كما هو معلوم أن النساء يقمن بالرضاعة الطبيعية بشكل فطري منذ أن خلق الله الإنسان فهي ليست بالأمر الجديد، ولا هي شيء مكتشف حديثا إلا أن جميع الأبحاث في الوقت الحالي تثبت فوائد الرضاعة وارتباطها لحد كبير بصحة الأم والطفل، فالعلماء ينصحون الأمهات بالبدء بالرضاعة مباشرة بعد الولادة والاستمرار بالرضاعة الخالصة لمدة 6 أشهر بعدها مواصلة الرضاعة مع إدخال الأطعمة المكملة للرضاعة الطبيعية لمدة سنتين. أهمية الرضاعة للأم - الرضاعة تساعد على تنظيم الهرمونات في جسم الأم فبعد الولادة تحدث تغيرات واضطرابات في هرمونات الأم حيث تنخفض هرمونات الحمل ويبدأ هرمون الحليب بالصعود وما أن تتم الرضاعة بالشكل الصحيح تنتظم هرمونات الأم في الجسم كما أنه في وقت الرضاعة يفرز الهرمون المخصص بالراحة فتشعر الأم بالراحة والرغبة في النوم أثناء الرضاعة. - ومن فوائد الرضاعة أيضا تكسب الأم مباعدة طبيعية بشرط أن ترضع رضاعة خالصة والمقصود في ذلك عدم إعطاء الطفل أي شيء غير حليب الأم والسبب في ذلك يعود إلى أن هرمون الحليب وهرمون الحمل لا يعملان أبدا معا فإذا ارتفعت نسبة هرمون الرضاعة انخفضت نسبة هرمون الحمل والعكس صحيح. - أثبت العلم حديثا أن الرضاعة تحمي الأم من الإصابة بمرض سرطان الثدي فالعديد من الدراسات أثبتت أن الأم غير المرضع أكثر عرضة بالإصابة بهذا المرض من الأم المرضع. - بالرضاعة تستطيع أن تحمي الأم نفسها من الإصابة بالتهابات الثدي وتقرح الثدي الناتج من عدم تفريغ الثدي بالشكل المطلوب. - وللرضاعة أيضا دور كبير في انقباض عضلة الرحم بعد الولاة وهذا بدوره يساعد على استعادة الرحم لشكله الطبيعي بشكل أسرع كما أنه يمنع من حدوث النزيف الشديد بعد الولادة. - بالرضاعة أيضا تفقد الأم الوزن الذي اكتسبته أثناء الحمل وهذا ما ترغب به العديد من الأمهات فكل أم تحلم بقوام طبيعي وجسم متوازن وصحي. فوائد الرضاعة - الرضاعة تقي الطفل من العديد من الأمراض فكما أسلفنا الذكر آنفا أن حليب الأم يحتوي على العديد من المكونات الطبيعية والخلايا الحية التي بدروها تعزز من المناعة وبالتالي تحمي الرضيع من الإصابة بالأمراض. - بالرضاعة يكتسب الطفل الحب والحنان فكيف لا وهي تحمله في كنفها وتغمره بالحب والحنان فينعم بالراحة والطمأنينة وينشأ طفلا يثق بنفسة وينفع وطنه. - أثبتت العديد من الدراسات أن الرضاعة الطبيعية ترفع من معدل الذكاء عند الأطفال حيث تفرز في حليب الأم خلايا خاصة وظيفتها تغّذية عقل الطفل وتزيد من نسبة الذكاء عند الطفل المرضع رضاعة طبيعية. - آخر الدراسات العلمية أثبتت أن حليب الأم التي وضعت طفلا كاملا (تسعة أشهر) يختلف عن حليب الأم التي تضع طفلا خديجا، فلبن الأم ذو الطفل الخديج أغنى بالعناصر المعززة للمناعة وأكثر فائدة من الأم التي أنجبت طفلا كاملا ولوحظ أيضا أن النقص الموجود في جسم الطفل الخديج يكمله حليب أمه سبحان المولى جل في علاه. - كلما أسرعت الأم بالرضاعة من الساعات الأولى من عمر الطفل قلّ تعرضه للإصابة بارتفاع نسبة البيليروبين (الصفار) بالدم وكذلك تحمي الطفل من الإصابة بانخفاض نسبة السكر بالدم. ما هو اللبأ ومتى يتكون؟ اللبأ هو عبارة عن سائل لزج يخرج من ثدي الأم بعد الولادة مباشرة ويستمر إدراره لأكثر من ثلاثة أيام وهو غني جدا بالمكونات الطبيعية المعززة للمناعة، كما يحتوي على خلايا عديدة حية مقاومة للميكروبات هذا ما يجعله طازجا، ولا يفسد بسرعة إذا وضع في جو الغرفة فكما هو معلوم أن الطفل بعد ولادته يخرج ومناعته جدا قليلة، وقد يكون عرضة للعديد من الأمراض. متى يبدأ تكونه؟ - يبدأ تكون اللبأ في ثدي الأم من منتصف الحمل إلى خروج المشيمة بعدها يبدأ بالإفراز، ويستمر إلى ثلاثة أيام وربما أكثر عند بعض الأمهات. - عملية التصاق الطفل بالثدي بعد الولادة تحفز من إدرار الحليب في الثدي بمساعدة الهرمونات والخلايا العصبة فالحلمة بها العديد من الخلايا العصبة التي بدورها ترسل إشارة للدماغ الذي هو الأخير يقوم بإرسال إشارة للغدد بإفراز هرمون الحليب بعدها يندفع الحليب من الثدي إلى فم الطفل وتتم عملية الرضاعة بشكل مستمرة ما دامت هناك عملية تحفيز وتفريغ للثدي. لكن ما هو الحل عند صعوبة الرضاعة المباشرة وتأخرها بأي سبب من الأسباب؟ قد تتعذر الرضاعة لأي سبب من الأسباب نذكر منها: - تدهور حالة الطفل الصحية أثناء الولادة. - هناك أيضا بعض حالات الشفة الأرنبية. - ضعف عضلة الفم وهذا مما يدفع الأطباء لتحويله للعناية المركزة. - أيضا سوء حالة الأم الصحية هنا يجب على الأم استخراج الحليب وتخزينه بالثلاجة فيمكنها تجميده لمدة طويلة تصل إلى 4 أشهر. أيضا يمكنها حفظه في الثلاجة لمدة أسبوع على درجة 4 إلى 5 درجات مئوية. أما إذا وضع الحليب في درجة حرارة الغرفة فيمكنه أن يصل إلى 8 ساعات دون أن يفسد. إعداد: كوثر بنت عيسى الشبلية استشارية رضاعة بمستشفى خولة