خلفان الناعبي: رغم صعوبة المسار الجبلي استطاع تحقيق الإنجاز - تحفيز المغامرين على استكشاف طبيعة السلطنة وكنوزها الغنية - تمكن عداء الجري الجبلي حمدان الخاطري ظهر أمس الجمعة من تسجيل إنجاز شخصي مهم وذلك بعدما تمكن من مسافة١٥٠ كم في زمن قدره ٢٨ ساعة و٥٤ دقيقة في جبال الحجر بمحافظة الداخلية، وذلك بعد استعدادات استمرت لأشهر، حيث انطلق الخاطري صباح أمس الاول الخميس مشوار الجري الجبلي من أمام حصن بيت الرديدة ببركة الموز نحو الجبل الأخضر مرورا بالعديد من القرى الجبلية ليشق طريقه نحو جبل شمس ومن ثم وصولا لولاية الحمراء، حيث استقبلته جموع الأهالي والمتابعون، كما تم تكريمه بحضور سعادة جمال بن أحمد العبري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية الحمراء. وتأتي هذه الخطوة من العداء المعروف بقطع المسافات الطويلة بعد مشاركات عديدة داخلية وخارجية في الجري الجبلي والصحراوي منها مشاركات لسباقات تحدي الجري الجبلي الذي نظمت السلطنة نسختين منه في العامين الماضيين علاوة على ماراثون مسقط وماراثون عمان الصحراوي، والتي استطاع فيها تحقيق مراكز متقدمة والمنافسة ضد المحترفين. تخطيط مسبق وقال الخاطري بعد قطع خط النهاية إنه سعيد بإتمام التحدي بنجاح بفضل الله أولا، وبالعزيمة والإصرار وبدعم الفرق المساندة. وأشار إلى أن التخطيط المسبق والتحضيرات على المستويات الفنية ومستويات اللياقة البدنية أثمرت في تذليل كافة العقبات في هذا التحدي الذاتي علاوة على التمرين المكثف في المسار للتعرف على كافة المراحل والتكتيك المسبق لتخطيها. وأشار الخاطري أيضا إلى أن أحد أهدافه هو تحفيز العدائين والمغامرين على ممارسة هذه الرياضة التي تشجع على استكشاف الطبيعة والصحة البدنية والتعرف على الكنوز والمقومات الغنية التي تحظى بها السلطنة، كما أن الجري في الطبيعة الجبلية يعزز الاهتمام بمقومات البيئة واستشعار هذا المبدأ مهم من منطلق المسؤولية الفردية، وهي متطلب هام في الوقت الحالي خاصة وأن الطوبوغرافية المحلية جذبت وفودا من المغامرين لزيارة البلاد للاستمتاع بالمناظر الخلابة. هذا وأمام الخاطري الآن مرحلة التعافي البدني بإشراف المختصين، ومن ثم الاستعداد لموسم قادم من المشاركات في سباقات الجري الجبلي. عزيمة واصرار بينما قال المهندس خلفان الناعبي رئيس مجلس إدارة نادي نزوى: نهنئ العداء حمدان الخاطري على إكماله الجري الجبلي مسافة ١٥٠كم خلال الفترة الزمنية التي استهدفهما عند التخطيط للمهمة وهي ٣٠ ساعة إلا أنه استطاع من انجاز المهمة في زمن قدره ٢٨ ساعة و٥٤ دقيقة، وبالرغم من صعوبة المسار الجبلي الذي سلكه إلا ان العزيمة والإصرار والشغف لبلوغ الهدف كانت الدافع وراء تحقيق هذا الإنجاز، وأشيد بكل من ساهم وشارك مع العداء حمدان الخاطري في هذا التحدي سواء من الأفراد او المؤسسات. دعم الفرق المساندة وكان للرياضيين والمغامرين والفرق الرياضية دور كبير في دعم الخاطري لإنجاز الهدف، حيث أعرب خميس أمبوسعيدي من فريق الداخلية للمغامرات والطيران الشراعي أن استيفاء كافة متطلبات السلامة وتوفير المساندة والتغذية طيلة مسافة المسار ضرورية جدا لضمان تحقيق الهدف، وهي أيضا عامل مهم لتوفير المناخ المناسب للعداء للمواصلة بشكل سلس، وقد تم التخطيط لعدة محطات توقف ومتابعة مسار العداء كما قام المتطوعون بالركض بشكل موازي في مسافات مختلفة ما شكل حافزا معنويا جيدا من بين هؤلاء العداء المعروف خصيف الزكواني الذي له مشاركات دولية عديدة في الجري الجبلي. وأضاف أمبوسعيدي أن مراحل السباق مختلفة من ناحية تنوع التضاريس ووعورة المسار واختلاف الأجواء وهي عوامل تتطلب من العداء درجة كبيرة من التركيز الذهني، والحرص على توزيع الطاقة البدنية بشكل متوازن يضمن الوصول لخط النهاية بسلامة عالية. وأشار المغامر عبدالله العبري الذي كان ضمن فرق الدعم والمساندة خاصة في مناطق جبل شمس إلى ولاية الحمراء أن منجزات حمدان الخاطري في مشاركاته السابقة والهمة العالية التي يحظى في هذه الرياضة هي أحد الدوافع التي نفخر بها والتي ألهمتنا لتقديم الدعم والمساندة طيلة مسار التحدي، مضيفا أن مسارات جبال الحجر تتميز بمزايا ومواصفات عالمية جاذبة للمغامرين والمحترفين وأن العدائين العمانيين هم الأجدر باستكشاف معالمها وخصائصها الفنية وتشجيع الأجيال على استكشافها والمحافظة عليها واستدامتها. كما كان لفريق همم للمشي والمغامرات الدور الكبير في الدعم الفني والتحفيزي للمتسابق حمدان الخاطري الذي كانت نقطة انطلاقته من نيابة بركة الموز ، حيث قال محمود بن غصن الريامي أحد إداريي فريق همم بأننا لما سمعنا بفكرة المتسابق حمدان الخاطري في التحدي الذاتي الجبلي عزمنا مساندته وتحفيزه وتشجيعه منذ لحظة انطلاقته من نيابة بركة الموز وبث فيه روح الحماس ، فكنا نحن ومجموعه من أعضاء الفريق معه منذ أول الصباح وقت انطلاقته ورافقناه في مساراته بنيابة بركة الموز إلى بداية المسار المؤدي إلى وادي المعيدن، وبعدها رافقه فهد بن ناصر الفهدي وهو أحد أعضاء الفريق إلى منطقة الروس بنيابة الجبل الأخضر قاطعاً فيها ٦٥ كم . وأضاف محمود الريامي بأن الفريق يهتم بجانب الماراثونات الجبلية كونه الفريق الذي تم اختياره للمساعدة التنظيمية لمناطق الدعم في الماراثون الجبلي العالمي في عمان كما يعتزم الفريق إقامة ماراثون محلي في المنطقة في القريب القادم لمسافة لا تقل عن ٥٠ كم، وسيكون هناك تنسيق مع الجهات المعنية مثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الصحة وشرطة عمان السلطانية، والتي سيكون لها الدور الكبير في إنجاح الماراثون ، وكذلك فإن فريق همم يحتضن المهتمين بالمسارات الجبلية والمشي الجبلي وشارك مجموعة من أعضائه المهتمين بالماراثون في سباقات دولية في أكثر من مستوى. من جانبه قال أحمد بن زاهر الفهدي: شاركنا بالتضامن مع التحدي الذاتي الذي خاضه البطل والعداء حمدان الخاطري وذلك بمشاركة عضو الفريق المتسابق فهد الفهدي في قطع جزء من مسار السباق من بركة الموز إلى منتجع أليلا بمسافة ٦٥ كم وذلك تحفيزاً وتشجيعاً للعداء حمدان الخاطري في خوضه هذا التحدي حيث جاءت مشاركة فهد الفهدي في هذا التحدي كرسالة تشجيعية وتحفيزية لهذا النوع من الرياضات ، والمشي في المسارات التي كانوا يخطوا بها الأجداد ، حيث كان هناك الإعداد الجيد قبل السباق للمشارك فهد الفهدي ليخوض هذه التجربة من حيث التغذية والنوم الجيد. وقد ساند العديد من الفرق الأهلية والتطوعية مشوار الخاطري للوصول إلى خط النهاية في التوقيت المطلوب منها فريق الداخلية للمغامرات والطيران الشراعي، وفريق همم التابع لفريق الصحوة، ونادي نزوى ومقهى كاوا كافا.