تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (قدس) تحليلا نقتطف منه ما يلي: بعد تولي الدبلوماسي الإسباني «جوزيف بورل» رسميا منصب منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خلفا لفيدريكا موجريني، طالبت الدول الأوروبية إيران مرة أخرى بالالتزام بتعهداتها التي وردت في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في حين دعا بورل كافّة أطراف الاتفاق إلى بذل كل ما بوسعها لحفظ الاتفاق ومنعه من الانهيار. وأشارت الصحيفة إلى أن بورل كان قد صرّح في وقت سابق بأن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وعدم تطبيق بنود الآلية الأوروبية للتعامل التجاري والمالي مع إيران «إينستكس» هو الذي دعا طهران إلى تقليص التزاماتها النووية، ما يعني أن المنسق الجديد للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي يؤمن بضرورة تهيئة كافّة السبل لحفظ الاتفاق النووي من جهة، والسعي لحلحلة مختلف القضايا العالقة بين إيران وأوروبا من خلال التفاوض من ناحية أخرى. وألمحت الصحيفة إلى أن الدول الأوروبية بإمكانها لعب دور مهم في إنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار شريطة أن تحسم مواقفها إزاء الحظر المفروض على إيران والتحرك باتجاه رفعه في إطار الاتفاق مع الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن في شتّى الميادين، لافتة إلى أن الاجتماعات التي تعقدها البلدان الأوروبية وإيران بين الحين والآخر والتي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية دون التأثر بتداعيات قرار الانسحاب الأمريكي من الصفقة النووية بأنها تمثل خطوة مهمة للحفاظ على هذه الصفقة من جهة، وتهيئة الأرضية للتعامل المالي والتجاري بين طهران والعواصم الأوروبية في إطار آلية «إينستكس» من جهة ثانية. كما اعتبرت الصحيفة المساعي الأوروبية الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن فيما يرتبط بالملف النووي والصواريخ الباليستية الإيرانية وقضايا أخرى في عموم منطقة الشرق الأوسط بأنها تصب في صالح تقوية الروابط الأوروبية - الإيرانية رغم مساعي واشنطن للضغط على طهران من خلال فرض عقوبات مشددة على الشركات والبنوك الأوروبية التي قد تسعى لتنفيذ مشاريع اقتصادية بالتعاون مع إيران. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الثقل الأوروبي في رسم المعادلات الدولية والإقليمية كفيل باداء دور استراتيجي لصالح الاتفاق النووي خصوصًا أن روسيا والصين ما زالتا تصرّان على ضرورة التقيد ببنود هذا الاتفاق باعتباره يمثل مكسبًا أمميًا على كافّة الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية. وحذّرت الصحيفة من أي تصعيد قد يحصل بين إيران والدول الغربية نتيجة الخلافات القائمة، معتبرة التفاهم والحوار الدبلوماسي البنّاء بأنه السبيل الوحيد للارتقاء بمستوى العلاقات بين الجانبين، مشيرة إلى أن التجارب السابقة قد أثبتت عقم السياسات التي تأثرت بشكل أو بآخر بتداعيات ليس لها صلة مباشرة بما يفترض أن تكون عليه العلاقات الأوروبية الإيرانية في شتّى المجالات وفي مختلف الظروف.