تتوجه فيه الأرواح إلى علام الغيوب - تذكّر خطبة عيد الأضحى اليوم، بهذا اليوم العظيم، مبينة أن الله عظم شأنه، ورفع مكانه، وفيه تجتمع القلوب، وتتوجه الأرواح فيه إلى علام الغيوب، وتحث على شكر الله عز وجل؛ فإن الشكر يزيد النعم، ويدفع النقم. والاقتداء بنبي هذه الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام الذي صلى صلاة العيد وضحى، وذكر الله وشكر، واستغفر وكبر، فقد كان لا يترك عمل خير إلا فعله وتقرب به إلى الله، رغبة فيما عند الله، وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وهنا خطبة العيد كاملة: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر كبيرا الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر تكبيرا الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، ولله الحمد حمدا كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا. الله أكبر، ما لبى ملب لبيك اللهم لبيك الله أكبر، ما تضرع متضرع ودعا داع متذلل بين يديك الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد. الحمد لله الذي يبدئ ويعيد، الذي بلغنا هذه الأيام والليالي، وجمعنا لشهود صلاة العيد، وأشهد أن لا إله إلا الله ذو العرش المجيد، وأشهد أن محمدا رسول الله، الداعي إلى صراط الله العزيز الحميد، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، أهل الوفاء والإحسان والبر والتسديد. أما بعد، فاتقوا الله تفوزوا، والخيرات تحوزوا، (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا). أيها الناس: إن يومكـــــم هذا يوم عظيم، عظم الله شأنه، ورفع مكانه، تجتمع فيه القلوب، وتتوجه الأرواح فيه إلى علام الغيوب، فاشكروا الله عباد الله؛ فإن الشكر يزيد النعم، ويدفع النقم. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد. تذكروا عباد الله، أن هذه الخطوات التي مشيتموها لصلاة العيد، مشاها قبلكم نبيكم الكريم؛ فصلى صلاة العيد وضحى، وذكر الله وشكر، واستغفر وكبر، فقد كان لا يترك عمل خير إلا فعله وتقرب به إلى الله، رغبة فيما عند الله، وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فاعملوا بهدي نبيكم في جميع أحوالكم، (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا). الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد. أيها المؤمنون: إن خروجكم من بيوتكم، واجتماعكم في هذا المقام، مذكر بالوقوف بين يدي الله، والسؤال عن الصغير والكبير، فأعدوا الزاد ليوم المعاد، واستعدوا لذلك اليوم؛ فالفائز من فاز يوم القيامة، والخاسر من خسر يوم القيامة. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد. عباد الله: إن ربكم الرحمن الرحيم، قد أمركم في الذكر الحكيم بالصلاة والسلام على النبي الكريم (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت وسلمت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن المؤمنين والمؤمنات إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.