الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بينهم نائبان وأسرى محررون -  

رام الله - عمان - نظير فالح - (أ ف ب):-  

واصلت القوات الاحتلال الإسرائيلية أمس مطاردة فلسطينيين نفذوا هجمات في اليومين الأخيرين، وذلك بعد أشهر من الهدوء النسبي في الضفة الغربية المحتلة، ما يعرض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لمزيد من الضغوط من جانب حزبه اليميني.
وشهدت الضفة الغربية المحتلة حيث يقيم 400 الف مستوطن إلى جانب اكثر من 2,5 مليون فلسطيني، امس الأول هجوما على إسرائيليين هو الثالث في شهرين.
وتساءلت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس في صفحتها الأولى «كيف يمكن تجنب انتفاضة؟» جديدة.
وقتل جنديان أمس الأول وأصيب جندي ومدنية بجروح بالغة حين ترجل شخص من سيارته وأطلق النار على موقف للحافلات قرب مستوطنة جعفات آساف القريبة من رام الله، وهي منطقة تجاور فيها المستوطنات الإسرائيلية القرى الفلسطينية. ولاذ مطلق النار بالفرار.
وأعلن الجيش الإسرائيلي بعدها إرسال تعزيزات مع إغلاق مداخل مدينة رام الله التي تشكل مقرا للسلطة الفلسطينية.
واندلعت مواجهات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في أمكنة مختلفة. ورشق مستوطنون يطالبون بالرد على الهجمات سيارات فلسطينية بالحجارة. وتعرض سائق عربي لحافلة إسرائيلية عامة لضرب مبرح بأيدي يهود متشددين في مستوطنة موديعين عيليت.
وامس، أصيب جندي إسرائيلي بجروح بالغة في هجوم جديد قرب مستوطنة بيت ايل حين هاجمه فلسطيني بسلاح أبيض وحجارة، وفق ما أفاد الجيش.
وفي هذه الأجواء المتوترة، دعت فصائل فلسطينية بينها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة.
وكانت حماس تبنت الهجوم الذي أسفر عن مقتل اثنين من الإسرائيليين في السابع من أكتوبر، إضافة إلى هجوم آخر الأحد أسفر عن وفاة رضيع. وتوجه إسرائيل أصابع الاتهام إلى حماس في هجوم أمس الأول.
ويسود التوتر الضفة المحتلة بعد أشهر من المواجهات في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل اكثر من 230 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي.
-وكتبت صحيفة إسرائيل هايوم أن حماس تحرك خلاياها في الضفة الغربية لتحقيق ثلاثة أهداف، «الانتقام للوضع في غزة وتقويض مواقف السلطة الفلسطينية ومواصلة الجهاد ضد إسرائيل».
واحتفلت حماس التي ترفض الاعتراف بوجود إسرائيل، امس بالذكرى الحادية والثلاثين لتأسيسها. وقتلت القوات الإسرائيلية هذا الأسبوع فلسطينيين ينتميان إلى حماس، قالت إنهما نفذا أو كانا ضالعين في هجمات أكتوبر والأحد.
وتوصلت إسرائيل وحماس إلى هدنة في قطاع غزة في 13 نوفمبر بعد تصعيد للتوتر كاد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة. لكن وسائل الإعلام نقلت عن نتانياهو تحذيره للحركة من أن الهدنة في غزة لا يمكن أن تتزامن مع شن هجمات في الضفة الغربية.
ودفع جيش الاحتلال بقوات معززة إلى منطقة وسط الضفة الغربية، حيث نقل عدة كتائب من الجنود إليها. ولا يزال جيش الاحتلال يفرض طوقا أمنيا على مدينة رام الله
واعتقلت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية وفجر امس 40 فلسطينيا، بينهم 37 من نشطاء حركة حماس.
وقد شنت الليلة قبل الماضية، حملة اعتقالات واسعة في أنحاء الضفة الغربية، وشملت الحملة عددا من الأسرى المحررين، إضافة إلى نائبين في المجلس التشريعي.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن قوات الجيش اعتقلت، خلال ساعات الليل الفائت 40 فلسطينيا، بذريعة أنهم «مطلوبون» لأجهزة الأمن بتهمة مقاومة الاحتلال .وبحسب المتحدث باسم الجيش، فإن 37 معتقلا، من بين المعتقلين، معروفون كناشطين في حركة حماس.
وبات نتانياهو يقود اليوم غالبية ضعيفة في ضوء رفض قسم من ائتلافه الحكومي وقف اطلاق النار في غزة، ويواجه اليوم ضغوط المستوطنين ومحاميهم.
وأعلن أمس الأول انه يعتزم اضفاء طابع «قانوني» على آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية.
وجميع مستوطنات الضفة الغربية غير قانونية استنادا إلى القانون الدولي. كذلك، يعتبر قسم كبير من المجتمع الدولي أن الاستيطان يبقى العقبة الأكبر أمام تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
من جهتها، تميز إسرائيل بين المستوطنات التي وافقت على تشييدها وتلك «العشوائية».
وأمر نتانياهو بنشر مزيد من القوات وإقامة مزيد من الحواجز على طرق الضفة الغربية. وهدفه أيضا هو تدمير منازل منفذي الهجمات خلال 48 ساعة، وخصوصا بعدما تظاهر مئات من المستوطنين امس الأول أمام منزله منددين به.
وتراوح مطالب هؤلاء بين استمرار إغلاق طرق الضفة وتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال عضو الكنيست القومي المتدين بيزاليل سموتريتش، وهو أيضا مستوطن، «اذا واصل الفلسطينيون التحرك بحرية وذبحنا، فلا سبب لاستمرار هذه الحكومة يوما واحدا إضافيا».