٢٨ رجلا وامرأة نطقوا الشهادتين أمام الحضور -
كتب - خليفة بن علي الرواحي -
أكدت فعالية «تعارف» في نسختها الرابعة من أجل التعريف بالدين الإسلامي للجاليات غير المسلمة والمقيمة بالسلطنة أن الأديان وجدت لتحسين معيشة البشر وإعدادهم للحياة الآخرة، وأن كل القوانين والأطر الدينية في الإسلام جاءت من أجل إسعاد البشرية، وقال الداعية الإسلامي الشيخ إسماعيل موسى منك مفتي المسلمين بزيمبابوي في الفعالية التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة بدائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي بمكتب الإفتاء: إن السعادة نابعة من معرفة ما بعد الدنيا من نعيم الآخرة، مشيرا في محاضرته بعنوان (نحو سعادة الإنسانية) ألقاها في الفعالية أن ناكر الحياة الآخرة كالجنين ينكر حياة خارج الرحم، وأكد أنه عندما يتوكل الإنسان على رب العالمين المتصف بصفات العظمة والكمال، تنبعث فيه السعادة، وتزداد مع زيادة القرب، ومن مفاتيح السعادة بناء علاقة احترام ومحبة مع مخلوقات الله من بشر وغيرهم.
وتضمنت الفعالية التي أقيمت بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض مسقط تحت رعاية معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة وبحضور سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء وعدد من المسؤولين والمهتمين في هذا الجانب عددا من الفقرات بدأت بالقرآن الكريم ثم فقرة النشيد الإسلامي الذي قدم بأكثر من لغة، كما تم عرض فيلم عن الإسلام تضمن الرسالة التي تحملها هذه الفعالية هذا العام وهي عن السعادة في الإسلام، حيث ركز محتوى الفيلم على هذا الجانب وكيف أن المسلم يشعر بالسعادة بسبب علاقته بربه، كما تضمنت الفعالية فقرة حوار مع عدد من المسلمين حديثي الإسلام، تحدث كل منهم عن الأسباب التي دعته لاعتناق الإسلام وعرض تجربته بعد دخوله الإسلام، وكيف كانت نظرتهم لهذا الدين قبل الإسلام، وحياتهم بعد دخول الإسلام وما هي النصائح التي يقدموها لغير المسلمين في سبيل إرشادهم إلى الدين الصحيح بقناعة وإرادة ذاتية.
معرض مصاحب
كما تم افتتاح المعرض المصاحب للفعالية الذي تضمن عدة أركان منها ركن معرض رسالة الإسلام من عمان الذي احتوى على عدد من اللوحات التعريفية بالإسلام وبعض المعالم العمانية التي تحكي تاريخ المساجد والعمارة الإسلامية العمانية وغيرها من اللوحات التي تعكس الصورة الصحيحة للإسلام ويعتبر معرض رسالة الإسلام من عمان من أهم المعارض الدولية التي تصحح صورة المسلمين والإسلام للعالم ويعكس الصورة الحضارية للمسلمين، كما تضمن ركن دائرة التعريف بالإسلام الذي عرض الكتب التعريفية بالإسلام بمختلف اللغات ومصاحف مترجمة لغير المسلمين، الى جانب ركن معرض مركز التعريف بالإسلام وركن دائرة الوعظ، وركن دائرة الإرشاد النسوي الذي بين مكانة المرأة في الإسلام وكيف أن الإسلام كرمها والحقوق والواجبات التي وضعها لها تقديرا لمكانتها وأهميتها الى جانب ركن تجربة لبس الحجاب النسائية التي قدمت من خلالها الهدايا النسائية الخاصة بهن كالملابس النسائية التي تمثل الزي الإسلامي.
وخلال الفعالية تناول الجميع الإفطار الرمضاني الذي شارك فيه غير المسلمين حيث اجتمع الجميع على مائدة الإفطار، كما أقيمت المسابقة الثقافية التي دارت حول التعريف بالإسلام وسجلت خلالها تفاعل من الجمهور. بعدها تم تكريم الجهات والمؤسسات الداعمة لهذه الفعالية، كما أعلن عن دخول ٢٨ من الحضور للإسلام بين امرأة ورجل ونطقوا أمام الجميع بالشهادتين. وعقب الحفل أكد معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة راعي المناسبة على أهمية فعالية تعارف وقال: إن هذه المناسبة التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية هي ضمن سلسلة التعريف بالإسلام لغير المسلمين المقيمين بالسلطنة، وهي مناسبة مهمة لتوضيح التسامح والتعايش الذي يبثه الإسلام ورسالته السمحاء للبشرية كافة، كما يؤكد التجمع كذلك قبول الإسلام والمسلمين للآخر، وأضاف: إن الفعالية بما تضمنته من فعاليات وبرامج كانت مناسبة لتوضيح صورة الإسلام كما أن المحاضرة التي قدمها مفتي المسلمين بزيمبابوي بينت أهمية الإسلام في بث السعادة والأمن للعالم، ودور السلطنة الرائد في مجال التسامح والتعايش الإنساني.
التعريف بتاريخ السلطنة
من جانبه قال الشيخ إسماعيل موسى منك مفتي المسلمين بزيمبابوي: إنها فعالية مهمة جدا ومفيدة لغير المسلمين وحتى لحديثي العهد بالإسلام، فهي تعرف بالإسلام وفضائله، كما عرفت الحضور بتاريخ سلطنة عمان ودورها في تعزيز التقارب بين القلوب، فالكثير من المقيمين هنا من غير المسلمين لا يعرفون عن الإسلام شيئا، ومثل هذه الفعاليات تعطيهم فرصة للإجابة عن أسئلتهم لتوضيح النقاط المبهمة لديهم عن الإسلام. وأضاف لقد فتحت الفعالية المجال لحديثي العهد بالإسلام للرد على استفساراتهم لتوضيح بعض جوانب الإسلام، لأنها المرة الأولى في حياتهم يجدون فيها الفرصة للاحتكاك مع مسلمي السلطنة الذين يتميزون بطيبتهم وكرمهم، لذلك فإن استمرارية الفعالية بشكل سنوي مهمة جدا لغير المسلمين، ومن هم حديثي عهد بالإسلام، وهنا نتوجه بالشكر والتقدير لسلطنة عمان على تنظيم هذه الفعالية، وجزاهم الله عنا وعن جميع المسلمين خير الجزاء.
نجاح الفعالية
ومن جانبه قال الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الخليلي هذه الفعالية تقام لغير المسلمين الموجودين على أرض السلطنة سواء من المقيمين فيها أو السائحين للتعريف بالإسلام ، ولهذه الفعالية جمهور كبير من غير المسلمين الذي ينتظرونها بشكل سنوي، للتعرف عن قرب عن الإسلام وتوضيح ما يدور في مخيلتهم من أسئلة في كل ما يتعلق به، وأضاف أن من أهم أهداف هذه المناسبة إبراز الإسلام خصوصا ما يتعلق بتصحيح الأفكار الواردة التي قد تكون عالقة في أذهان البعض عن الإسلام والمسلمين بسبب ما يشاهدونه ويسمعونه في وسائل الإعلام المختلفة، ولله الحمد لاقت هذه الفعالية الكثير من النجاحات والإشادة وأهمها ما نلاحظه من قناعة غير المسلمين، وما نلامسه من استجابة والمشاركة في هذه الفعالية بشكل دائم. وقال الدكتور وائل بن سيف الحراصي من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية: الحمد لله الفعالية تستمر في نجاحاتها للسنة الرابعة على التوالي، من خلال تجاوب الفئات غير المسلمة التي تعيش هنا في السلطنة من شتى الجاليات والجنسيات والثقافات الموجودة، وشاهدت مدى التعايش والانسجام التام بين المسلمين، واستحسنوا أخلاق من يعيش على ثرى هذه الأرض الطيبة، فنجد هناك قبولا جيدا بالإسلام، وشغف كبير للتعرف عليه عن قرب واكتشاف ما يكتنزه من فضائل، وهذا كله دفع غير المسلمين في السلطنة للمشاركة في هذه الفعالية للتعرف بشكل أكبر على الإسلام والتعايش مع المسلمين. وأضاف ولله الحمد أسلم في السلطنة منذ دخول شهر رمضان الى اليوم 100 رجل وامرأة، وفي هذه الفعالية ازداد عدد الناس الذين يقتنعون بالإسلام، فهدف هذه الفعالية التعريف بالإسلام، ولا نهدف الى إلزام الناس بالدخول في الإسلام بقدر ما نهدف أن يعرف الناس الإسلام ثم بعدها لهم الخيار لأنفسهم وحياتهم ماذا يريدون.