الممثل بحاجة دائمة لتحديث خبراته -
حاورته- ضحى عبد الرؤوف المل -
رأيته على مسرح دوار الشمس في مسرحية للأطفال، وشعرت بمصداقية أحاسيسه وانسجامه على مسرح الطفل بشكل مختلف يضج بالإيحاء الصوتي التعبيري الذي ارتكز على الإيجاز الحركي والتكثيف الفعلي للحزن او الفرح، مما جعلني أتابع كل عمل يقوم فيه. أحسست بقوة حواسه التمثيلية مع مسرح الطفل بشكل اكبر، ولان الفنان يحتاج للقيام بعدة أدوار تمثيلية استكمل رحلته بين مسرحية الملك لير والأفلام التي شارك فيها منها فيلم للمخرجة نادين لبكي بعنوان «هلق لوين» بغض النظر عن برامجه الاخرى، فهو يتمتع بشخصية تميل الى العفوية والبساطة ممسكا بقدرات تعبيرية يخنقها، او بمعنى يتركها ضمن مؤثرات صوته بأسلوب مختلف عما هو مألوف تمثيليا مؤكدا تأثره بمسرح الطفل الذي اتقنه ونجح فيه من حيث الاتزان في الحركة والإيحاء ومصداقية الإحساس الذي ينقله للطفل، وهذا لا ينفي وجوده كممثل كوميدي استطاع خلق فواصل في اي عمل يشارك فيه سينمائيا ومسرحيا وتلفزيونيا. ومع الممثل فؤاد يمين أجريت هذا الحوار.
- من مسرح الأطفال إلى مسرح الكبار والكوميديا هي روحية تنطلق من الذات بموضوعية وجرأة ما رأيك؟ ولماذا توقفت عن مسرح الطفل؟
فعليا لم انتقل من مسرح الاطفال الى مسرح الكبار والكوميبديا، بل بدأت فيهما معا سنة 2003 عندما دخلت لأدرس فن المسرح وبدأت في العمل المسرحي، كنت قبل الظهر مع مسرح الدمى وبعد الظهر مسرح الكبار، فلم يحدث هذا الانتقال من مسرح الى مسرح لأني كنت بشكل متوازي بينهما، ولم اترك حتى الآن مسرح الدمى اللبناني منذ اكثر من عشر سنوات، لكن حاليا بشكل اقل بسبب ضيق الوقت، لأني اعمل بمساعدة الإخراج قليلا والكتابة. لهذا فعليا لم يتوقف مسرح الاطفال بالنسبة لي.
اما الانتقال للكوميديا فبرأيي الخاص ان الممثل هو الشخص الذي يستطيع لعب كل الأدوار، وآنا قمت حتى بأدوار تراجيدية، لكن بما ان الكوميديا تصل اكثر للناس احب لعب آدوارها، لكن بالنهاية كل ما يخص التمثيل هو محاكاة وانطلاق من الذات وليس فقط الكوميديا.
• الممثل والمخرج المسرحي ان صح القول ورحلة مع ميرفا القاضي وسنوات حققت فيها الكثير من النجاح، ماذا تقول عن هذه الفترة؟
مشواري منذ عام 2003 حتى 2011 تواجدت فقط بالمسرح، ولم أتعاطى في التلفزيون، لكن شاركت في فيلمين سينما ضمن أدوار صغيرة بين 2010 و2011 بدأت مع ميرفا وفيلم مع المخرجة نادين لبكة هلق لوين، وهذا ربما جعل المشاهد يعرفني أكثر في حينها وأنا بين التلفزيون والمسرح والسينما. ربما البعض شعر أني ظهرت بسرعة، لكن في الحقيقة كان نتاج سنوات من العمل في المسرح.
• تمتلك شخصية كوميدية مميزة تحمل روح الطفولة رغم الانتقادات التي حصدها برنامجك مع الفتيات، إلا ان جرأته فيها من الوعي والفهم والإدراك لحقيقة شعور المرأة او الفتاة بغض النظر عن المجتمع الشرقي او الغربي، ما رأيك؟
طبيعية هي الانتقادات التي تعرض لها البرنامج، لأنه ليس من معايير مجتمعنا رغم انه كل ما حدث فيه خلق من مجتمعنا البيروتي، لكننا نعاني نوعا من انفصام صغير بين القصص الظاهرة والأخرى تحت الطاولة. هذا البرنامج قال القصص كما هي وربما لم يقبلها البعض، وأنا اقبل النقد السلبي والإيجابي ولا أتأثر بهما، لأني أقوم بعملي وانتقل بعده فورا الى عمل آخر. لكن بغض النظر عن قبول البرنامج او رفضه انا احترم كل من الرأيين.
• اين انت من الافلام العربية وتحديدا من الافلام الكوميدية التي نحتاجها فعلا بعيداً عن مسرح الموقف؟
لا اتابع كثيراً الافلام العربية، ولدي مشاركات عديدة ضمن التمثيل في الافلام العربية الذين اصبحوا تقريبا اكثر من عشرة افلام، والسينما دائما هي متعة، السينما مبنية على الصورة، في النهاية هي لغة مختلفة برغم القواسم المشتركة بينها وبين المسرح إلا اني اهتم بالاثنين معا.
• ماذا عن الملك لير والمسرح الكلاسيكي القديم وهل بات في المناهج الاكاديمية فقط؟
مسرحية الملك لير كانت من اجمل التجارب صراحة، لأنه عندما يعمل الممثل على نص لكاتب مثل شكسبير يشعر الممثل بمتعة كبيرة لأنه يقوم بتجسيد والتفاعل مع نص مهم قوي وحامل معاني انسانية، فكانت تجربة جميلة جداً. اما المسرح الكلاسيكي في لبنان ما من إقبال عليه من قبل الجمهور، لكن هو موجود في الخارج ولا يمكن القول انه موجود فقط أكاديميا، لكن يجب القيام بعد تجارب من هذا النوع .
• متى يضبط فؤاد يمين اتجاهاته الفنية لتكون اكثر قيمة من زمن ليس فيه؟
لو الاختيار لي لبقيت في المسرح اكتب وأقوم بالتمثيل والإخراج، لكنني احتاج للقيام باتجاهات اخرى لاستطيع العيش. لهذا الاتجاهات الفنية ليست دائما فنية بشكل محض، لأنه في النهاية هذا عملي. فغالبا بعض القرارات التي اتخذها ليست قاعدة للقيمة الفنية وإنما اكثر لعمل استطيع العيش منه، لهذا أحاول الجمع بين الإثنين لأتوازن بين ما احبه وانسجم فيه ويشبهني فنيا وبين ما استطيع العيش منه.
• ألا تظن أن مسرح الطفل يحتاجك بشكل كبير هذه الأيام؟
مسرح الطفل بحاجة لي وأنا بحاجة له، لأني لا أميز بين مسرح الطفل ومسرح الكبار، بل مسرح الطفل صعوبته اكبر لأنه يحتاج لمستوى تخيلي خاص بالأطفال، إضافة الى القصة الجميلة لان الطفل لا يكذب، اذ لم يعجبه العمل المسرحي يغادر بسرعة، أما الكبير يحاول المجاملة، لهذا مسرح الطفل انا موجود فيه وسأبقى موجودا فيه .
• تتميز بضحكة ساخرة انعكاسية كيف تصقلها، وما هي مشاريعك الفنية عام 2019؟
دائما أحاول صقل خبرتي او فني بالمعنى الأصح من خلال القراءات والنشاطات والدورات وأتتبع كل جديد، لان الممثل بحاجة دائمة لتحديث خبراته، وعمل الممثل لا ينتهي منذ ان يبدأ الى ان يموت فعمله الدائم يفرض عليه التحديث. أما مشاريع 2019 فهي قريبا يتم عرض فيلمين شاركت بهما واعمل على مسرحية جديدة، إضافة الى عمل تلفزيوني سيتم عرضه في العام الجاري.