«وددت يوما أن أخرج من ظلتمتي إلى نورهم، لمست أشعتهم، وجدتني النور الذي ينير سماءهم، اقتربت أكثر»، بهذا الاقتراب يقدم الكاتب القطري إبراهيم ناصر لاري روايته الأولى «ظل آخر.. سيغطيني» الصادرة عن مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر كأول عمل قطري يصدر عنها بعد أن قدمت إصدارات لكتّاب من دول عربية وخليجية عدة. وقدم لاري الإهداء إلى «أولئك الراحلين/‏ الركاب الذين تخلوا عن قطار حياتنا/‏ الأطياف التي تطاردني مع كل رمشة عين/‏ الأرواح التي تسكن لب الذاكرة/‏ إلى أبي الفقيد الكبير» ماضيا في سرد ذاكرة بطل روايته بتداخل بين الخاص والعام، لتبدو سيرة كثر من البشر الذين يمضون في معاناتهم الحياتية. وبمواجهة ذلك الصخب الروحي يقدم الكاتب إبراهيم لاري روايته بمفتتح لجلال الدين الرومي «من دون الحب.. كل الموسيقى ضجيج.. كل الرقص جنون.. كل العبادات عبء»، ويبقى مع هذه الإيقاعات من التقديم قبل كل فصل، متناغما مع البحث الروحي عن معنى الأشياء، يقول في البداية أن «أخطر أنواع الوحدة يكمن في انعدام الصداقة الحقيقية» ليمضي في مقاربته لروح النص الروائي، يقول في الفصل الخامس عشر، حيث يحاور ذاته بالقول: «وددت يوما أن أخرج من ظلمتي إلى نورهم، فوجدت أن نورهم ظلمتي وأن ظلمتي التي كانت هي النور، فعلمت حينها أن ليس كل ما أريده أن يكون سيكون، بل ما سيكون لي هو ما سأكون»، مقررا في آخر جملة في الرواية «اجعل قرارك على قدر تحملك للإثارة!!».