منظمة التحرير ترفض تصريحات كوشنر حول اللاجئين - رام الله- (عمان)- نظير فالح - (د ب أ):- أكدت المستشارة السياسية للممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط صابرينا براندت أمس على تمسك الاتحاد الأوروبي بخيار الدولتين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وشددت براندت، خلال اجتماعها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله، على «مواقف الاتحاد الأوروبي تجاه عملية السلام، وتجاه دعم الشعب الفلسطيني»، بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا). وذكرت أن اللقاءات والاتصالات التي تقوم بها للتأكيد على مواقف الاتحاد الثابتة تجاه العملية السياسية القائمة على مبدأ حل الدولتين. وحسب الوكالة، استمعت المسؤولة الأوروبية لشرح من عباس حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، وما تواجهه العملية السياسية جراء «الإجراءات الإسرائيلية والقرارات الأمريكية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية». وثمن عباس مواقف الاتحاد الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية، ودعمه المتواصل للشعب الفلسطيني لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، مؤكدًا أهمية التواصل بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة. في هذه الأثناء، رفضت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تصريحات جيرالد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان كوشنر، قد صرّح بأنه سيُفصح عن الخطوة القادمة بما يخص حق العودة للاجئين الفلسطينيين. مؤكدًا: «خطة السلام الأمريكية قد تدعو إلى توطين دائم للاجئين الفلسطينيين في الأماكن التي يقيمون فيها». ولفت النظر إلى أن الحل الأمريكي (التوطين) يأتي بدلًا من عودة اللاجئون الفلسطينيون إلى «أراض أصبحت الآن في دولة إسرائيل». وقالت اللجنة في بيان أصدرته عقب اجتماع لها في رام الله: إن مبعوثي الولايات المتحدة «يدمرون أي فرصة لإحلال السلام العادل بالمنطقة، في ظل شراكة واشنطن مع اليمين المتطرف والجمعيات الاستيطانية الاستعمارية في إسرائيل». وطلبت اللجنة التنفيذية من أطراف المجتمع الدولي «رفض محاولات فرض شريعة الغاب والضغط بتنفيذ قرارات المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية للوصول إلى أمن واستقرار وسلام في هذه المنطقة، يستند للاعتراف بالدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها في ظل محاولات تجري للقفز على هذه القرارات». بدورها، انتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية، ما وصفتها بـ«التصريحات الاستفزازية» التي تصدر عن «أركان» فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل متتابع، مؤكدة أنها «متناقضة وغير متوازنة». وقالت الخارجية في بيان لها أمس، وصل «عُمان» نسخة منه: إن فريق ترامب يطلق تصريحات تارة للتحريض على الشعب الفلسطيني وقيادته وأخرى تدعو لتفكيك إحدى قضايا الحل النهائي التفاوضية. وأضافت: «تصريحات ومواقف واشنطن تدعي التباكي على مصلحة المواطن الفلسطيني وازدهار اقتصاده، وتوهم العالم بأن في جعبة هذا الفريق أفكارًا جديدة حول طرائق ومقاربات تحقيق السلام وحل الصراع». وشددت على أن تلك التصريحات تحسم مستقبل قضايا الحل النهائي في القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال. وأردفت: «تتمحور تصريحات هذا الفريق المتصهين على تسويق وتبني أعمى لأفكار ورؤى إسرائيلية قديمة بلغة أمريكية ركيكة غير مترابطة يشوبها عدم التوازن والتناقضات». ونوهت إلى أن فريق ترامب «مبتدئ» في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. وأشارت الوزارة الفلسطينية، إلى جاريد كوشنر يلجأ في تصريحاته إلى العبارات العاطفية محاولًا تلطيف مواقف إدارة ترامب العدائية للشعب الفلسطيني وحقوقه. وتابعت: «كوشنر يريد إخفاء الحلف الاستعماري بين المسيحية الصهيونية وبين اليمين الصهيوني القائم على القضية الفلسطينية وحسم مستقبل الصراع لصالح الاحتلال والاستيطان». وأكدت أن «رواية الاحتلال الممجوجة تنكر الوجود الوطني للشعب الفلسطيني وتتعامل معه كمجموعة سكانية بحاجة إلى رزم إغاثية». واعتبر الخارجية الفلسطينية، تصريحات صهر الرئيس الأمريكي، «تطاولًا على الشعب الفلسطيني، وإمعانًا في دعم الاستعمار الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين». ورأت أنها «امتداد لانقلاب إدارة ترامب على الشرعية الدولية وقراراتها ومرتكزات النظام العالمي برمته». وأردفت: «مُخرجات مواقف وتصريحات كوشنر تخدم عمليات تعميق نظام الفصل العنصري الأبرتهايد في فلسطين المحتلة، والشعب الفلسطيني لم يخول كوشنر للحديث باسمه أو باسم قضيته». وشددت على أن تلك التصريحات «تدخل سافر» في الشأن الداخلي الفلسطيني. مؤكدة أن أفكار كوشنر «لا مكان لها في الشرعية الدولية والقانون الدولي ومرجعيات عملية السلام». وأفادت: «تلك التصريحات ليس لها أي رصيد للحياة لأن هدفها الأساس هو تدمير وتخريب فرصة السلام الحقيقية التي توفرها رؤية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي قد تكون الأخيرة».