عرض: خلود الفزارية -
عايش الفيلم حقبة بعيدة يفصلنا عنها عشرون ألف عام، في أوروبا القديمة وفي نهاية عصرها الجليدي، حيث كانت القبائل تعيش ضمن جماعات، البقاء فيها للأصلح، حتى في القبيلة الواحدة، الأقوى هو الحاكم، وفي هذا الفيلم «ألفا» الذي تم عرضه في شاشات السينما تناول قصة فتى هو ابن لأحد رؤساء القبائل، كان يعيش مع والده ووالدته حتى اشتد عوده وقرر والده أن يأخذه مع مناوشات القبيلة للصيد، وفي تلك الليلة سمع «كودا» والده يخبر أمه بأن الوقت حان ليرافقه ولده في رحلات الصيد، فقالت أمه: إن كودا قلبه رقيق ولن يتحمل، فأجابها: سوف ترين بنفسك مدى قوته وما يمكن أن يفعله.
وبالفعل حل الصباح، واستدعى الوالد ولده، وفي رحلة جديدة للصيد مع المغامر الجديد ودع «كودا» أمه، وانطلق مع رجال القبيلة، وفي الطريق صادفتهم قبيلة أخرى صديقة وعرف الوالد بابنه بكل فخر، إلا أن قائد القبيلة الأخرى نظر إلى «كودا» الذي ذكره بابنه المتوفى وقال: كان ابني شجاعا ولكن القدر لم يحالفه ليكون معنا. وانضمت القبيلتان لرحلة الصيد، وواجهتهم المخاطر من خلال حيوان الماموث أو الجاموس البري الذي حاولوا اصطياده، وأمر والد «كودا» ابنه بقتل الحيوان، إلا أنه رفض بسبب قلبه الرحيم الذي لم يسبق له أن قتل حيوانا، وتفهم والده ذلك وأجهز على الحيوان. ومع مخاطر الرحلة وما يكتنفها من مغامرات، هجم أحد الجواميس على الصيادين وخطف فتى في عمر «كودا» وسط ذهول «كودا» وحزن الجميع وتم دفنه في تلك البقعة بطقوسهم القديمة.
بعدها وجد الصيادون قطيعا من الجواميس وحانت لحظة الانقضاض عليها والظفر بالصيد، وهجم كل واحد بقوة وبأس، إلا «كودا» الذي لم يسعفه عطفه على القتل، فهجم عليه الجاموس، وشده من شعره ورمى به على منحدر الجبل وهوى بقوة ولكنه علق في منتصف الجبل، لم يستطع والده المغادرة وكانت النسور تحوم فوق رؤوسهم، وبات هناك ليلته وكل أقراد القبيلة من حوله، ثم قال صديقه قائد القبيلة الصديقة لأحد فراد قبيلته أن ينصحه بالمغادرة لأن الولد في عداد الموتى ولن ينجو فهو في مكان بعيد يصعب عليه النزول أو الصعود، وهو فاقد للوعي، والنسور ستفتك به، وبالفعل أذعن الوالد بعد أن تم تذكيره بأنه القائد والقبيلة في حاجة لرباطة جأشه، وصنع له قبرا وغادروا.
حاول أحد النسور الهجوم على «كودا» فإذ به يستيقظ وفي محاولته للنزول من المكان المرتفع، تحدث معجزة وينهمر المطر بغزارة، ويؤدي إلى حدوث فيضان وسيول ويهوي «كودا» على الماء وينجو من الموت، وحين يذهب للمكان الذي سقط منه وجد قبره فحطمه وهو يشعر بالقهر، ومع حلول الليل حاول جاهدا أن يجد مكانا يأويه لينام ليلته، واهتدى إلى شجرة صعد إليها ولكن هاجمته بعض الذئاب، وانقض على أحدها برغم خوفه وجرحه بسكينه، وبعد طول انتظار غادرت الذئاب، وبقى «كودا» وحيدا مع هذا الذئب، الذي اعتنى بها وعالج جرحه، وأطعمه فيما بعد، وأطلق عليه اسم «ألفا»، وعندما يحين الليل يتذكر والده الذي يقول له أن الديار تقع في مكان مجموعة من النجوم، فأخذ يشد رحلته باتجاه تلك النجوم، بعد أن شفيت رجله التي تأثرت من السقوط، وشفي جرح الذئب الذي أصبح يرافقه.
وواجه «كودا» العديد من العقبات أثناء الرحلة، أهمها أنه سقط في المياه المتجمدة مع هبوب العاصفة الثلجية وعلق تحت الجليد، وحاول الذئب مساعدته، وخرج بعد تحطيمه للجليد، كما أنه واجه مخاطر التجمد، وهجوم الحيوانات الجائعة مع صقيع الشتاء، ولكنه قاوم بشدة حتى حين انهار الذئب حمله على كتفه وهو يتذكر ما سمعه من والده في تلك الليلة، أنه قوي وسيثبت ذلك. وعانى طوال رحلة عودته، حتى أصبح يسعل دما، واستطاع الصيد وقتل الحيوانات ليتمكن من النجاة من العيش ومن النجاة من الموت، إلى أن وصل قبيلته، والتم شمله بعائلته، حيث تم علاج الذئب الذي كان ذئبة أنثى وكانت عاملا، وولدت جراء، كبرت جراؤها وأصبحت معينا لهذه القبيلة وتدخل معهم في رحلات الصيد.
الفيلم بشكل عام يصنف من أفلام الدراما، ويحكي قصة الوفاء التي جمعت الذئب بالإنسان، وتم عرضه بتقنية ثلاثي الأبعاد، ولغة الفيلم كانت قديمة وغريبة، حيث أنها قريبة للغة سكان إفريقيا، ولكن لم يتم تحديد أي لغة استخدمت في الفيلم مع وجود ثلاثة ترجمات، إنجليزية، وفرنسية بالإضافة إلى العربية. والفيلم يحاكي العصور الجليدية القديمة من خلال الملبس وتسريحات الشعر، ما زاد الفيلم تشويقا، ويحكي قصة الوفاء بين الإنسان والحيوان.