القرش».
وعن الجانب الصحي فلم يكن هناك عناية صحية، ولا توجد مستشفيات للعلاج فيها سوى مستشفى واحد في مسقط. و لاتوجد فرص عمل داخل عمان، مما جعل أغلب المواطنين يتوجهون للخارج. أما عن بداية حكم صاحب الجلالة قال: كنت في ذلك الوقت موجودا في البحرين، وبمجرد سماعنا لخبر تباشير تولي صاحب الجلالة الحكم وتغير الأحوال بتوفر فرص العمل عدنا إلى السلطنة الحبيبة تعلو وجوهنا الابتسامة أملا بأن أوضاعنا سوف تتحسن وتتوفر فرص عمل قريبة من أهلنا، وفعلا تحقق ذلك والحمد لله.
وقال: عندما رجعت من السفر التحقت بعمل في مسقط؛ حيث تحسنت أوضاعنا المالية، وتم توفير حافلة تنقلنا من قرانا إلى مقر عملنا في العاصمة، وانتعش السوق عن سابقه وتوفرت الموارد المستوردة وتنوعت في السوق، عكس ما كان قبل.
عبري
يحدثنا بطي بن خلفان المرشودي فيقول: إن مناسبة ذكرى الثالث والعشرين من شهر يوليو المجيد تعتبر مناسبة وطنية غالية وعزيزة على قلب كل مواطن عماني يعيش على أرض السلطنة، وخاصة أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – باني نهضة عمان الحديثة، وفي عهده المبارك حققت السلطنة نهضة تنموية في شتى مناحي الحياة.
ويضيف: عندما تولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم في البلاد عمت الفرحة والبهجة في نفوس الأهالي بولاية عبري وخرجوا في الشوارع العامة، وقاموا بالرقصات الشعبية التقليدية في مراح عبري بالقرب من سوق عبري القديم، مستبشرين خيراً بتولي جلالة السلطان المعظم زمام الأمور في البلاد.
وقد زار جلالته ولاية عبري في عام 1971م، واستقبله الأهالي استقبال الأبطال في الساحة العامة في المراح بالقرب من سوق عبري القديم، وهم يرددون بأصوات عالية «هلت الأفراح بالعيد السعيد من حكم السلطان قابوس سيدنا المجيد»، كما استقبل جلالة السلطان المفدى المشايخ والأهالي بحصن عبري.
وعن طبيعة الحياة في السابق يقول: الناس في السابق كانوا يسافرون من مكان إلى آخر عن طريق الإبل، وكان الأهالي بعبري يواجهون مشقة كبيرة في السفر، فكانت الرحلة من عبري إلى مسقط تستغرق تقريباً عشرة أيام ذهاباً وإياباً، وقد كان الأهالي يحملون معهم من عبري إلى سوق مطرح التمور والليمون المجفف، ويشترون من سوق مطرح الأرز والقهوة والأقمشة.
ويتابع قائلا: إن الأهالي بولاية عبري في السابق كانوا يعيشون في الحارات القديمة التي بنيت من الطين والحجارة، وقد عشت سابقاً في حارة الرمل بمدينة عبري، وهذه الحارة تقع بوسط المدينة على سفح جبل الرمل؛ ولذلك سميت بحارة الرمل، وبيوتها مترابطة مع بعضها البعض، وتمتاز بالشوارع الضيقة، وكانت حياة الناس في الحارة بسيطة جداً، وهم يمتازون بالألفة والمحبة والتعاون فيما بينهم، وكانوا يتعاونون في بناء البيوت بالحارة.
ويستطرد قائلاً: الأهالي في السابق كانوا يتجمعون في بيوت الجيران خاصة في فترة الصباح وبعد صلاة العصر، وذلك لتناول القهوة العمانية في بيت أحد الجيران، وكانت تسود هذه التجمعات الفرحة والبهجة والمحبة بين الناس.
التداوي بالأعشاب
وعن كيفية علاج الناس في السابق يقول: إن السلطنة قبل عصر النهضة المباركة كانت تعيش في ظلام دامس، لا توجد بها مستشفيات ولا مراكز صحية، وكانت الأمراض منتشرة بين الناس خاصة أمراض العيون والحمى، وكانوا يعالجون عن طريق الأعشاب الطبيعية وعن طريق الوسم، وكانت الوفيات كثيرة بين الأهالي، أما في في عصر النهضة المباركة – ولله الحمد – فقد انتشرت المستشفيات والمراكز الصحية في السلطنة، وبذلك قلت الوفيات، وتم القضاء على الكثير من الأمراض التي كانت منتشرة بين الناس.
وعن الأعمال التي كان يعمل بها الناس في السابق يقول: إن الأهالي بولاية عبري كانوا في السابق يعملون في التجارة بسوق عبري القديم، والبعض منهم كان يعمل في الزراعة، وكذلك بعضهم كان يعمل في بناء البيوت من الحجارة والطين، وكانوا يعملون من الصباح إلى فترة الظهر بمبلغ قدره عشر بيسات في اليوم الواحد، وكانت العشر بيسات في ذلك الزمان لها قيمة شرائية.
ويضيف قائلاً: بالنسبة لي فقد عملت في السابق في مجال التجارة مع والدي المغفور له، وكنا نسافر في عام 1968م على ظهور الإبل من ولاية عبري إلى دبي ذهاباً لمدة 18 يوماً، وإياباً كذلك 18 يوماً، أي أن الرحلة كانت تستغرق 36 يوماً، وبعد ذلك عملت في شركات النفط خلال عام 1965م، وكان الراتب لا يتعدى 20 ريالا سعيديا، وبعد ذلك انتقلت من شركات النفط إلى الجيش خلال عام 1969م وعملت في الخدمات الهندسية، وقمنا بعملية شق الطرق الترابية في ولاية عبري، والعوفية، وجدة الحراسيس، وبعد ذلك خرجت من الجيش، وعدت مرة أخرى إلى الجيش السلطاني العماني في عام 1981م وفي عام 2007م خرجت من الجيش بالتقاعد.
ويختتم المرشودي حديثة قائلاً: إنه يوجد فرق شاسع بين حياة الناس في السلطنة قبل عصر النهضة المباركة وبعده، فقد كانت حياتهم صعبة ويواجهون مشقة في السفر، وفي الوقت العصر الحالي أصبح الناس يسافرون من مكان إلى آخر في ساعات محدودة، ويعالجون في المستشفيات والمراكز الصحية ويعلمون أبناءهم في المدارس والكليات والجامعات، وينهلون منها مختلف صنوف العلم والمعرفة، ولذا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يمد في عمر جلالة السلطان المفدى ويمتعه بالصحة والعافية.
تحول الظلام إلى نور
وأما مصبح بن علي المقرشي فيقول: إن السلطنة قبل تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – كانت في ظلام دامس وتبدد الظلام إلى نور، وكنا نعيش في ليل حالك وتحول ليلنا بفضل من الله تعالى إلى نهار منير، وكان الأهالي يعيشون في جهل وفقر وتخلف، إلى أن جاء يوم الثالث والعشرين من يوليو المجيد فدحر جلالة السلطان المفدى باني نهضة عمان الحديثة دياجير الظلم والتخلف والفقر والعيش الضنك والحياة القاسية.
ويضيف: الأهالي في مختلف ولايات السلطنة فرحوا واستبشروا خيراً بتولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم في البلاد في يوم 23 من شهر يوليو المجيد من عام 1970م خاصة أن جلالة السلطان المفدى في أول خطاب له وعد شعبه بأن يجعل من السلطنة دولة متقدمة، وها هو الوعد قد تحقق بأرض الواقع.
ويتابع قائلاً: إن ذكرى حلول مناسبة يوم الثالث والعشرين من يوليو المجيد تعتبر ذكرى وطنية يفتخر ويعتز بها كل مواطن عماني في أرض السلطة الطيبة المعطاء، بل إن المواطن يفتخر ويتفاخر بالمنجزات التنموية والحضارية التي تحققت في السلطنة خلال عهد النهضة المباركة لجلالة السلطان المعظم باني نهضة عمان الحديثة.
وعن كيفية استقبال أهالي ولاية عبري لزيارة جلالة السلطان المفدى في أول زيارة له يقول : لقد زار جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه ولاية عبري في أول زيارة له عام 1971م، وقد فرح الأهالي بزيارة جلالة السلطان للولاية، واستقبلوه في المراح بسوق عبري القديم، وهناك قدم الأهالي الفنون الشعبية التقليدية كفن الرزحة والميدان، وكذلك استقبل جلالة السلطان الأهالي في حصن عبري، حيث قدموا له التهاني والتبريكات بمناسبة توليه زمام الحكم في السلطنة
ويضيف قائلاً: إن طبيعة الحياة في السلطنة قبل عصر النهضة المباركة كانت طبيعة صعبة وقاسية، ولا توجد خدمات تنموية ولا حضارية في مدن السلطنة، وكانت الأمراض منتشرة بين الأهالي بل والوفيات كثيرة، وكان مرض الكوليرا ومرض التراخوما مرض العيون منتشرا في البلاد، وقد كان الناس يعالجون عن طريق الأعشاب الطبيعية، ويسافرون من مكان إلى آخر عن طريق الإبل، فلا توجد طرق مرصوفة ولا سيارات في ذلك الزمان، وكذلك كان الناس يعلمون أولادهم في مدارس تحفيظ القرآن الكريم التي تسمى الكتاتيب، ولا توجد مدارس نظامية يتعلم فيها الأبناء، أي أن الجهل والفقر والمرض كان منتشرا بين الأهالي في السابق، ولكن عندما تولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم في البلاد قضى على الفقر والمرض والجهل من خلال إنشاء المستشفيات والمدارس في مختلف ولايات السلطنة.
ويتابع قائلاً: لقد كان الناس في السابق يعملون في الأعمال اليدوية البسيطة وفي الزراعة وبعضهم كان يعمل في رعي الأغنام وفي جلب الحطب، حيث كانوا يجلبون الحطب من الصحراء عن طريق الحمير، وكذلك بعض الناس في ولاية عبري كانوا يعملون في مهنة التجارة بسوق عبري القديم، ويفتتح في الفترة المسائية أي من الساعة الثانية ظهرا حتى قرب أذان المغرب، وكان سوق عبري قديماً يمتاز بالحركة التجارية النشطة ويتسوق منه الناس من مختلف ولايات الظاهرة، ويمتاز بكثرة القوافل التجارية المحملة بالبضائع، والقوافل التجارية كانت عبارة عن مجموعة من الإبل تأتي إلى مدينة عبري وتغادر إلى الباطنة عبر وادي الحواسنة بولاية الخابورة، وتحمل معها مختلف أنواع التمور والليمون المجفف.
ويختتم المقرشي حديثة قائلاً: إن الذي تحقق من إنجازات تنموية وحضارية خلال عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – يعجز عن وصفه الإنسان خاصة الذي عايش الجيل السابق المحروم من كل شيء، وحالياً وجد كل شيء يتمناه، وقد شملت الإنجازات كل شبر في السلطنة، وأصبح المواطن اليوم خلال فترة وجيزة وقياسية ينعم بكافة متطلبات الحياة العصرية في كافة مجالات الحياة التي جعلت المواطن والمقيم ينعم بفرص العيش الكريم.