«أنصار الله» ينتظرون «إشارة البدء» لإعادة الانتشار في الحديدة - صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - أثنى الاتحاد الأوروبي على الدعم المقدّم من السلطنة والسويد والكويت لاستئناف المحادثات السياسية، مؤكداً أنه سيواصل ودوله الأعضاء الانخراط بشكل فاعل مع جميع أطراف النزاع، ويبقون ملتزمين بدعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بشكل أكبر بما في ذلك الحوار السياسي مع الأطراف الإقليمية ذات الصلة بهدف مواصلة تحقيق نتائج ملموسة لإنهاء النزاع وتعزيز بيئة إقليمية أفضل. ورحّب الاتحاد الأوروبي في توصيات مجلس وزرائه في بروكسل أمس باتفاق ستوكهولم الذي توصّل إليه ممثّلو الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة في ديسمبر 2018، معتبراً أن التقدّم المحرز في ستوكهولم هو نتاج العمل الجماعي للأطراف والمبعوث الخاص للأمم المتحدة وشارك فيه الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بشكل فعّال. وشدّد الاتحاد الأوروبي في بيان صحفي- تلقّت «عمان» نسخة منه- على أن الحل السياسي التفاوضي الشامل لا غير هو الذي من شأنه إنهاء النزاع في اليمن، داعياً جميع الأطراف إلى الحفاظ على التزاماتها تجاه العملية التي تقودها الأمم المتحدة في المحادثات القادمة. وأكد أنه «لا يمكن تحقيق السلام المستدام إلا من خلال المفاوضات التي يشارك فيها جميع الأطراف المعنية بفعّالية، بما في ذلك المجتمع المدني والمرأة والشباب». وأدان الاتحاد الأوروبي بشدّة كافة الأعمال التي تعرّض للخطر التقدّم الذي أحرزته الأطراف اليمنية أثناء المحادثات التي قادتها الأمم المتحدة في ستوكهولم، مطالباً جميع الأطراف بأن تبدي أقصى حد من ضبط النفس وتجنّب الأعمال التي تقوّض التقدّم المحرز وأن تحترم الاتفاقات نصاً وروحاً. وأشار إلى «الحاجة الملحّة إلى ضمان الامتثال بأحكام اتفاق الحديدة بما في ذلك إعادة الانتشار المتبادل للقوات من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى». ورحّب الاتحاد الأوروبي بنشر فريق متقدّم للمراقبة في الحديدة، ودعا جميع الأطراف إلى المشاركة الإيجابية مع لجنة تنسيق إعادة الانتشار وتسهيل استكمال نشر أفراد بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، وإلى التعاون الكامل مع الأمم المتحدة وضمان أمن وسلامة أفراد بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة وبعثة الأمم المتحدة للتحقّق والتفتيش، وتسهيل الحركة السريعة دون عوائق إلى اليمن وداخله للأفراد والمعدّات والتجهيزات والمواد الأساسية بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2542، خاصةً ما يتطلّبه إنشاء وبدء واستدامة العمليات الكاملة لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة. وقال البيان «يرحّب الاتحاد الأوروبي بالاجتماعات الأوّلية للجنة المتابعة لتنفيذ اتفاق تبادل السجناء، والتي جرت في عمّان. كما يرحّب الاتحاد الأوروبي بقيام الأطراف تالياً بالإفراج عن سجناء كبادرة تشجيعية، ويتوقّع من الأطراف الاستمرار في المشاركة البنّاءة فيما بينها ومع المبعوث الخاص واللجنة الدولية للصليب الأحمر نحو التنفيذ المستمر لهذا الاتفاق قبل الجولة القادمة من المفاوضات. وبخصوص عمل اللجنة المشتركة المنشأة بموجب التفاهم حول مدينة تعز، فإن الاتحاد الأوروبي دعا الأطراف إلى التنفيذ الكامل لأحكامه بهدف التوصّل إلى اتفاق كامل لوقف إطلاق النار. وأعرب الأوروبي عن استعداده لدعم تدابير إعادة فتح مطار صنعاء الدولي، وأكد على الطابع الإنساني لهذا الإجراء، مشجّعاً جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجميع الأطراف للتوصّل إلى اتفاق حول هذا الإجراء الأساسي لبناء الثقة. في غضون ذلك قال الناطق الرسمي باسم «أنصار الله» ورئيس الوفد المفاوض المشترك محمد عبد السلام في بيان صحفي أمس إنه «وفقاً لتفاهماتنا السابقة عبر ممثّلينا في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة وبعد حصول تقدّم في التفاهم على إعادة الانتشار في المرحلة الأولى كان من المفترض أن يبدأ التنفيذ سريعا . واضاف : تهيّأت قواتنا لتنفيذ إعادة الانتشار وتم إبلاغ رئيس لجنة التنسيق المشتركة جهوزيتها لذلك، إلا أنه ونتيجة لعودة الطرف الآخر إلى إثارة مواضيع أخرى خارج ما سبق الاتفاق عليه طلب منّا رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار مايكل لوليسغارد التريّث حتى يستمر في محاولاته مع الطرف الآخر على أن نستلم منه إشارة وموعد البدء ومازال فريقنا منتظراً لذلك». وأعرب عبد السلام عن أمله أن «يتلقّى فريقنا إشارة البدء حتى يتسنّى لنا البدء في تنفيذ خطوات المرحلة الأولى «. وأضاف «يأتي هذا التوضيح حتى يعلم شعبنا اليمني ومختلف الأطراف الدولية من هو الطرف المعيق لعملية السلام واتفاق السويد وبأن الموقف حالياً بات بكل وضوح في ملعب الطرف الآخر». في غضون ذلك ، استقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت والوفد المرافق له. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» بأنه جرى خلال اللقاء «تناول جملة من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومنها ما يتصل بأوضاع اليمن وآفاق السلام الممكنة والمتاحة». وقال هادي «سنعمل معاً لتنفيذ اتفاق ستوكهولم باعتباره الخطوة الأولى لبداية الانفراج وتحقيق الخطوات اللاحقة تباعاً»، لافتاً إلى «تعاطي الحكومة الإيجابي مع هذه الخطوات عبر الفرق الميدانية في الحديدة، ولدعم جهود المبعوث الأممي رغم مماطلة وتسويف أنصار الله». وأشار إلى أهمية «تنفيذ هذا الاتفاق وما يتصل بالجوانب الإنسانية في إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، الكل مقابل الكل باعتبار ذلك خطوة هامه في إطار بناء الثقة». من جانبه قال الوزير البريطاني في بيان صحفي «التقيت في السعودية بالرئيس اليمني هادي ووزير الخارجية اليماني، حيث أعربا عن تأييدهما لاتفاق تبادل السجناء وإعادة نشر القوات في الحديدة. وكانت جميع المواقف إيجابية تجاه العملية التي ترعاها الأمم المتحدة بشأن اليمن». وأشاد «بالجهود التي يبذلها الرئيس هادي لمصلحة الشعب اليمني»، مجدّداً موقف المملكة المتحدة الداعم لليمن وشرعيته الدستورية حتى تحقيق كامل تطلّعات وأهداف الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والعيش الكريم. وقال «سعيدون بالتقدّم الإيجابي نحو مسار السلام واحتمالية انتهاء معاناة اليمن، ونؤكد دعم المجتمع الدولي لجهودكم وحرصكم الدائم على السلام».