صحار - سيف بن محمد المعمري -
أقام فريق فن صحار مساء أمس الأول ندوة فنية مصاحبة لمخيم النحاتين الدولي السادس بعنوان (حكاية النحت 3)، وذلك بجامعة صحار وبرعاية الشيخ المكرم أحمد بن خلفان الغفيلي عضو مجلس الدولة؛ حيث تخلل الندوة ثلاث أوراق عمل تحدثت عن حركة النحت في السلطنة، بدايتها وتطورها، ومستقبلها، ونماذج من الحراك الفني النحتي الدولي في السلطنة، حيث بدأت الندوة بمقدمة تحدثت عن الفنان التشكيلي النحات الراحل أيوب ملنج البلوشي رحمه الله، وقدم هذه الفقرة مدير الندوة محمد بن عمر بن عيسى البلوشي، وتم عرض فيديو مصور للراحل أيوب البلوشي وهو يتحدث عن سيرته الذاتية وأهم مشاركاته، وقد قدم خلال هذه الفقرة أهم الرسائل التي قدمها الفنان الراحل للحركة النحتية العمانية، وكذلك النحاتين الشباب ليحملوا رسالة الإبداع والتميز ليحققوا هدفا نبيلا بأن تكون عمان مصدرا لرسائل الحب والسلام والإبداع من خلال فن النحت إلى كافة دول العالم.
وحاضر في الندوة مجموعة من الأكاديميين والاختصاصين هم الدكتورة فخرية اليحيائية رئيسة قسم التربية الفنية بكلية التربية في جامعة السلطان قابوس التي شاركت بورقة عمل بعنوان صحار ترسم خارطة للنحت وقدمت الدكتورة خلال ورقتها حركة النحت التي بدأها أيوب ملنج البلوشي وكيف مهد الطريق للنحات العماني ليجد مكانة مرموقة في الوطن العربي وبعض الدول الأوروبية والآسيوية التي تقيم وتستضيف فعاليات ومهرجانات وملتقيات وبيناليات النحت الدولية وهي مسار وطريق للنحاتين الشباب الواعدين الذين يمضون بثبات على خطى المؤسس ليحملوا هذا اللواء، وهنا تحدثت عن تجربة فن صحار كفريق شبابي عماني بإمكانيات ذاتية على المستوى البسيط ولكن برؤية واضحة وهدف محدد وآمال كبيرة أدت إلى ظهور مخيم النحاتين بعدة نسخ إلى أن وصلت إلى العالمية لتكون هذه الفعالية في نسختها السادسة بمشاركة دولية كبيرة وهذه التجربة تعتبر تجربة غنية للحركة التشكيلية العمانية؛ حيث جعلت ولاية صحار في الخارطة العالمية للفن التشكيلي والنحت بشكل خاص، ثم قدم هيثم الحوسني من مركز الابتكار الصناعي ورقة عمل بعنوان الابتكار الصناعي في مجال النحت على الرخام، حيث تحدث عن دور المركز في دعم الابتكارات الشبابية وتطويرها من أجل الدخول في سوق العمل، كما تطرق لبعض التجارب والأفكار الابتكارية التي تخدم الحركة النحتية، ومن ضمنها مجموعة من التقنيات التي يمكن أن يستفيد منها الفنان التشكيلي النحات كاستغلال مخلفات الرخام وإعادة تشكيلها للاستفادة منها كقطع ثمينة يمكن التشكيل بها، كما أعطى تجربة حول تحسين إنتاج منتجات الرخام سواء على المستوى الصناعي أو المستوى الفني للنحاتين لزيادة وتحسين الإنتاج، وتحدث المتحدث الثالث علي بن سليمان الجابري عن مخيم النحاتين كتجربة رائدة في الحركة التشكيلية العمانية، وذلك من خلال عرض فكرة مخيم النحاتين في نسختها السادسة وربط هذه النسخة بتاريخ صحار القديم خاصة العلاقات التجارية التاريخية التي كانت تربط ولاية صحار بالصين؛ حيث وضع ضمن عنوان مخيم النحاتين السادس ذاكرة طريق الحرير، ولكن هنا من خلال الفن والنحت بشكل خاص، حيث تمت استضافة الصين لتكون ضيف شرف المخيم تحقيقا لهدف ذاكرة طريق الحرير وإعادة المكانة التاريخية والثقافية والحضارية لولاية صحار من خلال فن النحت؛ ليكون مقصدا ومزارا للنحاتين من مختلف دول العالم.
يذكر أن النسخة السادسة لمخيم النحاتين بصحار جاءت بمشاركة واسعة من 23 دولة حيث يقدمون ويتبادلون الخبرات.
كما تم خلال الندوة عرض فيلم لمخيم النحاتين للنسخ السابقة يوضح من خلاله مدى تطور فكرة المخيم وكيف وصل إلى هذا التميز الذي جعل صحار على خارطة النحت الدولية.
وحضر الندوة النحاتون المشاركون في المخيم وكذلك الفنانون والنحاتون والمهتمون بالفن التشكيلي للاستفادة من هذه الندوة لتكون دافعا لمزيد من العطاء والتميز وفتح آفاق أوسع للحركة التشكيلية العمانية في مجال النحت.
وفي ختام الندوة قام راعي الحفل بتكريم المتحدثين والرعاة لهذه الندوة.