جافين ويليامسون: الجهود الحثيثة لجلالة السلطان والحكومة العمانية تسهم في إرساء الأمن بالشرق الأوسط -
متابعة : عبد الوهاب الهنائي - وعامر الأنصاري - العمانية:-
وقعت السلطنة والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية على اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين الصديقين، حيث وقع الاتفاقية نيابة عن حكومة السلطنة معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع، فيما وقعها نيابة عن حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية معالي جافين ويليامسون وزير الدفاع البريطاني.
وتأتي الاتفاقية تأكيدا لعلاقات التعاون التاريخية المتجذّرة بين السلطنة والمملكة المتحدة في مختلف المجالات وحرصًا من قيادتي البلدين الصديقين على تعميق هذه العلاقات وتوحيد الرؤى المشتركة بما يحقق أمنهما واستقرارهما ورخاء شعبيهما وترسيخًا لمجالات التعاون العسكري الذي تجسد في عدد من أوجه التعاون الوثيق والتمارين الثنائية وآخرها تمرين (السيف السريع/3).
تهدف هذه الاتفاقية إلى تأطير التزام البلدين بالدفاع المشترك عن أمنهما واستقرارهما وازدهارهما ودعمهما لسيادة ووحدة أراضي كل منهما وتطوير العمل العسكري الثنائي بما يحقق التوافق والانسجام بين القوات المسلحة للبلدين الصديقين.
وعقب توقيع الاتفاقية قال معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع في تصريح له «تأتي هذه الاتفاقية سعيًا من حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - وحكومة صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا العظمى ودول الكومنولث المستقلة لتعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين السلطنة والمملكة المتحدة في مجال الدفاع وهي تمثل علامة بارزة في مسيرة التعاون بينهما، كما أن توقيع هذه الاتفاقية اليوم يأتي للتأكيد على أهمية تفعيل العمل العسكري المشترك لضمان أمن واستقرار البلدين الصديقين، وتمهّد لمزيد من التعاون العسكري والتمارين المشتركة ترجمةً لأهداف هذه الاتفاقية».
من جهته ، قال معالي جافين ويليامسون وزير الدفاع البريطاني ، خلال لقاء صحفي في مقر السفارة البريطانية بمسقط ، «إنه لمن دواعي سرورنا التوقيع على هذه الاتفاقية والتي من شأنها أن تعزز علاقاتنا مع أحد أهم شركائنا، وإنه حدث تاريخي مهم بين بلدينا ، ونؤكد من خلاله على حرصنا على الدفاع المشترك عن بلدينا».
وأضاف ويليامسون ان العلاقات بين المملكة المتحدة والسلطنة تمتد عبر جذور التاريخ، مؤكدا، أن «علاقات الدول لا يمكن أن تعتمد فقط على التاريخ، وإنما أيضا على صناعة الحاضر والعمل بجد نحو المستقبل.. وهذا ما يجعل توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين السلطنة والمملكة المتحدة ، أمرا في بالغ الأهمية، والتي تدور حول التعاون العسكري والدفاعي والتدريبي المشترك بين الجانبين».
مضيفا إن «المأمول من هذه الاتفاقية أن ترتقي بمستوى العلاقات بين السلطنة والمملكة المتحدة وأن تحقق النجاحات المرجوة لكلا الطرفين».
وتطرق معالي الوزير إلى تاريخ العلاقات العمانية البريطانية، وقال إن «أول اتفاقية جمعت الجانبين كانت في عام 1800، والاتفاقية الحالية هي امتداد راسخ في العلاقات التاريخية بين المملكة المتحدة والسلطنة». وأضاف معاليه «إن أمن الخليج يعد امتدادًا لأمننا ومن المهم توسيع آفاقنا لتصبح المملكة المتحدة دولة عالمية عقب الانسحاب من الاتحاد الأوروبي».
وكشف ويليامسون عن أن بلاده سوف تنتهج نهجًا جديدًا في علاقاتها الخارجية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي تحت مسمى «بريطانيا العالمية» والذي ستتمكن من خلاله من العمل والتعاون مع شركائها بشكل أكبر وأوسع ومن هؤلاء الشركاء سلطنة عُمان.
مؤكدا، أن العلاقات بين الجانبين لا تقتصر فقط على التعاون العسكري والأمني، وإنما تشمل كافة المجالات والأصعدة ، مشيرا إلى أن الاستثمارات الاقتصادية التي تربط السلطنة والمملكة المتحدة كبيرة ومتنامية ، وهناك خطة لضخ ثلاثة مليارات جنيه استرليني للاستثمار في السلطنة ومنطقة الخليج خلال السنوات القريبة القادمة.
وحول أهمية ودلالات تمرين السيف السريع 3، قال وزير الدفاع البريطاني «تعتبر السلطنة أهم حليف في منطقة الخليج العربي بالنسبة للمملكة المتحدة، وتمتد هذه العلاقة إلى أكثر من مائتي سنة، ويأتي تمرين السيف السريع 3 والذي يعد أضخم تمرين عسكري بين الجانبين، ليؤكد على عمق هذه العلاقة التاريخية المتينة».
وأكد معالي جافين ويليامسون وزير الدفاع البريطاني أن حكومة بلاده تقدر الجهود الحثيثة التي يبذلها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - والحكومة العمانية من أجل إرساء قواعد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ورأى معاليه أن تحقيق السلام والاستقرار وضمان المستقبل المشرق للمنطقة يتطلب حكمة ورؤية ثاقبة كتلك التي يتحلى بها جلالته عبر نظرته الثاقبة وتعامله الدقيق مع مختلف قضايا المنطقة.
وقال معالي وزير الدفاع البريطاني إن المجتمع الدولي يقدر ويثمن هذه الجهود التي مكنت من التواصل مع جميع أطراف النزاع واستتباب الأمن في المنطقة ، بل إن حكومة بلاده «تتعلم الكثير من سياسة السلطنة الخارجية « خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع دول الجوار».
وكان قد أجريت لمعالي الضيف البريطاني فور وصوله مقر وزارة الدفاع بمعسكر بيت الفلج مراسم استقبال رسمية حيث أدت ثلة من حرس الشرف التحية العسكرية.
عقب ذلك عقد معالي السيد الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع جلسة مباحثات رسمية مع معالي وزير الدفاع البريطاني، تم خلالها استعراض علاقات التعاون في المجال العسكري بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها وتطويرها، كما تم بحث عدد من الأمور ذات الاهتمام المشترك.
حضر مراسم التوقيع على الاتفاقية وجلسة المباحثات من الجانب العماني معالي محمد بن ناصر الراسبي الأمين العام بوزارة الدفاع، واللواء الركن مطر بن سالم البلوشي قائد الجيش السلطاني العماني، واللواء الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي قائد البحرية السلطانية العمانية فيما حضرها من الجانب البريطاني سعادة هاميش كاول سفير المملكة المتحدة المعتمد لدى السلطنة والوفد المرافق لمعالي الضيف.