أستراليا تطالب بتوضيح مصير أحد رعاياها في كوريا الشمالية - سول- سيدني-(وكالات): أمرت كوريا الشمالية سول أمس بالتوقف عن التصرف مثل الوسيط في محادثات بيونج يانج مع الولايات المتحدة الأمريكية. يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، في سول الأحد المقبل عقب قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. وقال مون أمس الأول إن الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية تفكران في عقد قمة ثالثة بعد لقاء ثان عُقد في هانوي في فبراير الماضي بين ترامب وكيم جونج أون انتهى بدون اتفاق بشأن نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وتقليص العقوبات. وقال كون جونج جون، مدير عام إدارة الشؤون الأمريكية بوزارة الخارجية الكورية الشمالية: «من الأفضل أن تهتم سلطات كوريا الجنوبية بشؤونها الداخلية». وأضاف: «إذا كان لدينا شيء ما نناقشه مع الولايات المتحدة الأمريكية، فسوف نفعل هذا ببساطة من خلال قنوات اتصالنا التي تعمل بالفعل». وكان مون قد قال أيضا إن الحوار جاري من خلال «قنوات متنوعة» بين كوريا الشمالية والجنوبية ولكن بيونج يانج تنظر إلى الموقف بزاوية مختلفة. وقال كون: «تشيع سلطات كوريا الجنوبية الآن كما لو كان هناك أشكال مختلفة من التبادلات والاجتماعات خلف الأبواب المغلقة بين الكوريتين ولكن الحقيقة مختلفة». ويشكل هذا التصريح صفعة لكوريا الجنوبية التي تستعد لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عطلة نهاية الأسبوع. والمفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية متوقفة منذ فشل قمة هانوي في فبراير بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون. ولم ينجح الطرفان في التوصل لاتفاق بشأن الإجراءات التي على كوريا الشمالية اتخاذها لقاء تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ. ومنذ ذلك الحين، بات التواصل بينهما محدودا جدا. مع ذلك، أكد الرئيس الكوري الجنوبي «موي جاي-إن»، الذي لعب دورا أساسيا في تحقيق الانفراج الذي شهدته شبه الجزيرة الكورية العام الماضي، أن «محادثات في الكواليس» تجري بين الولايات المتحدة والشمال بهدف التحضير لقمة ثالثة. وأكد مون في مقابلة صحفية أن «هناك أيضا حوار يجري بين الجنوب والشمال من خلال قنوات متنوعة». لكن كوون الذي يشغل منصب المدير العام لقسم الشؤون الأمريكية في الخارجية الكورية الشمالية، نفى وجود «أشكال متعددة من التواصل واجتماعات مغلقة» بين الشمال والجنوب. ورأى أن السلطات الكورية الجنوبية تحاول رفع مكانتها من خلال تقديم نفسها على أنها «وسيط». وأشار المسؤول الشمالي إلى انه إذا أرادت كوريا الشمالية الاتصال بواشنطن، فيمكنها القيام بذلك عبر «قناة الاتصال القائمة بالفعل»، مشددا على أن ذلك «لن يتم أبدا من خلال حكومة كوريا الجنوبية». وأوضح المسؤول الكوري الشمالي أن المحادثات بين واشنطن وبيونج يانج «ليست قضية يمكن لحكومة كوريا الجنوبية التدخل فيها». والتقى مون بكيم ثلاث مرات العام الماضي، وطرح في مرحلة ما احتمال أن يزور كيم سيول في الخريف. وذكّر بيان المسؤول الكوري الشمالي واشنطن بأنه ليس أمامها «الكثير من الوقت» قبل انتهاء هذه المهلة التي حددها كيم لتبني مقاربة جديدة لإحياء الحوار. وتابع كوون «تتحدث الولايات المتحدة بدون توقف عن معاودة الحوار مثل ببغاء، بدون أن تقدم مقترحاً واقعياً يتلاءم مع مصالح الطرفين». وعلى الرغم من عدم استجابة كوريا الشمالية لعروض واشنطن من أجل العودة إلى المحادثات، إلا أن ترامب وكيم تبادلا الرسائل المكتوبة. وأكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن كيم تلقى رسالة من ترامب «محتواها ممتاز». وقبل ذلك بأيام، قال ترامب بدوره إنه تلقى رسالة «مذهلة» و«ودية جدا» من كيم. وأعلن وزير الوحدة الكوري الجنوبي كيم يون شول أمس الأول أن ترامب وكيم تبادلا 12 رسالة منذ بداية عام 2018. وكتب كيم 8 رسائل لترامب، فيما كتب ترامب 4 فقط للزعيم الكوري الشمالي. وأضاف الوزير الكوري الجنوبي «أعتقد أن الزعيمين يدركان أهمية معاودة الحوار لأنهما يتبادلان الرسائل باستمرار». على صعيد آخر أعلنت استراليا أمس أنها تطلب «توضيحا عاجلا» يتعلق بمصير مواطن أسترالي قد يكون اعتقل في كوريا الشمالية. وذكرت وزارة الخارجية الأسترالية أنها على تواصل مع عائلة هذا الأسترالي الذي عرفت عنه وسائل إعلام انه أليك سيغلي. وذكر مسؤولون انهم على تواصل مع ذوي هذا الرجل «الذي قد يكون معتقلا في كوريا الشمالية». ويدرس سيغلي الموجود في بيونج يانج الأدب الكوري في جامعة كيم إيل سونج، أشهر مؤسسة تعليمية في كوريا الشمالية. ويتولى من جهة أخرى إدارة شركة متخصصة بالرحلات إلى كوريا الشمالية. وكتب هذا الأسترالي مقالات عن مطاعم بيونج يانج وغيرها من المواضيع لحساب موقع إن.كاي نيوز الأمريكي الذي يتخذ من سول مقرا ويقدم معلومات وتحليلات عن كوريا الشمالية. وقبل ثلاثة أيام نشر آخر مقالاته على شبكات التواصل الاجتماعي. وجاء في بيان أصدرته كانبيرا إن «الوزارة تريد توضيحا عاجلا». وأضافت «نظرا الى التزامنا احترام الحياة الخاصة، لن نقدم أي تعليقات أخرى». ولا تقيم أستراليا بعثة دبلوماسية في بيونج يانج حيث تمثلها السفارة السويدية. وتنصح كانبيرا لمواطنيها بألا يقوموا بالرحلات غير الضرورية الى كوريا الشمالية، حيث يحتجز العديد من الأجانب.