على مدى عقود ظلت العلاقات العُمانية الفلسطينية جلية الملامح من حيث الدعم العُماني للقضية الفلسطينية والوقوف مع الحق المشروع للشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة، كما أن العلاقات بين شعبي البلدين قوية وراسخة عبر الأمد البعيد، وقد ظلت السلطنة تؤكد عبر المحافل الدولية وفي كل مناسبة يتم فيها التطرق إلى القضية الفلسطينية على التضامن مع الحق الفلسطيني ومؤازرة شعب فلسطين في الوصول إلى حقوقه المشروعة. في عهد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مع الدولة الحديثة فقد كانت ثمة مرتكزات جلية وواضحة تمثلت في الدعم المستمر لشعب فلسطين في جراحاته التي لا تهدأ وأزمته المستمرة عبر العقود، وحيث تعتبر السياسة العمانية أن القضية الفلسطينية أمر مركزي في القضايا على الصعيد الإقليمي والدولي وتشكل مدخلًا أساسيًا للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن الوصول إلى حل نهائي لهذه القضية واجب لابد منه من أجل الأمن والاستقرار وتهيئة الشعب الفلسطيني للانتقال إلى مرحلة جديدة من الحياة السعيدة والهانئة في ظل دولتهم المستقلة. وقد أشارت السلطنة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى ما هو مؤكد من مركزية القضية الفلسطينية، والدعوة المتجددة والمخلصة إلى دعم سبل السلام، والتأكيد على المبادرات المعروفة في هذا الإطار والالتزامات الدولية المدركة، ومن هنا فإن قرار السلطنة بفتح بعثة دبلوماسية جديدة لها لدى دولة فلسطين على مستوى سفارة، يأتي ليجدد ما هو معلوم من هذه المعاني، وأن السلطنة مستمرة في نهجها الواضح والداعم للشعب الفلسطيني الشقيق. لقد ظلت السلطنة حريصة دائمًا على النظر إلى الظروف الموضوعية والتغيرات الزمكانية ووضعها في الاعتبار لإيجاد الأجواء المناسبة للوصول إلى الأهداف المرجوة في إطار الحل السلمي والعادل للقضية الفلسطينية، مع التأكيد على المبدأ الجلي في وضع تصورات الفلسطينيين في الاعتبار وأن موضوع السلام في الشرق الأوسط شراكة استراتيجية تتم بتعاون ورضا كافة الأطراف، بما يخدم الاستقرار والأمان، وأكدت السلطنة أيضًا عبر الأمم المتحدة أكثر من مرة على أن النقاشات الإيجابية تشكل قاعدةً وضرورةً لحل الدولتين، كما أعلنت عن استعدادها لبذل كل جهد ممكن من أجل التيسير للوصول إلى اتفاق شامل يضع في الاعتبار مستقبل التعايش السلمي في منطقة الشرق الأوسط، بين مختلف الأجيال للأطراف في المنطقة. والفلسطينيون من جهتهم يؤكدون دائمًا على المواقف العُمانية الجلية، ودور صاحب الجلالة السلطان المعظم، وحراك السياسة العمانية من أجل ترسيخ السلام في المنطقة والعالم عامة، وقبل ذلك التضامن الرسمي والشعبي الذي يجده الشعب الفلسطيني بشكل مباشر، ودائمًا ظل التشاور قائمًا بين الطرفين العماني والفلسطيني عبر الزيارات المتبادلة للمسؤولين.. كل ذلك يساهم في مراجعة مستجدات الأمور في كل راهن جديد، والنظر إلى آفاق التوقعات بما يهيئ لواقع أفضل، ونأمل أن يحمل المستقبل القريب بشارة الخير لأهل فلسطين بقيام دولتهم المستقلة والاتجاه إلى مرحلة البناء والتنمية والسلام الشامل.