قبيل قمة محتملة مع ترامب -

بكين - (أ ف ب - رويترز) - وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون أمس إلى بكين في زيارة غير معلنة لإجراء محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ فيما تجري التحضيرات لقمة ثانية محتملة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
والصين تعتبر الحليف الدبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية المعزولة ومصدرها الرئيسي للمساعدات والتجارة، وهذه الزيارة تعزز التكهنات حول لقاء محتمل مع الرئيس الأمريكي؛ حيث إن كيم قد يكون حضر لبحث تنسيق استراتيجيته مع الرئيس الصيني.
وسيلتقي كيم خلال النهار الرئيس الصيني كما أفادت وكالتا الأنباء الرسميتان الصينية والكورية الشمالية.
وبدأت الزيارة وسط سرية تامة ولم يظهر كيم علنا منذ أن مر موكب يعتقد أنه كان يقل الوفد المرافق للزعيم الكوري الشمالي محطة قطار في بكين وسط إجراءات أمنية مشددة في وقت مبكر أمس.
وأوردت محطات التلفزة الصينية بيانا منذ الصباح حول هذه الزيارة لكن بدون أن تبث أي صور لها.

الزيارة تلبية لدعوة

وأفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن الزعيم الكوري الشمالي وصل صباح أمس على متن قطار خاص إلى محطة القطارات في بكين في زيارة تستمر حتى الغد.
وأرفقت «يونهاب» نبأها بصورة بدا فيها قطار الزعيم الكوري الشمالي المميز بلونه الأخضر الغامق والخط الأصفر الأفقي الذي ينتصفه وهو يدخل المحطة في تمام الساعة 10,55 (02,55 ت غ).
وأتى نبأ الوكالة الكورية الجنوبية بعيد إعلان بيونج يانج وبكين أن كيم غادر ليل أمس الأول بلاده على متن قطار متجها إلى الصين في زيارة تستمر أربعة أيام تلبية لدعوة من الرئيس الصيني.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية: إن كيم «يزور الصين من السابع لغاية العاشر من يناير … بدعوة من شي جينبينغ».
وأضافت أن الزعيم كيم انطلق من محطة القطارات في بيونج يانج على متن قطار خاص متوجها إلى بكين ترافقه زوجته ري سول جو وعدد من كبار المسؤولين في نظامه.
وأكدت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الزيارة، وتأتي زيارة كيم جونغ اون بعد أسبوع على تحذيره الولايات المتحدة في خطابه بمناسبة السنة الجديدة؛ حيث أعلن أنه يمكن أن يغير موقفه في حال أبقت واشنطن على عقوباتها الاقتصادية ضد بيونج يانج رغم التقارب الدبلوماسي الذي حصل بين البلدين منذ السنة الماضية.
وكان الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي عقدا قمة في سنغافورة في يونيو 2018.
«مساعدة بكين»

وزار كيم الصين ثلاث مرات العام الماضي للقاء شي، ولم يتم الإعلان عن أي من تلك الزيارات مسبقا.
وقال بوني غلاسر من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، وهو معهد أبحاث أمريكي: إن «شي وكيم يريان مصلحة في تنسيق مواقفهما قبل قمة بين كيم وترامب. وهذا أمر يبدو معتادا الآن». وأضافت أن «كيم يسعى أيضا للحصول على مساعدة بكين لكي يتم تخفيف العقوبات الدولية» عن بلاده.
وتعتبر الصين وروسيا أن الأمم المتحدة يجب أن تنظر في رفع هذه العقوبات، لكن ترامب أعلن الأحد أنها ستبقى قائمة طالما لم يتم تحقيق نتائج «إيجابية جدا» حول نزع الأسلحة النووية.
وبحسب مصادر عدة فإن كيم احتفل أمس بعيد ميلاده الـ36، لكن هذه المعلومة لم تؤكدها بيونج يانج يوما. وتوقفت محادثات نزع أسلحة كوريا الشمالية بين بيونج يانج وواشنطن، إلا أن التوقعات تتزايد باحتمال عقد قمة ثانية بين كيم والرئيس الأمريكي الذي قال الأحد إن الطرفين يتفاوضان حاليا على مكان عقد القمة المرتقبة، لكنه تهرب من الرد على سؤال يتصل بموعد انعقاد هذه القمة.
وقال ترامب لصحفيين أمام البيت الأبيض ردا على سؤال عن القمة الثانية المرتقبة بينه وبين كيم «نحن نتفاوض على مكان. على الأرجح سيتم إعلانه في موعد ليس بعيدا».
وفي قمتهما التاريخية في سنغافورة في يونيو الماضي، اتفق ترامب وكيم على العمل باتجاه نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية. لكن ذلك جاء في اتفاق مبهم لم يتطرق إلى التفاصيل.
وتضغط الولايات المتحدة على كوريا الشمالية لنزع أسلحتها النووية قبل أي تخفيف للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. بالمقابل يطالب كيم الذي تحكم عائلته كوريا الشمالية بيد حديدية منذ 70 عاما بتخفيف العقوبات المفروضة على بلاده بسبب برنامجها النووي وبرامجها الخاصة بالصواريخ البالستية، ويدين إصرار الولايات المتحدة على نزع ترسانته النووية.

حادث عنف نادر

على صعيد مختلف قالت حكومة منطقة شيتشينغ: إن الشرطة ألقت القبض على رجل هاجم تلاميذ في مدرسة ابتدائية أمس في حادث عنف نادر ضد الأطفال في العاصمة الصينية بكين.
وأضافت في منشور على حسابها بأحد مواقع التواصل أن 20 تلميذا أصيبوا ونُقلوا إلى المستشفى، وتابعت أن ثلاثة منهم تعرضوا لإصابات شديدة لكنهم في حالة مستقرة.
ولم تذكر المزيد من التفاصيل بشأن الهجوم لكن منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ذكرت أن التلاميذ تعرضوا لجروح في الرأس ناتجة عن استخدام سكين. وذكر شاهد من رويترز أن ست سيارات شرطة كانت متوقفة أمام مستشفى مجاور للمدرسة.
وامتنعت الشرطة عن التعليق عند الاتصال بها طلبا لتعقيب بشأن الهجوم.
وتندر جرائم العنف في الصين لكن كانت هناك سلسلة من الهجمات باستخدام سكاكين وفؤوس في السنوات الأخيرة واستهدف العديد منها أطفالا.
وفي يناير عام 2017 طعن رجل في جنوب الصين 12 طفلا بسكين تقطيع خضروات للانتقام بسبب مشكلات يواجهها في حياته ونزاع مع أحد الجيران.
وتم تنفيذ حكم الإعدام في هذا الرجل في سابق من الشهر الجاري.