كتب – بخيت كيرداس الشحري - بلغ عدد الزوار لمواقع أرض اللبان بمحافظة ظفار المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي في شهر يوليو الماضي 28483 زائرا منهم 10058 من خارج السلطنة من جنسيات مختلفة وقد حظي متنزه البليد الأثري ومتحف أرض اللبان بعدد زيارات أكبر حيث بلغ عدد الزوار 20056 زائرا فيما بلغ عدد زوار متنزه سمهرم الأثري 7955 زائرا أما محمية وادي دوكة الطبيعية لأشجار اللبان فبلغ عدد زوارها 415 زائرا وبلغ عدد زوار موقع أوبار الأثري 57 زائراً. ويعد متنزه البليد الأثري من أشهر المواقع السياحية الأثرية في محافظة ظفار حيث يقع المتنزه بولاية صلالة ويوجد به متحف ارض اللبان الذي ينقسم إلى ثلاث قاعات (البحرية- والتاريخ- والوسائط المتعددة) ويعرض بها كل ما يتعلق بمدينة البليد القديمة وآثارها وكل ما عثر عليه في التنقيبات الأثرية في الموقع. فالقاعة البحرية تحتوي على مجسمات السفن وأدوات تصنيعها وكل ما يتعلق بها ومن أبرز هذه المجسمات وأكبرها مجسم لسفن (البغلة) وهو نوع من أنواع السفن المعروفة قديما فمنها الصغيرة ومنها الكبيرة، بالإضافة إلى مجسم لسفينة السلطان التي انطلقت عام 1840م كأول رحله دبلوماسية عربية وكانت أول سفينة عربية تبحر للولايات المتحدة، بالإضافة إلى أدوات الملاحة قديما مثل أدوات الكمال- والاسطرلاب- ومن ثم السداسية والثمانية- وكان خيط الرصاص المسبار اليدوي يتعلق بقياس عمق المياه وصولا إلى جهاز الجي بي إس المعروف بتحديد المواقع العالمية وكذلك احتوت القاعة نفسها على الكثير من الجرات الهندية والأواني القديمة. قاعة التاريخ أما قاعه التاريخ فتشمل عدة أقسام وأجنحة تاريخية عريقة حيث تعرض عدة مجسمات وأهمها خريطة عمان بتضاريسها الجبلية وشريطها الساحلي والبحري وصحاريها، التي توضح من خلال هذا المجسم المواقع الأثرية القديمة المعروفة في السلطنة والمدرجة ضمن قائمة التراث العالمي. كما شملت القاعة على عدد من أعمدة البليد الأثري المتزينة بزخارف نباتية وإسلامية وتشمل القاعة أيضا عدة أقسام منها قسم عمان في الأزمنة القديمة ويعرض العديد من المعثورات التراثية كالمباخر والأحجار والمعثورات الأثرية المتنوعة من أرض اللبان بالإضافة إلى احتوائه لمقتنيات أثرية من كافة أنحاء السلطنة. كما يوجد بالقاعة أحد المعثوراث المتحجرة التي تعود إلى الألف السابعة قبل الميلاد. وكما يعرض في القاعة فلم مرئي يحكي يظهر طريقة استخراج اللبان والتعريف به وكيفية تصديره عبر الموانئ التاريخية لمختلف الأسواق العالمية في الحضارات القديمة. متنزه البليد ويعد خبراء الآثار موقع البليد من بقايا المدينة الإسلامية الأثرية الأكثر أهمية على ساحل بحر العرب وتقسم مدينة البليد إلى ثلاثة أقسام هي (القسم التجاري) الذي يقع في الجهة الشرقية والقسم السكني والخدمي في الوسط، أما المسجد والحصن فيقعان في الجهة الغربية ويحيط بها من الجانب الشمالي والشرقي والغربي خور البليد الذي يتراوح عمقه ما بين مترين إلى 6.5 أمتار، وكان الخور يستخدم لنقل البضائع ما بين المدينة والسفن الراسية في البحر وهو بمثابة ميناء طبيعي للسفن الصغيرة، كما يعمل على حماية المدينة من فيضان المياه التي تصب في البحر بالإضافة إلى الحماية من هجمات الغزاة. ويستقطب متنزه البليد الأثري الأفواج السياحية الزائرة من داخل السلطنة ومن خارجها على مدار العام مما جعله مقصد الزوار للاستمتاع والاطلاع على تلك الملامح التاريخية التي تأخذك الى ذلك المكان البعيد، حيث الحضارات المتعاقبة على مدار التاريخ التي كانت أكثر المدن ازدهارا وواحدة من أكبر الموانئ الرئيسية على المحيط الهندي، مما جعلها مركزا تجاريا مزدهرا آنذاك حيث تمتد رقعة تصدير اللبان فيها لتصل إلى الفراعنة والفينيقيون والإغريق والرومان والفرس والهنود والصينيون. ويوفر متنزه البليد الأثري للسياح فرصة التجول في الموقع عبر عربات صغيرة، يشاهد الزائر أعمدة آثار الجامع الكبير الذي يضم 144 عمودا تشكل ثلاثة عشر صفاً موازياً لدار القبلة، ومعظمها مثمن الأضلاع، بالإضافة إلى مساجد صغيرة ومقر الحاكم وسوق المدينة ومساكن السكان. ويشهد الموقع الأثري توافدا سياحيا كبيرا من قبل السفن السياحية وخاصة الفترة الممتدة من شهر أكتوبر إلى شهر مايو، وكذلك موسم الطلبة الذي يبدأ من شهر سبتمبر إلى شهر أبريل. وبما أن الموقع على شاطئ جميل في مدينة صلالة جعل منه مقصداً سياحياً مهماً كونه قريباً من ميناء صلالة ومطار صلالة مما يجعل الوصول له سهلاً وميسراً.