في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عام - سيول - (أ ف ب) - أطلقت كوريا الشمالية أمس صواريخ قصيرة المدى في اتجاه بحر اليابان، بحسب ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عام في حين تتعثّر المحادثات مع بيونج يانج حول نزع سلاحها النووي. وأفادت القيادة العسكرية العليا في كوريا الجنوبية في بيان أن كوريا الشماليّة «أطلقت عدداً من الصّواريخ القصيرة المدى من شبه جزيرة هودو قرب مدينة وونسان الساحليّة، في اتّجاه الشمال الشرقي، أمس بين الساعة 09,06 (00,06 ت غ) والساعة 09,27». وأضافت أنّ الصواريخ حلّقت على ارتفاع 70 إلى 200 كيلومتر فوق بحر اليابان. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز «نعلم ما فعلته كوريا الشمالية هذه الليلة. سنُواصل المراقبة». من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أن أي صاروخ لم يحلق فوق اليابان. وأكدت الرئاسة الكورية الجنوبية أنها تتابع الوضع من كثب، وأنها «تتشارك المعلومات بشكل وثيق مع الولايات المتحدة». وأضافت في وقت لاحق أن خطوة كوريا الشمالية تشكّل خرقاً لاتفاق عسكري وقعه الطرفان العام الماضي، معربةً عن «قلقها الشديد». وأضافت الرئاسة «ندعو كوريا الشمالية إلى المشاركة بنشاط في الجهود المبذولة لاستئناف الحوار بسرعة». وكانت بيونج يانج حذرت الولايات المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع من «نتيجة غير مرغوب فيها» إذا لم تغير موقفها بحلول نهاية العام، في وقت وصلت المفاوضات حول برنامج كوريا الشمالية البالستي والنووي إلى طريق مسدود منذ ثلاثة أشهر. وقد صرحت نائبة وزير الخارجية الكوري الشمالي تشوي سون هوي الثلاثاء الماضي «قرارنا على صعيد نزع السلاح النووي لا يزال ساريا وسنطبقه عندما يحين الوقت». لكنها أضافت أن «ذلك لن يكون ممكنا إلا إذا أعادت الولايات المتحدة النظر في حساباتها الحالية وأعادت صياغتها». «أسلحة تكتيكية» وعلّق مدير الدراسات الكورية في مركز «ناشونال إنترست» للدراسات في واشنطن هاري كازيانيس أن «كيم قرر تذكير العالم والولايات المتحدة على وجه التحديد، بأن قدراته على صعيد الأسلحة تزداد يوما بعد يوم». وتابع الخبير «أخشى أن تكون هذه بداية العودة إلى حقبة التهديدات بالحرب النووية والإهانات الشخصية، وهي دورة خطيرة من التوتر ينبغي تفاديها بأي ثمن». وتأتي الخطوة الكورية الشمالية قبل زيارة مقررة الأسبوع المقبل إلى اليابان وكوريا الجنوبية للمبعوث الأمريكي الخاص ستيفن بيجون. وأكدت واشنطن أن المسؤول الأمريكي سيناقش «جهود التقدم نحو نزع شامل ومراقب بالكامل للأسلحة النووية من كوريا الشمالية». وأكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن المبعوث الكوري الجنوبي بشأن المسائل النووية لي دو هون تحدّث مع بيجون حول إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ. وسبق أن أعلنت بيونج يانج في نوفمبر وابريل اختبار غامض «لأسلحة تكتيكية» دون تفاصيل إضافية. وكانت هذه أول تجربة أسلحة يعلن عنها الشطر الشمالي منذ دخوله في مفاوضات مع الولايات المتحدة حول برامجه العسكرية في 2018. غير أن نظام كوريا الشمالية امتنع حتى الآن عن اختبار صواريخ بالستية أو أسلحة نووية، ما سيعني وقف التقارب مع سيول وواشنطن بصورة نهائية. وتعود آخر عملية إطلاق صاروخ إلى نوفمبر 2017. ورأى خبير شؤون كوريا الشمالية في سيول أنكيت باندا أن عمليات إطلاق الصواريخ السبت «لا تنتهك إجراء تعليق التجارب الصاروخية الذي أعلنه كيم جونج أون نفسه» والذي «لا ينطبق سوى على الصواريخ البالستية العابرة للقارات». ولفت إلى أن «كوريا الشمالية لم تقم تاريخيا بأي تجربة فيما كانت تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة، وليس هناك مفاوضات حاليا». وبعد الأمل الذي أثارته قمة سنغافورة التاريخية في يونيو 2018، انتهت القمة الثانية بين دونالد ترامب وكيم جونج أون في فبراير في هانوي على خلاف، إذ طالبت بيونج يانج برفع العقوبات التي تؤثر على الظروف المعيشية لمواطنيها، في حين رأت واشنطن أن هذا المطلب غير مقبول معتبرة أن بيونج يانج لم تبذل ما يكفي من الجهود لنزع سلاحها النووي. عملية متعثرة وبعد ثلاثة أشهر، لا تزال العملية متعثرة. فالمفاوضات حول نزع السلاح النووي لم تستأنف بينما أشارت كوريا الشمالية إلى أنها لم تعد ترغب في حضور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المفاوضات متهمة إياه بطرح «أفكار مجنونة وخطيرة». ورأت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانج كيونج الجمعة أن على بيونج يانج أن تؤكد نزعا للسلاح النووي «ظاهرا وملموسا وجوهريا» للحصول على تخفيف العقوبات المفروضة عليها. والتقى كيم جونج اون في نهاية أبريل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فلاديفوستوك في قمة هي الأولى بينهما، اشتكى خلالها من «النوايا السيئة» للأمريكيين في أزمة ملف بلاده النووي، معتبرا أنّ الوضع في شبه الجزيرة الكورية وصل إلى «نقطة حرجة».