د. طاهرة اللواتية - [email protected] - نولد وتكبر معنا علاقتنا بأوطاننا، تكبر بداخلنا كما يكبر الطفل الصغير . نغذي هذه العلاقة بمزيد من زخم الحب الذي نشعره تجاه وطننا ، نرعاه ، نسمو به ،نفاخر أنفسنا وغيرنا بهذا الحب . يكبر هذا الحب ويسمو على غيره من حب المناطقية الضيقة ، أو حب آخر قد يضعف حب الوطن . فحب الوطن لا يمكن ان نشرك به حبا آخر يضعفه أو يضعف من الولاء للوطن . فلا نسمح لأنفسنا طرفة عين أن يضعف هذا الحب ، بل ينمو ويكبر كما تكبر الشجرة الباسقة المثمرة ، تكبر في قلوبنا ونفوسنا كل يوم . ونغذي ذلك في نفوس أبنائنا وبناتنا كل حين. من يلومنا على هذا الحب ؟ بينما رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وآله يقول : «من مات دون وطنه فهو شهيد». قد نعيش أوقاتا صعبة ، قد يقال لنا لماذا هذا التقديس للوطن ، قد يزعم أن هذا الحب يناقض الحب للإنسانية لكنه كله كلام لا قيمة له ولا معنى . الوطن مقدس ، نذهب نحن ويبقى هو ، نغادر الحياة ويبقى هو ، يجمعنا ويحمينا ويظللنا ويظلل الأبناء والأحفاد ، وأحفاد الأحفاد من بعد ، وكل الأجيال القادمة ، كما كانت الأجيال السابقة. قد تعلو الدعوات من هنا وهناك ، ذهب زمان الإشادة بالأوطان لصالح تقسيمات أخرى ، لكنها دعوات مغرضة ، فحب الوطن أساس كل حب. بوركت يا وطني في عيدك الأغر ، عيد الثامن عشر من نوفمبر ، بوركت يا وطني كبيرا مهابا مزدهرا رخيا آمنا وجميلا . وبورك القائد الأب العزيز -حفظه الله- الذي فتحنا أعيننا على حبه ، وبقي هذا الحب شامخا وكبيرا ومزدهرا في قلوبنا ولا يزال ، فقد ارتبط حب الوطن بحبه ، وحبه بحب الوطن. وكل عيد وطني لوطني والجميع بخير.