مشروعات متعددة لتطوير قدرات الصيادين -
عمان: يظل الصياد الحرفي جزءًا أساسيًا في قطاع الثروة السمكية في السلطنة كما أن أسطول الصيد الحرفي يساهم بأعلى نسبة إنتاج للأسماك، مما يشكل ضمانة لتوفير الأسماك في السوق المحلي وتحقيق قدر من الأمن الغذائي للبلاد. وقد عملت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بتنفيذ برامج ومشروعات متعددة لتطوير قدرات الصيادين الحرفيين في محافظات السلطنة الساحلية وذلك لرفع كفاءة عملهم في القطاع السمكي وزيادة الإنتاج من عملهم في مهنة الصيد وزيادة دخلهم المادي وتشجيعهم على التمسك بمهنتهم. ويستحوذ قطاع الصيد الحرفي على نسبة 95.8 % من إجمالي الأسماك المنزلة، وبلغت كميات الأسماك المنزلة في هذا القطاع خلال العام الماضي العام 555 ألفًا و209 أطنان من إجمالي كمية الأسماك المنزلة في القطاعات الثلاثة والبالغة 579 ألفا و184 طنا. ويمثل الصيادون الحرفيون وأسطول الصيد الحرفي أهمية كبيرة ووحدة أساسية في قطاع الثروة السمكية في السلطنة، ولا تقتصر الأهمية على الناحية الاقتصادية فقط بل تتعداه إلى الجوانب الاجتماعية والثقافية والمعرفية؛ فأسطول الصيد الحرفي يساهم إلى حد كبير في توفير الأسماك في الأسواق المحلية، كما يوفر فرصا لتشغيل الأيدي العاملة الوطنية وقياسا إلى عدد الصيادين الحرفيين في الولايات الساحلية في السلطنة. وهناك الكثير من الصيادين الحرفيين من أصحاب الخبرة والتجربة الواسعة في العمل بمهنة صيد الأسماك يطبقون بشكل عملي تلك الخبرة في مجال عملهم وتمثل تلك الخبرات والمعارف إرثا معرفيا وحضاريا لمهنة الصيد تساعد على تطوير العمل في القطاع السمكي بالسلطنة، كما أن أبناء الصيادين الحرفيين يمثلون أهمية لمهنة صيد الأسماك هذه المهنة العريقة والمتوارثة حيث إن كثيرا منهم يتجهون للعمل مع آبائهم في مهنة الصيد لذلك فقد قامت الوزارة بتنظيم عدد من الحلقات التدريبية لأبناء الصيادين ولقيت تفاعلا وتجاوبا كبيرا منهم مما يساهم في توارث هذه المهنة جيلا بعد جيلا. وشهدت مهنة صيد الأسماك خلال الفترة القليلة الماضية عددا من التغيرات، منها ظهور عدد من المعدات والأجهزة الحديثة التي ساهمت إلى حد بعيد في تطوير العمل في القطاع السمكي وتقليل الجهد واختصار الوقت وزيادة الإنتاج السمكي ومن تلك الأجهزة على سبيل المثال جهاز تحديد مواقع الأسماك وجهاز تحديد الأعماق ومعدات السلامة البحرية حيث عمل جهاز تحديد مواقع الأسماك على تسهيل وصول الصيادين لأماكن تجمعات الأسماك وتقليل الجهد المبذول في البحث عن أماكن تواجد الأسماك في البحر بينما نجد معدات السلامة البحرية ساعدت إلى حد بعيد في التقليل من آثار مخاطر الحوادث البحرية التي تقع على الصيادين في عملهم بمهنة صيد الأسماك ومن تقلبات الطقس التي تحدث للصيادين في عرض البحر. كذلك تقوم المراكز البحثية التابعة للمديرية العامة للبحوث السمكية بدور مهم ومنها مركز العلوم البحرية والسمكية ومركز ضبط جودة الأسماك ومركز الاستزراع السمكي، حيث تجرى العديد من البحوث والدراسات العلمية التي تساعد على تطوير عمل الصيادين الحرفيين، وتهدف تلك البحوث إلى زيادة كفاءة العمل لدى الصيادين الحرفيين وزيادة إنتاجهم من العمل بقطاع الصيد كما تناولت بعض البحوث العلمية طرق وكيفية توظيف الإرث المعرفي والمعارف والخبرات التقليدية مع التقدم التكنولوجي لتطوير عمل الصيادين الحرفيين بمهنة الصيد.