إنشاء قاعدة بيانات دقيقة وتحقيق التدبير المتكامل - مكتب صلالة - عامر بن غانم الرواس - دشنت وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض والمديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة ظفار المسح الوطني الشامل لنواقل الأمراض، بمنتجع ملينيوم صلالة. ورعى التدشين معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة بحضور سعادة اكجمال ماجتيموفا ممثلة منظمة الصحة العالمية لدى السلطنة وأصحاب السعادة الولاة وأعضاء مجلسي الشورى والدولة ويستمر المسح الوطني الشامل لنواقل الأمراض لأسبوعين في مدينة صلالة ونياباتها وأحيائها المختلفة ويعتبر المسح الوطني الشامل لنواقل الأمراض التدشين العملي للاستراتيجية الوطنية المتكاملة لنواقل الأمراض حيث تهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات دقيقة عن نواقل الأمراض بالسلطنة وتحقيق التدابير المتكاملة والناجحة لهذه النواقل، كما تستلزم الاستراتيجية مشاركة الجهات المعنية الأخرى بالصحة العامة كالبلدية والشؤون البيئية والزراعة والثروة الحيوانية. المشاركة المجتمعية وألقى الدكتور خالد بن محمد المشيخي المدير العام للمديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة ظفار كلمة في مستهل الحفل، مبينا حرص وزارة الصحة على تنفيذ المسح بمختلف المحافظات بمهنية عالية مما سيفضي إلى إيجاد قاعدة بيانات دقيقة ومتكاملة عن نوعية نواقل الأمراض وأماكن تواجدها وكثافة ذلك التواجد في عموم محافظات السلطنة، الأمر الذي على أساسه سيتم وضع خطط وآليات تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للترصد والمراقبة المستمرة ، ومن ثم الانتقال إلى آليات تنفيذ الأعمال والتدخلات المختلفة وصولا إلى الاستئصال من جميع محافظات السلطنة. مذكرا في الوقت ذاته بأن نجاح استراتيجيات تعزيز صحة المجتمع وتطوير الخدمات الصحية لن يكتب لها النجاح المرجو ما لم يتم فهمها واستيعابها من قبل المجتمع والذي بحمد الله أصبح ملموسا مدى ارتقاء الوعي في مجتمعنا بأهمية ما تحقق من مكتسبات وإنجازات كبيرة في مجال الخدمات الصحية والحفاظ عليها. وخلال كلمته أكد مدير عام المديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة ظفار على أهمية بذل المزيد من الجهود الممنهجة والهادفة إلى رفع مستوى الوعي الصحي لدى مختلف شرائح المجتمع وصولا إلى تحقيق التفاعل المطلوب مع كل الخطط والأنشطة التي تستهدف تطوير الخدمات الصحية المقدمة وتعزيز الصحة العامة. الاستراتيجية الصحية خلال فترة المسح تقوم فرق المراقبة الصحية مسح المناطق والأحياء المختلفة بولاية صلالة وبعدها بقية الولايات، من خلال تجميع البيانات وتسجيلها ميدانيا بحيث تشمل اسم المنطقة وعدد الوحدات التي تم معاينتها كذلك عدد البؤر الإيجابية (الاستيطانية) لمختلف نواقل الأمراض الحشرية. وحول المسح الوطني الشامل قدم الدكتور سيف بن أحمد العبري مدير عام المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض عرضا تقديميا استعرض فيه أهم الأمراض المعدية وأماكن انتشارها حول العالم، وكذلك أهم الأمراض المعدية عن طريق النواقل الحشرية في السلطنة كالبلهارسيا المنقولة عن طريق الحلزون وحمى الكونغو النزفية عن طريق القراد والملاريا وحمى الضنك عن طرق البعوض. كما عرج الدكتور العبري خلال تقديمه إلى القرار الوزاري 21/‏‏2017 القاضي بتشكيل اللجنة الوطنية للتدبير المتكامل لمكافحة نواقل الأمراض، حيث تقوم اللجنة باعتماد السياسات ووضع الاستراتيجيات الوطنية الشاملة للتدبير المتكامل لمكافحة نواقل الأمراض من خلال الدراسات والمسوحات العلمية وآليات الترصد والمتابعة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مختلف القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة ذات العلاقة بالصحة العامة والبيئة. وشرح مدير عام المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة أهمية التدبير المتكامل لمكافحة نواقل الأمراض ولخصها في استخدام طرق ووسائل جديدة لمكافحة نواقل الأمراض، وإدارة جيدة للمبيدات من أجل الاستخدام الآمن وللتقليل من خطورة مقاومة الحشرات للمبيدات، وإمكانية ربط مفهوم التدبير المتكامل لنواقل المرض وتنسيقه مع مفهوم المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية والعناية بالبيئة والحفاظ عليها. وعن سبب اختيار محافظة ظفار لتدشين المسح الوطني لنواقل الأمراض يرى الدكتور سيف العبري ذلك عائد لتنوعها الجغرافي ووجود مناطق حضرية وسهلية وجبلية تسهم في إثراء عملية تدريب الملاحظين من المحافظات الأخرى، كما تهدف استراتيجية المسح الحشري إلى القيام بعمليات المكافحة لأماكن التوالد المكتشفة والبؤر المحتملة تجنبا لحدوث حالات مرضية وذلك بمساعدة فرق المكافحة من الجهات الأخرى المشاركة (البلدية والزراعة والثروة الحيوانية) ويسعى القائمون على المسح الوطني لنواقل الأمراض كذلك إلى تسيير حملة توعوية متزامنة مع عمل فرق المسح الفنية من خلال نشر النشرات التثقيفية والتوعوية لشرائح المجتمع والأيدي العاملة الوافدة من مختلف الجنسيات وتعريفهم بأهداف المسح وأهمية مكافحة نواقل الأمراض الحشرية بالمحافظة على البيئة والتقيد بأسس الصحة العامة. التعاون البلدي وكان لبلدية ظفار إسهامات وجهود في مكافحة نواقل الأمراض المختلفة، وهذا ما أوضحه سالم بن عبدالله الشنفري مدير عام بلدية صلالة في عرضه المرئي حيث تتضمن جهودها في قيام قسم مكافحة الحشرات والقوارض بدائرة الشؤون الصحية بالمديرية العامة لبلدية صلالة (بلدية ظفار) بأعمال المكافحة بأنواعها المختلفة وفق الإجراءات المتبعة لبرامج المكافحـة المتكامـلة للآفات (Integrated Pest Management) والتي تشمل طرق المكافحة (الحيوية - ميكانيكية -كيميائية- توعوية)، مع القيام بأعمال المسح الميداني والتقصي عن الحشرات بالتعاون والتنسيق مع المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة ظفار من خلال دائرة مراقبة ومكافحة الأمراض المعدية. واستعرض مدير عام بلدية صلالة أعمال البرنامج اليومي لمكافحة نواقل الأمراض (الحشرات والقوارض) سواء باستخدام رش المبيدات والرش الفراغي (الدخان) بالإضافة إلى قيام فرق مكافحة القوارض بعملها بشكل يومي في المنشآت وشبكات الصرف الصحي المنتشرة في المدينة. وسيسهم المسح الشامل لنواقل الأمراض في ايجاد قاعدة بيانات للمناطق والاحياء المختلفة وتحديد مدى خطورة الوضع الوبائي من عدمه من خلال اكتشاف بؤر التوالد الحشرية، بالإضافة إلى متابعة أعمال التقصي حسب التوزيع الجغرافي مرتين شهريا لمراقبة أي تغييرات تستلزم تدخل فرق المكافحة.