يعد واجهة الإعلام والتسويق الحديث و الأداة الفاعلة في الترويج للحملات الدعائية -
ـ التخصص يعززالبرامج التعليمية و يرفد السوق بشكل مدروس وفاعل ـ
مبادئ التصميم تعتمد على عناصر التناغم والانسجام والوحدة والتكوين ـ
الشخص الذي تبقى حدود إمكاناته قاصرة على المعرفة المحدودة يفتقد للتأهيل الأكاديمي ـ
للمؤسسات التعليمية دور مهم في صناعة المصمم من خلال خطط دراسية تتناسب وسوق العمل =
استطلاع- طالب الوهيبي -
يعد تخصص تصميم " الجرافيك " واحد من التصاميم المميزة والمهمة التي باتت تدخل في الكثير من البرامج البحثية والتقارير كما تمثل أداة فاعلة في تحقيق أهداف الحملات الدعائية الترويجية والإعلانية ، وفي كل عام تزداد الحاجة الى تأهيل المزيد من الطاقات والقدرات الشابة لإجادة هذا النوع من الفنون الابداعية ذات الصلة بتجويد المحتوى الاعلامي ، حيث تحرص العديد من المؤسسات على إعطاء هذا الجانب من العلوم قدرا واسعا من الاهتمام لما له من دور في ايصال المعلومة وتقريبها للجمهور المتلقي بمحتلف أطيافة واهتماماته . وفي هذه المساحة كان لنا لقاء مع عدد من الأكاديميين والطلبة المهتمين بتخصص التصميم الجرافيكي لنقف معهم على تطلعات مستقبل هذا الفن ، والأفق الذي يشكله " تصميم الجرافيك " للعديد من الجمهور الدارسين لأساسياته ومقوماته في السلطنة ، والمهارات التي يجب أن يتحلى بها دارس هذا النوع من التخصص الذي يعتمد على العديد من المواهب ويتداخل في تركيبة دراسته الجانب الفني مع التقني والابداعي في التعبير عن الأفكار والرسائل التي يتطلع محترف هذا الفن إيصالها بصورة مبسطة للجمهور فإلى التفاصيل : في البداية كان لنا لقاء مع د.مسلم المعني عميد كلية الزهراء للبنات الذي قدم صورة مبسطة عن أهمية وجود قسم للتصميم الجرافيكي في الكليات المختلفة قائلا : نعم التصميم في الحقيقة هو واجهة الإعلام والتسويق سواءً المرئي أو المطبوع، وهو الأداة الفاعلة في الترويج للحملات الدعائية والتي يظهر أثرها في وسائل التواصل الاجتماعي أو في قنوات التواصل الإعلامي الأخرى لذا كان من البديهي وجود مخرجات لبرامج تعليمية توجد بكليات التعليم العالي يرفد بها السوق بشكل مدروس وفاعل وذلك ضمن خطة دراسية محددة قائمي على التحديث من خلال التواصل المُستمر. ويضيف في هذا السياق : يُعتبر مقرر التدريب الميداني من المقررات العملية التي تسعى الكلية من خلاله إلى ربط الطالبة بسوق العمل وإكسابها مهارات العمل الجماعي من خلال الشركات والمؤسسات التي تُعنى بالتصميم الجرافيكي بشتّى مجالاته و التي تبذل جُهدا مُميّزا سواءً كان بالتدريب المُباشر أو التدريب عن بُعد من خلال منصات التعليم عن بُعد التي تُشرف عليها الكلية. فنون بصرية رائدة ! ويقول محمد بن سليمان الحارثي مدرس التصميم الجرافيكي عن هذا العلم وأهميته انه أحد مجالات الفنون البصرية مثله مثل الفنون والتصوير الضوئي والنحت والتصميم الداخلي وهو يشترك معها في عناصره ومبادئه وبتعريف مبسط التصميم الجرافيكي هو فن التعامل مع اللون والملمس والخط والفراغ ...الخ التي تُسمّى عناصر التصميم وهي في مجملها تحقق مبادئ التصميم كالتناغم والانسجام والوحدة والتكوين وعن الفوارق بين المصم والرسام يقول أن ما يفرق بينهما هو أن المصمم يتعامل مع العمل اليدوي من خلال التخطيط للعمل لكن المنتج النهائي في التصميم يخرج إما مطبوعا كالإعلانات والجرائد والمجلات والهويات التجارية المطبوعة أو يخرج مرئيا كالعروض التقديمية أو الإعلانات المتحركة أو الفيديو أو حتى الرسوم المتحركة أو تصميم مواقع الانترنت. وفيما يتعلق بمجالات التصميم الجرافيكي فهي متنوعة ومتشعبة منها المطبوع ومنها المرئي ويكون محتواه إما صورة أو نص مكتوب أو معالجة رسومية ، وبذا نرى التصميم ترجمة لهوية بصرية تسويقية لموضوع ما أو شركة ما وقد نراه تصميم فيلما كرتونيا شائقا أو ترجمة لبيانات إحصائية يصعُب فهمها وإدراكها لكنه يخرج برسوم تحليلية كالانفوجرافيك مثلا فهو يعزز تقريراً سنويا لشركة ما من خلال الرسوم التوضيحية أو قد يكون دراسة تحليلية لخطوط متناسبة بين خط لاتيني وخط عربي مثلا من خلال البحث الموضح في أسباب تناسبهما. والمعالجات الرسومية التي تقترب إلى حد ما في رسم الشخصيات على الحاسوب المحمول أو الجهاز المكتبي أو حتى الأجهزة اللوحية أو الهاتف الذكي يعتبر مجالا ثريا يسهل الإنتاج والابداع الرقمي دائما. والمحتويات الالكترونية والمطبوعة هي في الأساس قائمة على تحقيق عناصر التصميم الجرافيكي على مسطحات مختلفة فبعد الانتهاء من تصميم لوحة قائمة على الخط العربي لبيتي بإمكاني طباعتها على الورق أو الجلد أو القماش حتى تصبح وكأنها لوحة رُسمت بيد رسام كما يمكنني طباعة أكثر من نسخة منها في أي وقت آخر علاوة على إمكانية التعديل في نسختي الأخرى لتصبح لوحة مختلفة وهنا لا أهمش عمال الرسام على المسطحات المختلفة لأنه هو الأساس بلا شك. وعن دور المؤسسات التعليمية في تأهيل المُصممين يقول الحارثي : قد يكون للمؤسسات التعليمية دور مهم في صناعة المصمم قبل تأهيله من خلال خطط دراسية تتناسب وسوق العمل ومن جهة أخرى تسعى المؤسسات التعليمية إلى تكوين شراكات مع سوق العمل من خلال الشركات والمؤسسات التي تعمل في مجال التصميم الجرافيك لتدريب الطالبات وتقليص الفراغ بين ما يجده الطالب في الكلية وسوق العمل. حيث تم إيلاء اهتمام واسع في مؤسسات التعليم العالي وفي معظم الخطط الدراسية للتخصصات العلمية والإنسانية وجود مادة ريادة الأعمال والتي من خلالها يتم تعريف الطالب بصورة عملية ونظرية لأليات بناء مشاريع تعتمد على جدوى اقتصادية ناجحة توسع مدارك الطالب ليبني مشروعه الخاص أو ما يُسمى بالشركة الطلابية. وعن واقع التجارب في تدريس التصميم الجرافيكي اشار الحارثي أن كلية الزهراء استقطبت في السنوات الثلاث الأخيرة تدريس طالبات الإعاقة السمعية لتخصص التصميم الجرافيكي بدرجة الدبلوم والبكالوريوس ومن خلال تدريس بعض المساقات وجدت كم الشغف والتميز الواضحين لدى الطالبات حيث أكد ذلك ان الإعاقة لا تقف حجر عثرة في تميز المجيد والمهتم بالتصميم الجرافيكي بل قد تفوق الطالب العادي الصحيح فقط يجب أن يتاح طالب الإعاقة السمعية لتوضيح المفاهيم النظرية ليفهمها يترجمها حسب معجمه الخاص. مفهوم الهوية العُمانية ! ويرى معلم تصميم الجرافيك أن التصميم يجب أن يهتم بالهوية العمانية بحيث يترجم الطالب بتوجيه المعلم هذه الهوية في مساقات التصميم الجرافيكي كتصميم هوية لشركة عمانية أو يعالج رسوميا شخصية كرتونية عمانية أو يصمم منتج عماني بلمسة عمانية أو يرسم يدويا موضوع يتعلق بالتراث العماني وهكذا وقد يكون العمل واقعيا وبصوره صريحة للرمز الدال عن الهوية العمانية وقد يكون مجرداً ولكن بصورة واضحة دون طمس للمعالم أو تشويه للرموز الدالة على الهوية ويبقى ما أحب أن أؤكد عليه أنه بحجم العطاء وإنكار الذات والدافعية وحب العمل الاكاديمي يأتي النجاح ففن التصميم الجرافيكي هو فن مثله مثل بقية الأعمال . ميول وموهبة ! وتقول العنود بنت عبدالله الكمشكية ، خريجة بكالوريوس في التصميم الجرافيكي : إن اختيار التخصص المناسب يعتبر مشكلة لدى بعض خريجي التعليم العام، وقد جاء اختياري لتخصص التصميم الجرافيكي وفق معايير خاصة منها: الرغبة في دراسة هذا التخصص والتعمق فيه والقدرات الذاتية التي أمتلكها وأيضا الميول الشخصي حيث أنني أميل إلى هذا المجال ومن بعد تحديد ميولي وقدراتي التي اتميز بها بدقة عالية ومعرفة مدى توافر الفرص لمزاولة هذا التخصص في سوق العمل فيما بعد التخرج حينها ايقنت أني قد اخترت تخصص التصميم الجرافيكي بقناعة ووفقا لرؤيتي المستقبلية. وقد كانت لدي الكثير من المهارات قبل الإلحاق لدراسة بكالوريوس التصميم الجرافيكي منها مهارة قراءة الكتب، مهارة التواصل، تصفح المواقع، متابعة الشخصيات المشهورة في هذا المجال والاطلاع على أفكارهم بالإضافة إلى مهارة الإبداع والخيال من خلال قدرتي على الوصول إلى الجديد والمختلف دائما ومهارة إدارة الوقت حيث أنه العامل الأساسي للنجاح بصورة فعالة خصوصا وأن بعض هذه المهارات تعتبر مهارات حياتيه وأن بدونها أفتقد للتنظيم وعدم الإنجاز. طوّرت من مهاراتي من خلال التدريب اليومي المستمر بتخصيص بعضا من الوقت للتدريب عليها أصبح التدريب على ممارسة مهارات التصميم جزءا لا يتجزأ من يومي وأقوم بقراءة الكتب المختصة في هذا المجال لزيادة خبرتي المعرفية حولها، فقراءة الأفكار الجديدة والتغذية البصرية يضمن بناء مهارات المُصمم بشكل أفضل وبمستوى مهاري متجدد. وترى الكمشكية ان الخطة الدراسية ساعدت في تكوين مصمم جرافيكي نعم، قد ساعدتني المقررات التي درستها طيلة سنوات الدراسة على أن أكون مصممة جرافيكية ناجحة، و مبدعة وذات دراية تامة ونظرة مُستقبلية لمتطلبات سوق العمل لأنها كانت خطة دراسية متسلسلة وفق معايير علمية تتماشى مع تطورات سوق العمل وان المواد الدراسية التي وُضعت في الخطة لم توضع بشكل عشوائي وإنما بطريقة علمية و أكاديمية مدروسة ابتدأت من مستوى المبتدئ إلى مستوى طالب متملّك للخبرات و المهارات الفنيّة و الإبداعية قادرا على المساهمة والعطاء البنّاء في سوق العمل. وتؤكد الكمشكية أن المصمم الموهوب هو الذي يقدّم ما لديه من خبرات ذاتية أي أنه لا يجمع بين المعرفة و المهارات بخلاف المصمم الجرافيكي الذي ركز على دراسة هذا المجال أكاديمياً وتعمق فيه حتى أصبحت لديه قدرات وإمكانيات عالية وتطورات ملحوظة، ويطبّق ما تعلّمه متبعاً في ذلك معايير وأساسيات العمل التصميمي التي تعلمها واكتسبها أثناء الدراسة وبذلك يتميزعن المصمم الموهوب في أنه يُقدّم كل إبداعاته ومهاراته بل و يطوّر بيئة العمل بناءً على خبرته في هذا المجال ويطبق كل ما تعلمه في دراسة مجال التصميم الجرافيكي. حسن انتقاء الموضوع ! وتتحدث المصممة ميساء الريامية ردا على تساؤل حول كيفية اختيار تخصص التصميم الجرافيكي : ميولي لجانب التصميم دفعني لاختيار مجال التصميم الجرافيكي، بالإضافة إلى الإطلاع الدائم حول مستجدات هذا التخصص الذي أصبح محورا مهما في حياتنا اليومية و يُعتبر التصميم الجرافيكي من الهوايات التي تتناسب مع شخصيتي ، فعكفت من خلال ذلك على البحث عن التميز وإنتاج ماهو غير مألوف وذلك في مراحلة دراستي الأولى؛ و يظهر ذلك في جملة نتاجاتي التصميمة التي تتنوّع بتنوع الموضوعات، والتي اعتبرتها بمثابة الهدايا التذكارية التي تعود بذاكرتي المرتبطة بالمناسبات المختلفة التي كان لها حضوراً مميزا في مراحل دراستي. فالتصميم الجرافيكي أكسبني مهارات مهمة منها حسن إنتقاء الموضوع وتحديد برنامج التصميم الذي يتناسب معه، بالإضافة إلى الإلمام بمداخل التصميم في معالجة الأفكار كتنسيق الألوان ، وابتكار أفكار جديدة بهدف الوصول لمخرجات جاذبة للانتباه ومتميزة والتي اعتبرتها أحد أهم الطرق التي أشغل بها أوقات فراغي؛ بقصد الترويح عن النفس ، والخروج من دائرة رتابة الأنشطة والممارسات المنظمة والروتينية ؛ فلا شك أن ممارسة الهواية نافعة في كل ألوان الحياة ومفيدة في شتى المجالات ؛ لكونها التيار الذي أُجدد به نشاطي؛ لذا ساهم التحاقي بدراسة تخصص التصميم الجرافيكي في تجسيد الأفكار بأقل جهد ، ووقت؛ لإلمامي بمراحل التصميم من بداية التخطيط إلى إخراج المنتج النهائي؛ فالتصميم الجرافيكي اختصر الوقت المستغرق في عملية التصميم، وذلك بواسطة تجسيد شكل المُنتج إلكترونيًا بواسطة برامج التصميم ، كما مكنني من رؤية العمل ثلاثي الأبعاد قبل الطباعة. وتضيف : المصمم الجرافيكي الخريج : هو القادر على إنتاج تصاميم تجمع بين موهبته ، وبين الأسس العلمية الأكاديمية، والقيم التي يجب أن تتوافر في المُصمم الناجح القادر على العطاء والتطوير و بأسلوب علمي فيجمع بين بالجانبين العملي و المعرفي ليصبح مصممًا محترفًا نتيجة التعليم و التأهيل بما يُساعده على تصميم مواد دعائية و إعلانية في وقت أقصر مما يستغرقه المصمم الغير موهوب. بينما المصمم الموهوب : هو الشخص الذي تبقى حدود إمكاناته قاصرة على المعرفة المحدودة لإمكانات التصميم فيفتقد للتأهيل الأكاديمي العلمي القائم على المبادى الرئيسية التي يجب توافرها في المُصمم الناجح ، كما أن معرفته تكاد تكون محدودة فلا يمتلك القدرة الكافية على نقد أعماله التصميمية وتطويرها بشكل مُستمر. وعن مشاركاتها في هذا الجانب تقول لدس مشاركان في الجوانب البيئية و الاجتماعية، والتراثية، ومن أهم المداخل التصميمية التي ساهمت في إثراء مشاركاتي. عرض توعوي يهدف إلى ضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة ؛ حيث يتكون العرض من الرسوم الكرتونية بطابع توعوي يدعو إلى ضرورة الحفاظ على تلك الممتلكات، و بحث يهدف إلى أهمية الإرث المعماري القديم ، وأثر التنوع البيئي عليه ، وتعريف الأجيال الحديثة به والذي كان بعنوان (أثر البيئة على تعدد عمارة البيوت العمانية القديمة) ، والمشاركة في إنتاج مادة تصميمية مرتبطة بموضوع الطاقة الشمسية .