تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (جوان) مقالاً فقالت: لا يمكن الزعم بأن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية لم تكن فيه أيّة ثمرة إيجابية بذريعة أنه لم يفضي لإنهاء الأزمة النووية مع الغرب وتحديداً مع أمريكا من جانب، ولم يسفر عن رفع الحظر المفروض على إيران من جانب آخر. وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق النووي طوى مراحل متعددة من أبرزها موافقة إيران على تفتيش مواقعها النووية من قبل الفرق التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابل تعهد الأطراف الأخرى في الاتفاق (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) برفع الحظر عن إيران، الأمر الذي تؤكد طهران بأنه لم يتحقق نتيجة رفض بعض تلك الأطراف بحج غير مقنعة، بحسب الصحيفة، وما زاد في تعقيد هذا الملف هو انسحاب أمريكا منه قبل حوالي عام ونصف العام بذريعة أنه لا ينسجم مع مصالحها الإستراتيجية. ولفتت الصحيفة إلى محاولات الترويكا الأوروبية لإقناع إيران بمواصلة الالتزام بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي مقابل اعتماد آليات لتعويضها عن الأضرار التي لحقت بها بسبب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق ومن بين تلك الآليات الآلية المالية والتجارية المعروفة باسم «إينستكس» والتي اعتبرتها طهران غير كافية خصوصاً أن بنودها لم تتحقق على أرض الواقع حتى الآن. ورأت الصحيفة بأن الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) لم تحسم أمرها بين أن تكون إلى جانب تنفيذ بنود الاتفاق النووي المتعلقة برفع الحظر عن إيران وبين المصالح الأوروبية الاستراتيجية مع أمريكا وهي مصالح متعددة الجوانب وفي مختلف المجالات. وأكدت الصحيفة على أهمية قيام إيران بإقناع الجانب الأوروبي بضرورة اتخاذ موقف مستقل عن الإدارة الأمريكية برئاسة «دونالد ترامب» بشأن الاتفاق النووي باعتبار أن الاتفاق يحظى بتأييد مجلس الأمن الدولي عبر قراره 2231 ويمثل وثيقة أممية أساسية لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، فضلاً عن المصالح المهمة التي يمكن أن تتحقق للجانبين الإيراني والأوروبي في حال تطبيق كافّة بنود الصفقة النووية ومن بينها رفع الحظر بشكل كامل عن إيران. وحذّرت الصحيفة من الإجراءات الأحادية الجانب التي تتخذها بعض أطراف الاتفاق النووي والتي لا تنسجم مع المقررات والقوانين الدولية، معتبرة هذه الإجراءات بأنها قد تهدد بنسف الاتفاق من جهة، وقد ينجم عنها المزيد من الأزمات من جهة أخرى، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الخلاف بين إيران من جانب وأمريكا وحلفائها الغربيين من جانب آخر لا يقتصر على الملف النووي، بل يتعداه إلى قضايا أخرى ترتبط بتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط بشكل خاص، بالإضافة إلى الخلافات الإستراتيجية الناجمة عن الاختلافات الأيديولوجية بين الجانبين. وأكدت الصحيفة على أهمية أن يشمل الالتزام ببنود بالاتفاق النووي جميع الأطراف الموقعة عليه وليس طرفاً دون آخر خصوصاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لديها إشراف كامل على النشاطات النووية الإيرانية وما تطالب به طهران لا يخرج عن نطاق حقوقها التي نصّت عليها معاهدة حظر الانتشار النووي (أن بي تي). وخلصت الصحيفة إلى نتيجة مفادها بأن الأزمة النووية بين إيران والغرب لا يمكن حلّها ما لم تتفق جميع الأطراف المعنية على وضع أسس رصينة تعتمد بالدرجة الأساس على نصوص القوانين الدولية وتشارك في تطبيقها جهات محايدة تحرص على إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه وتسهم بالتالي في دفع التفاهم والحوار إلى برّ الأمان.