تعرفوا على تطور مسيرة الشورى في السلطنة - زار منتسبو دورة تنمية مهارات الضباط بشؤون البلاط السلطاني أمس مجلس الدولة، وذلك ضمن البرنامج التدريبي للدورة. وكان في استقبالهم في قاعة الضيوف الكبرى بمبنى المجلس، سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة، والمكرم يحيى بن رشيد آل جمعة، والمكرمة الدكتورة وفاء بنت سالم الحراصية والمكرم الشيخ ناصر بن سعيد الهدابي. ورحب سعادة الدكتور الأمين العام للمجلس بالوفد، وقدم نبذة تعريفية عن مجلس الدولة، دوره ومهامه، متطرقا إلى البعد التاريخي لتجربة عمان الشوروية، ووصفها بأنها قديمة ومتجذرة، وتأصلت بشكل عصري مع بداية النهضة المباركة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه-الذي سعى إلى تأطير مفهوم الشورى وتطوير الممارسة المؤسسية لها وفق تدرج مدروس يلبي احتياجات كل مرحلة من مراحل النهضة العمانية الحديثة. مستعرضا سعادته مراحل التطور المؤسسي للمسيرة الشوروية في السلطنة التي بدأت بإنشاء مجلس الزراعة والأسماك في نهاية العقد الأول من سبعينيات القرن المنصرم، وأعقب ذلك إنشاء المجلس الاستشاري للدولة، ثم مجلس الشورى، وصولا إلى إنشاء مجلس عمان بمجلسيه الدولة والشورى. وقال سعادته إن الممارسة المؤسسية للشورى في السلطنة بنيت على أسس سليمة وفاعلة، تأسيسا على تفرد التجربة كونها نابعة من قرار وطني صرف ولم تأت كرد فعل لموقف خارجي، كما أنها تجسد قناعة راسخة بأهمية مشاركة المواطنين في صنع القرار. وتناول سعادته دور المجلس في إطار نظام المجلسين، مشيرا إلى أنه نسق مؤسسي يمارس فيه المجلسان اختصاصاتهما وصلاحياتهما وفقا لما حدده النظام الأساسي للدولة، لافتا إلى أنه كان للسلطنة الريادة في تطبيق نظام المجلسين على المستوى الخليجي، كما أنها تعد من أوائل الدول العربية في تبنيها لهذا النظام. وتطرق سعادة الدكتور الأمين العام لمجلس الدولة، إلى مواد النظام الأساسي للدولة التي تتضمن أحكاما خاصة بمجلس الدولة، والتي تحدد عدد أعضائه، وآلية تعيينهم، والفئات التي يتم اختيار الأعضاء من بينها، وشروط العضوية، وعدم جواز الجمع بينها وبين عضوية مجلس الشورى والوظيفة العامة إلى جانب المواد التي حددت صلاحياته التشريعية والرقابية. وأشار سعادته إلى أن المجلس تمكن خلال دوراته المتعاقبة من مناقشة العديد من مشروعات القوانين، وإنجاز الكثير من المقترحات والدراسات كما سلط سعادته الضوء على الهيكل التنظيمي للمجلس وأجهزته الرئيسية، إضافة على التعريف بمكونات مبنى مجلس عمان، الذي وافق بين مفردتي الأصالة والمعاصرة، وعكس الطابع المعماري المستمد من البيئة العمانية، والتراث الإسلامي الأصيل، كما استلهم فكرة بنائه من النطق السامي، في الشراكة الوطنية ، متطرقا إلى التكوين المساحي للمبنى، ومنشآته المعمارية، إلى جانب تجهيزاته الفنية المتطورة. وفي الختام تجول منتسبو دورة تنمية مهارات الضباط بشؤون البلاط السلطاني في أرجاء المجلس، وتعرفوا على مرافقه الرئيسية.