اعتقال زعيم "القاعدة" في شبه جزيرة العرب -
عواصم - "عمان"- جمال مجاهد - وكالات: قوبلت الدعوة التي أطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف الحرب في اليمن، بتأكيد الأطراف المشاركة في الحرب رغبتها في إنهاء النزاع. ودعا بايدن في خطاب ألقاه في مقرّ وزارة الخارجية، وهو الأول له حول السياسات الدولية لإدارته، "نعزز جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن، وهي حرب تسببت بكارثة إنسانية واستراتيجية"، مشددا على أن "هذه الحرب يجب أن تنتهي". وأعلن إنهاء "كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة". من جهتها، أكد مصدر مسؤول لوكالة الأنباء السعودية الرسمية على موقف السعودية "الثابت في دعم التوصّل لحلّ سياسي شامل للأزمة اليمنية"، مؤكدة على تطلعها إلى العمل مع إدارة الرئيس بايدن... في سبيل التوصّل إلى حل سياسي شامل في اليمن". وفي تغريدة على تويتر، قال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إنّ "المملكة تؤكد استمرار دعمها للجهود الدبلوماسية للتوصّل لحلّ سياسي شامل في اليمن"، مشددا على استمرار دعم بلاده "للشرعية اليمنية سياسياً وعسكرياً في مواجهة انصار الله في كل الجبهات وبكل حزم". وأضاف "نتطلّع إلى مواصلة العمل مع شركائنا الأمريكيين لتخفيف الوضع الإنساني وإيجاد حلّ للأزمة اليمنية". وأكدت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من جهتها ترحيبها بما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي "بالتأكيد على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية". وجددت "التزامها التام بالعمل مع تحالف دعم الشرعية وأعضاء المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي يجلب السلام الشامل والمستدام في اليمن". وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة المعترف بها دولياً والتي تخوض نزاعاً دامياً ضدّ انصار الله منذ 2014 حين سيطروا على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى. وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب النزاع كذلك بنزوح نحو 3,3 ملايين شخص وترك بلداً بأسره على شفا المجاعة. وكان انصار الله رحبوا مساء الخميس بقرار إدارة بايدن. وقال المسؤول في حركة "أنصار الله" حميد عاصم لوكالة فرانس برس "نتمنى أن يكون (وقف مبيعات الأسلحة) مقدمة لاتخاذ قرار وقف الحرب على اليمن وأن يكون مقدمة لاتخاذ موقف قوي في مجلس الأمن لصالح وقف الحرب"، مضيفا "نحن نتفاءل بذلك". وكتب المتحدث باسم انصار الله محمد عبد السلام في تغريدة على تويتر "السلام الحقيقي لن يكون قبل وقف العدوان ورفع الحصار"، مضيفا أن "صواريخ اليمن هي للدفاع عن اليمن وتوقفها بتوقف العدوان والحصار بشكل كامل". وتتعرض مناطق عدة في السعودية لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات من دون طيار مفخخة تطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية. وكان بايدن قال في خطابه أيضا "تواجه المملكة العربية السعودية هجمات صاروخية وهجمات أخرى من قوات تدعمها إيران... سنساعد المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أراضيها وشعبها". وأكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير امس الجمعة أن خطاب بايدن "تاريخي". وكتب في تغريدة على تويتر "نتطلع إلى العمل مع أصدقائنا في الولايات_المتحدة لإنهاء النزاعات ومواجهة التحديات وسنواصل العمل مع أصدقائنا في أمريكا كما فعلنا طوال سبعة عقود". مبعوث أمريكي خاص رحّب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث بتعيين الرئيس الأمريكي جو بايدن، للدبلوماسي الأمريكي المخضرم تيموثي ليندركينغ مبعوثاً للولايات المتحدة إلى اليمن. واعتبر في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع "تويتر" أن تعيين ليندركينغ في هذا المنصب الجديد "خطوة إيجابية نحو تعزيز الانخراط الدولي والدبلوماسي". وشغل الدبلوماسي الأمريكي سابقاً منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إيران والعراق والشؤون الإقليمية في مكتب الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية. ورحّب وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك بتعيين الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لتيموثي ليندركينغ كمبعوث خاص للولايات المتحدة الأمريكية لليمن. وقال في بيان إنه رحّب في اتصال هاتفي بالمبعوث الأمريكي بالدور المناط به للمساهمة في تعزيز جهود السلام في اليمن. وأشار بن مبارك إلى أن هذه الخطوة تؤكد على "استمرار مواقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة والمساندة للحكومة اليمنية وللشعب اليمني لإنهاء الحرب". من جهته أكد ليندركينغ على موقف الولايات المتحدة الأمريكية "الداعم للسلام وإنهاء الحرب والتخفيف من المعاناة الإنسانية في اليمن". وفي تعليقه على القرار الأمريكي اعتبر عضو "المجلس السياسي الأعلى" بصنعاء محمد علي الحوثي في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع "تويتر" أن "أي تحرّك لا يحقّق نتائج على الأرض بإنهاء الحصار وإيقاف الحرب نعتبره شكلي ولا يلتفت إليه". وأضاف القيادي البارز في "أنصار الله، "لسنا ممّن تخدعه التصريحات كيفما كانت". من جانبه رحّب حزب "المؤتمر الشعبي العام" بصنعاء بالتصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن حول إيقاف بلاده دعمها للحرب التي اندلعت أواخر مارس عام 2015. وأكد في بيان أن هذا الإعلان هو "خطوة في الاتجاه الصحيح من قبل الإدارة الأمريكية، لكن المهم هو الأفعال والخطوات العملية وليس الأقوال والتصريحات فقط". وشدّد "المؤتمر الشعبي العام" (المتحالف مع أنصار الله) على أن "جميع محبي السلام في العالم سيراقبون عن كثب خلال الأيام القادمة صدق نيّات القيادة الجديدة في واشنطن لإيقاف الحرب ورفع الحصار على الشعب اليمني". "خطوة أولى ممتازة" وترى الباحثة آنيل شيلاين من معهد كوينسي في واشنطن إن إعلان بايدن "خطوة أولى ممتازة"، ولكنها حذرت من أن "الشيطان يكمن في التفاصيل"، مضيفة "تبقى معرفة ما معنى العمليات الهجومية عند الممارسة". وتضيف "من سيحدد معنى العمليات الهجومية؟ السعودية أم الولايات المتحدة؟ وكيف سيتم تعريفها؟". وتعتبر الباحثة أن "إنهاء دعم الولايات المتحدة للحرب وإنهاء الحرب أمران مختلفان تماما. لإنهاء الحرب حقا، نحن بحاجة إلى الدبلوماسية، ولهذا نحن بحاجة للحديث مع الإيرانيين مجددا". ولا يوجد حوار حاليا بين واشنطن وطهران، على الرغم من تصريحات متبادلة منذ تسلم بايدن الحكم حول الاستعداد للحوار. وكانت العلاقات بين البلدين توترت الى أقصى حد بعد قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية. على الأرض، يشكّك اليمينون الذين عانوا الأمرين من الحرب من القدرة على وضع حد سريع للنزاع. ففيما تراجعت حدة القتال في اليمن بشكل كبير خلال العام المنصرم، تجدّدت المعارك في محافظة الحديدة في ديسمبر، بينما يخوض الطرفان منذ أكثر من عام مواجهات دامية في مأرب القريبة، آخر معاقل قوات السلطة في شمال البلد الفقير. وبالنسبة لهدى ابراهيم (38 عاما)، وهي ربة منزل في الحديدة، "لن تتوقف الحرب. لا أحد يريد إيقافها. هذه مجرد دعاية أو تصريح وراءه غرض سياسي"، وتتابع "أنا لست متفائلة ولا أصدق أي أخبار بشأن وقف الحرب .كيف ستتوقف وأصوات الاشتباكات لا تهدأ حتى لليلة واحدة؟". اعتقال "باطرفي" اعتُقل زعيم فرع تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب خالد باطرفي في اكتوبر الماضي في اليمن حيث تتواجد هذه المجموعة المتشددة التي تعتبرها واشنطن خطرة جدا، بشكل كبير كما أفاد تقرير للأمم المتحدة نشر الخميس. والتقرير الذي أعدّه فريق مراقبة تابع للأمم المتحدة وأرسِل لمجلس الأمن، أشار إلى أنّ باطرفي المعروف باسم أبو مقداد الكندي، والذي تولّى قيادة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب قبل عام اعتُقل خلال "عمليّة في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة في أكتوبر" أدّت أيضا إلى مقتل نائبه سعد عاطف العولقي. والتقرير الصادر عن الفريق المتخصص بمراقبة الجماعات المتطرفة هو أول تأكيد رسمي لاعتقال باطرفي بعد تقارير غير مؤكدة. ولم يكشف التقرير عن مكان تواجد باطرفي ولا عما حل به بعد ذلك. وكان المركز الأميركي لمراقبة المواقع المتشددة "سايت" أشار في أكتوبر إلى "تقارير غير مؤكدة" عن اعتقال باطرفي على أيدي قوات الأمن اليمنية. وباطرفي الذي يعتقد أنه في الأربعينيات من العمر تولى قيادة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب في فبراير 2020 بعد مقتل زعيمها السابق قاسم الريمي في ضربة جوية أمريكية في اليمن. وتنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب نشأ عام 2009 وتعتبره الولايات المتحدة أخطر فروع تنظيم القاعدة في العالم.