بايدن يختار امرأة من السكان الأصليين وزيرة للداخلية الأمريكية -
واشنطن-(أ ف ب) - حذّر الجيش الأمريكي من أن سفنه الحربية ستكون «أكثر حزما» في الرد على أي تجاوزات للقانون الدولي، مشيرا على وجه الخصوص إلى بكين التي تطمح للتوسع في بحر الصين الجنوبي.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) في وثيقة حددت أهداف سلاح البحرية الأمريكي والمازينز وخفر السواحل للسنوات المقبلة، أن دولا عدة أبرزها الصين وروسيا «تتحدى ميزان القوى في مناطق رئيسية وتسعى إلى تقويض النظام العالمي القائم».
وأضافت الوثيقة أن «قواتنا البحرية المنتشرة حول العالم تتفاعل مع سفن حربية صينية وروسية وطائرات بشكل يومي»، مشيرة إلى «عدوانيتها المتزايدة» بينما وصفت الصين بأنها «التهديد الاستراتيجي بعيد الأمد الأكثر إلحاحا».
ووقعت آخر حادثة بين القوات البحرية الأمريكية والصينية في أواخر اغسطس، عندما أعلنت بكين أنها دفعت سفينة حربية أمريكية للابتعاد عن أرخبيل باراسيل المتنازع عليه.
وتطالب القوة الآسيوية بكل جزر بحر الصين الجنوبي تقريبا، وهي مطالبات تتنازع معها عليها دول أخرى في المنطقة بينها فيتنام وماليزيا والفلبين وبروناي.
وفي مسعى لمواجهة الصين، أرسلت الولايات المتحدة سفنا إلى المنطقة بشكل متكرر أكثر لإجراء ما تصفها بعمليات من أجل «حرية الملاحة». ويخطط سلاح البحرية الأمريكي لتحديث أسطوله بسفن أصغر وأكثر مرونة ويمكن حتى تحريكها عن بعد بهدف التفوق استراتيجيا على سلاح البحرية الصيني الذي «ازداد حجم قواته الحربية بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال عقدين فقط».
وذكر البيان أن السفن الأمريكية «ستقبل بأخطار تكتيكية محسوبة وتتبنى موقفا أكثر حزما في عملياتنا اليومية».
ويعني ذلك للأميرال في البحرية جاي باينوم «المزيد من الاستجابة والحزم».
وقال «في الماضي، اعتمد سلوكنا على خفض التصعيد. كنا نتراجع ونقلّص الأخطار في حالات المواجهة المنفصلة هذه»، مشيرا إلى أن سلاح البحرية «ربما يخلي الساحة» أمام القوى الأخرى عبر اتباع هذا النهج.
وحددت وثيقة وزارة الدفاع أن سلاح البحرية سيكون أكثر بروزا في منطقة الهادئ حيث «سيرصد ويسجّل تحرّكات خصومنا التي تخرق القانون الدولي وتسرق الموارد وتعتدي على سيادة الدول الأخرى». وفي سياق منفصل ، كشف الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن فريقه البيئي واختار النائبة المتحدّرة من السكّان الأصليين للبلاد ديب هالاند لتسليمها حقيبة الداخلية، الوزارة الكبيرة المسؤولة خصوصا عن الموارد الطبيعية، وجينيفر غرانهولم الحاكمة السابقة لميشيجن، وزيرة للطاقة. كما اختار بايدن الأسود مايكل ريغان الذي يرأس إدارة البيئة في ولاية كارولاينا الشمالية منذ العام 2017 والذي كان مسؤولا لفترة طويلة عن قضايا تتعلّق بنوعية الهواء في وكالة حماية البيئة في عهدي بيل كلينتون وجورج بوش الابن، على رأس الوكالة الأمريكية لحماية البيئة.
ومن شأن هذه التعيينات الخميس أن ترسّخ التنوّع الذي يريد الرئيس السادس والأربعين للولايات المتّحدة إضفاءه على إدارته المقبلة.
وقال بايدن في بيان «هذا الفريق الرائع والمختبر والرائد سيكون جاهزا في اليوم الأول لمواجهة التهديد الوجودي الذي يمثله تغير المناخ من خلال استجابة وطنية موحدة». وهالاند المتحدّرة من قبيلة «لاغونا بويبلو» التي تقع في ولاية نيو مكسيكو، ستتولّى وزارة تدير خصوصا الموارد الطبيعية الهائلة للأراضي الفيدرالية، مثل المتنزّهات الوطنية والمحميّات الهندية.
وإذا ما صادق مجلس الشيوخ على تعيينها، ستصبح هالاند (60 عاما) أول امرأة من الهنود الأمريكيين الأصليين تتولّى منصبا رفيعا في الإدارة الرئاسية.
ووزارة الداخلية هي وكالة واسعة تضم أكثر من 70 ألف موظف يشرفون على الموارد الطبيعية للبلاد بما فيها الحدائق الوطنية ومواقع التنقيب عن النفط والغاز بالإضافة إلى الأراضي القبلية وهي موطن لـ578 قبيلة معترف بها فيدراليا.
في الكونجرس، أعطت هالاند الأولوية لتحسين الخدمات للمجتمعات القبلية لا سيما المساعدة أثناء جائحة كوفيد-19 التي أثرت على العائلات الأمريكية الأصلية أكثر من غيرها.
وقالت هالاند قبل ترشيحها الرسمي «سيكون شرفا المضي قدما في أجندة مناخ بايدن-هاريس والمساعدة في إصلاح العلاقة بين الحكومة والقبائل التي دمرتها إدارة ترامب والعمل كأول وزيرة من الأمريكيين الأصليين في تاريخ أمتنا».
وريغان الذي كان مسؤولا لفترة طويلة عن قضايا تتعلّق بنوعية الهواء في وكالة حماية البيئة في عهدي بيل كلينتون وجورج بوش الابن، سيكون أول أسود يقود الوكالة المكلفة المساعدة في تنفيذ خطط بايدن الطموحة للمناخ والتي تدعو إلى تبني الطاقة النظيفة وصياغة معايير أعلى لكفاءة استهلاك الوقود للسيارات والشاحنات في البلاد. وتحدثت غرانهولم المرشحة لمنصب وزيرة الطاقة، كثيرا عن الحاجة إلى إعادة التفكير جذريا في السياسات المتعلقة بالطاقة في ضوء تغير المناخ.
ورسمت غرانهولم التي كانت داعما بارزا لبايدن خلال الحملة الانتخابية، خطة «سباق إلى القمة» الوطنية بحيث يمكن الولايات أن تتنافس من أجل الحصول على أموال الطاقة النظيفة.
ويعتبر اختيار بايدن لهالاند تحديا صعبا لأنه سيعزل ديموقراطيا من مجلس النواب في وقت تكون فيه أغلبية الحزب على المحك.
لكن الحملة العامة التي تدعم ترشيح هالاند اكتسبت زخما، ودعا العشرات من زعماء القبائل بايدن إلى اختيارها.
وقال جوناثان نيز رئيس قبيلة نافاهو، إن الترشيح يمثل «يوما تاريخيا وغير مسبوق لجميع السكان الأصليين».
واختيار هالاند «يبعث برسالة واضحة» مفادها أن بايدن «ملتزم تصحيح أخطاء الماضي وتمهيد الطريق أمام تغيير حقيقي وفرصة للقبائل»، كما أضاف نيز.
وفازت هالاند في عملية إعادة انتخابها بسهولة في نوفمبر، وفيما كان يسيطر الديمقراطيون على المقعد منذ العام 2009، من غير الواضح ما إذا كان ديمقراطي آخر سيفوز به.
وخلال رئاسة دونالد ترامب، قوبلت وزارة الداخلية بانتقادات واسعة من الأمريكيين الأصليين. وعجّلت إدارته بمشاريع مثل خط أنابيب داكوتا المثير للجدل والذي عارضته بشدة مجموعات الأمريكيين الأصليين. وهاجمت هالاند الرئيس المنتهية ولايته الخميس قبل ورود أنباء عن ترشيحها. وكتبت على تويتر «ترامب خذل الأمة الهندية وأخل بوعود إضافية فقط. وتفاقم الأمر بسبب فشل الإدارة في أخذ هذا الوباء على محمل الجد. نتطلع إلى طي صفحة هذا الفصل المظلم».
واختار بايدن الآن معظم أعضاء حكومته ومن بينهم أنتوني بلينكن لمنصب وزير الخارجية وجانيت يلين لرئاسة وزارة الخزانة. ومن أبرز المناصب التي ما زالت مفتوحة، منصب المدعي العام الأمريكي.