الحزب الحاكم يرفض النتائج ويؤكد على وجود «تزوير فاضح» -
إسلام أباد - (أ ف ب): اعلن عمران خان لاعب الكريكت السابق امس عن فوزه في الانتخابات العامة في باكستان، فيما تحدثت الأحزاب المنافسة عن عمليات تزوير «سافرة».
ولم يرد تأكيد رسمي للنتائج من اللجنة الانتخابية بعد نحو 24 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع في الانتخابات التي جرت امس الأول، إلا أن النتائج الجزئية غير الرسمية أظهرت تقدما واضحا لحزب «حركة أنصاف باكستان» بزعامة خان.
وقال خان (65 عاما) عبر التلفزيون مباشرة من مقره في بني غالا على بعد بضعة كيلومترات من إسلام أباد «لقد نجحنا ومنحنا الشعب تفويضا»، ووصف الانتخابات بأنها «الأكثر شفافية» في تاريخ باكستان، كما وعد بمكافحة الفساد «الذي يأكل بلادنا كالسرطان»، وتطرق أيضا إلى وعود بإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة «بما يعود بالنفع» على البلدين.
وجاءت تصريحات خان بعد عدة ساعات من خروج أنصاره إلى الشوارع للاحتفال بالفوز في الانتخابات التي قال معارضوه إن الجيش النافذ زورها لصالحه. وأثار التأخر غير المسبوق في إعلان نتائج الفرز إضافة إلى التقدم القوي المفاجئ لخان، مخاوف واسعة حول مصداقية الانتخابات.
وتنبأت الصحف وقنوات التلفزيون بفوز حزب الإنصاف منذ امس الأول. وبحلول امس أظهرت النتائج الجزئية غير الرسمية حصول خان على 100 مقعد على الأقل حتى الآن في مجلس النواب. ويحتاج خان إلى أغلبية 137 مقعدا لتشكيل حكومة.
وهنأت زوجة خان السابقة منتجة الأفلام البريطانية جميما غولدسميث خان بالفوز، وقالت في تغريدة «بعد 22 عاما وبعد الإهانات والعقبات والتضحيات اصبح والد أبنائي رئيس وزراء باكستان المقبل».
ونفت اللجنة الانتخابية الباكستانية التلاعب في الأصوات، وبررت التأخير «بمشاكل تقنية» مرتبطة باستخدام برنامج معلوماتي جديد للانتخابات.
وقال مدير اللجنة سردار محمد رضا في مؤتمر صحفي كان الثالث للجنة خلال الليلة قبل الماضية إن «هذه الانتخابات لم تشوبها عيوب... إنها صحيحة وشفافة مائة بالمائة». ولم تؤكد السلطات الانتخابية بعد موعد إعلان النتائج.
ومن المقرر أن يقدم مراقبو الانتخابات ومن بينهم بعثة من الاتحاد الأوروبي ملاحظاتهم حول عملية التصويت اليوم.
امس الأول رفض حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-نواز الذي يتولى السلطة منذ 2013، نتائج الانتخابات بسبب ما اعتبره «تزويرا واضحا» وتعهد باستخدام «جميع الخيارات السياسية والقانونية لتصحيح هذه التجاوزات الواضحة».
وقال زعيم الحزب شهباز شريف، شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف «ما فعلوه أعاد باكستان إلى الوراء 30 عاما .. الناس لن يحتملوا ذلك»، وأشار إلى أن الحزب سيجتمع لتحديد الخطوات المقبلة.
كما تحدثت أحزاب كبرى أخرى عن حدوث عمليات تزوير من بينها حزب الشعب الباكستاني الذي حكم باكستان من 2008 الى 2013، وعبر زعيمه بيلاوال بوتو زرداري عن موقف مماثل، وقال إن ممثلي الحزب منعوا من مراقبة عملية الفرز. وقال محللون إن حجم تقدم حزب خان على حزب الشعب الباكستاني يزيد المخاوف من عمليات تزوير. وقال مايكل كوغلمان المحلل في مركز ويلسون في واشنطن «عدد المقاعد المرتفع بشكل مفاجئ الذي حصلت عليه حركة الإنصاف، حتى مع استمرار فرز الأصوات، سيكون كافيا لإطلاق شكوك حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-نواز».
واعلن حزب واحد على الأقل عن الاستعداد لتنظيم احتجاجات وهو حزب حركة «لبيك» الباكستانية الذي تسبب في إغلاق العاصمة إسلام أباد لأسابيع العام الماضي بسبب احتجاجه على ما اعتبره إساءة للإسلام.
وقالت المحللة السياسية عظيمة شيما «هذه فوضى كاملة»، مشيرة إلى أنها «تشعر بالقلق» للمنحى الذي قد تتخذه الأحداث. واعرب أنصار حركة الإنصاف الباكستانية عن سرورهم لنتائج الانتخابات. وقال فهد حسين (21 عاما) الذي ينتخب لأول مرة وخرج مع أصدقائه في شوارع إسلام أباد للاحتفال، إن الحزب «حفز الشباب».
وتشكل انتخابات امس الأول التي جرت وسط إجراءات أمنية كبيرة، واحدة من عمليات انتقال السلطة النادرة من حكومة مدنية الى أخرى، في بلد شهد ماضيه العديد من الانقلابات العسكرية. وباكستان دولة نووية قادها الجيش لحوالي نصف سنوات استقلالها الـ71.
وعمران خان الذي اشتهر في الغرب بمغامراته العاطفية، اكثر جدية في باكستان حيث جعل من مكافحة الفساد محور معركته الانتخابية.
ونشر حوالي 800 ألف عسكري وشرطي لضمان أمن الانتخابات. ومع ذلك استهدفت هجمات عدة عمليات الاقتراع كان أخطرها اعتداء انتحاري تبناه تنظيم داعش وأسفر عن سقوط 31 قتيلا على الأقل وسبعين جريحا بالقرب من مركز اقتراع في كويتا بولاية بلوشستان جنوب غرب باكستان.