بعد مشاركة نالت استحسان الحاضرين -
اختتمت الهجانة السلطانية مشاركتها في فعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته الثالثة الذي ينظمه نادي الإبل بالمملكة العربية السعودية، في منطقة رماح بالعاصمة الرياض، ويهدف القائمون على المهرجان إلى تأصيل تراث الإبل كونها ترتبط ارتباطا وثيقا بحضارة شبه الجزيرة العربية على مر التاريخ.
وقدمت الهجانة السلطانية على مدى أيام المهرجان عددًا من الاستعراضات، كالاستعراض الموسيقى على ظهور الإبل، وعددا من الفنون العُمانية التراثية كفن الهمبل وفن العازي، إضافةً إلى مهارات ركوب الإبل مثل ركض العرضة والاستعراض الدائري ودخول الإبل بين أقواس النار واستعراض مهارة طاعة الإبل، ولاقت هذه العروض تفاعلًا من الجمهور الحاضر والزائرين الذين شاهدوها لأول مرة ونالت استحسانهم، حيث أدى أفراد الهجانة السلطانية هذه الاستعراضات على النوق العمانية التي تُطّبع وتدرب بشكل مستمر.
بدأ استعراض الهجانة السلطانية بمعزوفات موسيقية قدمتها فرقة موسيقى الهجانة السلطانية بمعزوفات مثل سلام وأغلى سلام، ويا مرحبا، وزاهية يا بلادي، وهو يا عيني، وسلامي يالسعودية، وأرض اللبان، وجوهرة بلادي.
الاستعراض الدائري بالإبل
وقدم أحد أفراد الهجانة السلطانية الذين يتمتعون بمهارة عالية عرضا استعراضيا لسبع نوق من الإبل بشكل دائري وبالجري السريع، حيث يتحكم بها باستخدام الحبال الطويلة، ويعتبر هذا الاستعراض محاكاة لعروض خيل السيرك. وقدم أفراد الهجانة السلطانية خلال المهرجان فن الهمبل بـ32 ناقة وهو أحد الفنون الغنائية التراثية العمانية التي تؤدى على ظهور الإبل بحركة المشي في تشكيلات مختلفة وتداخل حركي بالإبل منها الدوران بالإبل على شكل حلقات دائرية أو تشكيلات تقاطع بالإبل.
استعراض طاعة الإبل
وقدم أربعة أفراد استعراضا لطاعة الإبل هو أداء استعراضي من أدب النوق، ويتم ركوبها وهي تمشي بحركة متناسقة وهادئة ومطيعة لراكبها مع نزول الرأس والرقبة إلى الأرض.
ركض العرضة
قدم أفراد الهجانة السلطانية ركض عرضة الإبل أو ما يسمى ركض الحشمة هو عبارة عن انطلاق ناقتين مع بعضهما بمسافة قصيرة بحيث تكونان متلازمتين لا تسبق إحداهما الأخرى.
يذكر أن هذا التراث مسجل كملف منفرد للسلطنة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة اليونسكو مهارات ركوب الإبل واستعرض أفراد الهجانة السلطانية ركوب خمسة أفراد وقوفا على خمس من النوق وهي تجري بسرعة، مشكلين خط عرض مع أداء تحية السلام برفع اليد.
مهارة ركوب الإبل
كما أدى أفراد الهجانة السلطانية مهارة مميزة وذلك من خلال ركوب فرد واحد على ناقتين وثلاث نوق وأربع نوق على التتابع مع أداء تحية السلام للجمهور.
أقواس النار
وقدم ثلاثة من أفراد من الهجانة السلطانية استعراض دخول الإبل عبر أقواس مشتعلة بالنار، دلالة على مدى تطبيع النوق وتدريبها على الدخول بين أقواس النار دون خوف.
الركوب الاستعراضي
ولفت أنظار الجمهور الحاضر ما أدته الهجانة من ركوب استعراضي باستخدام السرج، حيث يكون راكب الناقة على الجانبين ثم يؤدي الركوب المعاكس، إضافة إلى مهارة نزول الركبي من على ظهر الناقة أثناء الركض ثم استعادة الركوب والناقة في حالة الجري السريع، وهي مهارة تحتاج إلى الكثير من سرعة التصرف والتركيز.
العارضة الحديدية
قدم أفراد الهجانة السلطانية استعراض العارضة الحديدة عبر ناقتين مع حمل عارضة حديدية بينهما في الوسط، ويقوم شخص آخر في الوسط بأداء حركات استعراضية على العارضة الحديدة والإبل في حالة الجري.
فن العازي
وحضر فن العازي خلال هذه المشاركة وقدم أفراد الهجانة السلطانية هذا الفن العماني الشهير، ويتأصل فن العازي في تراث السلطنة من جيل إلى جيل، ويؤدى في معظم المحافل بالسلطنة وخارجها.
اللوحة الاستعراضية
ومع انتهاء استعراضات الهجانة السلطانية في يومها الأول قام أحد الجمال برفع لوحة شكر للجمهور الحاضر كما رفع أحد الجمال سلة بها باقة ورد باستخدام الفم دلالة على انتهاء الاستعراضات.
حميد الزرعي: سعداء بالمشاركة
وحفاوة الاستقبال
وفي ختام مشاركة الهجانة السلطانية في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الثالث قال حميد بن علي الزرعي مدير عام الهجانة السلطانية حول هذه المشاركة: نتقدم بجزيل الشكر والتقدير للقائمين والمنظمين على هذا المهرجان، ونحن سعداء جدا بمشاركتنا ونشكر الجميع على حفاوة الاستقبال سوى على المستوى الرسمي أو من خلال الترحيب بنا من قبل الجماهير التي حضرت وتفاعلت مع العروض التي قدمتها الهجانة السلطانية، ونأمل أن نكون قد أضفنا الشيء الكثير للمهرجان من خلال مشاركتنا الأولى، مشيدا بالمهرجان وشموليته وما تميز به من ابتكار وإبداع.
مسؤول الفعاليات بالمهرجان: استعراضات مميزة للهجانة السلطانية
وقال عبدالله بن محفوظ مبارك مسؤول الفعاليات بقرية المهرجان: لقد سعدنا بمشاركة الهجانة السلطانية في النسخة الثالثة من هذا المهرجان التي أبدعت وأمتعت الحضور باستعراضاتها المتميزة، والتي نقلت لنا وللعالم أجمع الفن العماني في صورته الأصيلة ومدى تطوره في مجال الإبل.
مواطنون سعوديون: سعداء بمشاركة ومشاهدة وعروض النوق العمانية
وقال عبدالله الرضمه العطوي أحد المهتمين بمسابقات الإبل: شعور لا يوصف ونحن نرى دخول الإبل العمانية بكل هذا الانتظام إلى ساحة المهرجان وهي تسير بخطى ثابتة تأخذ ثقتها من التراث العماني الأصيل، وقد سعدنا برؤية النوق العمانية الأصيلة برزانتها المميزة، واستمتعنا بالفنون التراثية العمانية التي يرددها أفراد الهجانة السلطانية مثل فن الهمبل وفن العازي، كما عبرت العروض الاستعراضية عن مدى علاقة الإنسان العماني بالإبل ومدى قدرته على تطويعها، وهي عروض احترافية أذهلت الجميع.
وقال حمد بن علي الريامي من السعودية: حضرت لمشاهدة استعراضات الهجانة السلطانية وسعيد بمشاركة أشقائنا من سلطنة عمان ممثلة بالهجانة السلطانية، فعمري الآن 65 سنة ولم أشاهد عروضا مماثله لها طوال حياتي في السعودية.