ندوة علمية وزيارات لعدد من المؤسسات الثقافية -
نزوى - أحمد الكندي:-
تنطلق غدا بقاعة نزوى بكلية العلوم التطبيقية بنزوى فعاليات الملتقى الحضاري العماني الجزائري الثاني والذي تنظّمه اللجنة الثقافية والعلمية بنادي نزوى بالتعاون مع جمعية التراث بالجمهورية الجزائرية وتتضمّن الندوة العلمية للملتقى عددًا من البحوث والدراسات يقدّمها نخبة من الباحثين والمؤرخين من السلطنة والجزائر تتناول عدة موضوعات ثقافية وعلمية تتطرق إلى العلاقات الحضارية والتاريخية بين السلطنة والجزائر، وسيقام حفل الافتتاح تحت رعاية معالي الشيخ سعود بن سليمان بن حمير النبهاني مستشار الدولة بحضور عددٍ من المكرّمين وأصحاب السعادة وضيوف الملتقى.
وحول الملتقى والندوة العلمية المصاحبة أوضح عبدالله بن محمد العبري رئيس اللجنة الثقافية العلمية بنادي نزوى أنه يأتي امتداداً لنجاح الملتقى في نسخته الأولى التي عقدت بالجزائر العاصمة عام 2017 وما شهده ذلك اللقاء من أصداء داعمة له وامتدادًا لسلسلة اللقاءات بين الجانبين العماني والجزائري حيث يتضمن الملتقى ندوة علمية وزيارات لبعض الأماكن والمعالم السياحية والتاريخية في عدد من محافظات السلطنة وزيارة عدد من علماء عمان؛ وقال العبري إن اللجنة تكمل عامها السادس كمبادرة ثقافية وعلمية متألقة في سماء العلم والمعرفة حيث تسهم في نشر ثقافة نوعية تليق بمكانة بلد عظيم ذي تاريخ ضارب في القدم، تواكب شتى المناسبات الثقافية والعلمية محليا وإقليميا ودوليا، بفضل الله تعالى أولا، ثم بفضل كوكبة من أبناء عمان من أكاديميين وأدباء وشعراء نذروا أنفسهم لخدمة الساحة الثقافية والإسهام بما لديهم من علم ومعرفة في إثراء المشهد الثقافي؛ وقال: هنا وفِي هذه الفعالية العلمية والأدبية والثقافية نحاول تسليط الضوء على مجموعة من الموضوعات التي تختص بالعلاقات العمانية الجزائرية والبحث في الجذور التاريخية والحضارية لهذه العلاقة الراسخة وستقام على هامش الملتقى أمسية شعرية بمسرح مكتبة نزوى العامة يشارك فيها مجموعة من الشعراء العمانيين والجزائريين بالإضافة إلى زيارات لعددٍ من المكتبات الخاصة والعامة بالسلطنة وعقد جلسات حوارية في جامعتي نزوى والشرقية وزيارة عدد من الأماكن الأثرية بمختلف المحافظات.
جاهزية اللجان
بينما أوضح أحمد بن هلال العبري رئيس اللجنة المنظّمة للملتقى أن اللجنة قد أكملت جاهزيتها لعقد الملتقى الذي يشهد حضوراً مميزاً من نخبة من الباحثين والكتّاب والأدباء من البلدين كما أن عقد الملتقى بالسلطنة فرصة لتعريف الأشقاء من جمهورية الجزائر بما وصلت إليه الحركة الثقافية بالسلطنة وما تتميز به من حراك في الجوانب الأخرى حيث تم وضع برنامج حافل للوفد الزائر منذ وصوله وحتى انتهاء الملتقى، كما تم تشكيل عددٍ من اللجان لإنجاز كل الترتيبات الخاصة بالملتقى والتنسيق مع العديد من الجهات بالسلطنة لاحتضان عدة فعاليات تتناسب مع أهداف الملتقى وتطلعات القائمين عليه وستكون هناك زيارات لبعض المعالم الثقافية والتاريخية بالسلطنة كزيارة مكتبة حصن الشموخ بولاية منح وزيارة مركز منح الثقافي ومتحف بدية ومكتبة الإمام السالمي ومركز إبراء الثقافي ومركز سناو الثقافي ومكتبة وقف الحمراء ومتحف بيت الحمراء والمتحف الوطني وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وجامع السلطان قابوس الأكبر وزيارة حصن وآثار بات بولاية عبري ومكتبة الندوة العامة بولاية بهلا وبيت الغشّام ومدرسة الشيخ المعولي بولاية وادي المعاول.
تبادل ثقافي ومعرفي
من جهته قال خالد بن سعيد العيسري رئيس اللجنة الإعلامية للملتقى: إن هذا الملتقى الحضاري العماني الجزائري الثاني يأتي في إطار التبادل الثقافي بين سلطنة عمان والجمهورية الجزائرية الشقيقة إذ استضافت الجمهورية الجزائرية ملتقى التواصل الحضاري الجزائري العماني الأول عام 2017 والذي جرى تنظيمه من خلال نادي نزوى بسلطنة عمان وجمعية التراث بالجمهورية الجزائرية وقد استقبل الوفد بحفاوة بالغة من قبل وزير الثقافة الجزائري و العديد من المثقفين و الإعلاميين الجزائريين إذ تم تسليط الضوء على الزيارة و رتبت للوفد عدة لقاءات تلفزيونية و إذاعية وكتبت عنها الصحافة الجزائرية، كما أقيمت ندوة في المكتبة الوطنية الجزائرية تناولت العلاقات الحضارية العمانية الجزائرية برعاية وزير الثقافة و بحضور بعض المستشارين والسفير العماني بالجزائر سعادة ناصر الحوسني وبعض المهتمين بالشأن الثقافي، و في نفس المكتبة أقام المنظّمون أمسية شعرية ألقى فيها الشعراء من كلا البلدين قصائد عديدة تناولت تاريخ وعمق العلاقات الثقافية بين البلدين، كما نُظّمت للوفد العماني زيارات عديدة للمتاحف والمكتبات والمراكز الثقافية في العاصمة الجزائرية، وكذلك زيارة لوادي ميزاب تم خلالها زيارة معهد الحياة ومعهد القرارة وجولة في مراكز تعليم القرآن، كما أقيمت العديد من الأمسيات العلمية والأدبية في وادي ميزاب وقد استفاد الجانبان من هذه الزيارة إذ تم تبادل الخبرات العلمية والثقافية من كلا الجانبين وتم إهداء الكتب العمانية للمكتبة الوطنية لتكون في متناول الباحثين.
الندوة العلمية
وسيكون من أبرز أحداث الملتقى إقامة الندوة العلمية التي تتضمن عددا من الموضوعات الهامة والتي يتحدّث عنها الدكتور موسى بن محمد السليماني رئيس اللجنة العلمية لندوة الملتقى قائلاً: سيحفل الملتقى بإقامة الندوة العلمية للتواصل الحضاري بين السلطنة والجزائر حيث تشهد تقديم سبع عشرة ورقة عمل متنوعة من جانب أدباء ومفكرين من البلدين تتطرق لعدة موضوعات حيث يشهد اليوم الأول تقديم ثماني أوراق عمل في جلستين الأولى يترأسها الدكتور عيسى بن محمد السليماني وتُستهل بورقة عمل بعنوان الكتاب رباط متين من روابط التواصل بين المشرق والمغرب يقدّمها الشيخ سلطان بن مبارك الشيباني أما الورقة الثانية فهي التواصل الثقافي بين عمان والجزائر من خلال دراسة تاريخية يقدّمها الأستاذ الدكتور مسعود مزكودي أما الورقة الثالثة لليوم الأول فسوف تتناول ملخص بحث « الاجتهادات الفقهية بين الإمامين القطب والسالمي» للدكتور مصطفى باجو أما الورقة الرابعة فهي عن التواصل الحضاري العماني المغربي من خلال كتاب « كشف الكرب « د. موسى بن محمد بن عبدالله السليماني.
وفي الجلسة الثانية لليوم الأول التي يترأسها خالد بن سعيد العيسري ستقدّم أربع أوراق عمل، الأولى بعنوان التواصل الحضاري العماني المغربي من خلال كتاب « بيان الشرع « للأستاذ الدكتور محمد بن قاسم بو حجام والثانية بعنوان التواصل بين المشارقة والمغاربة» تواصل الشيخ العلامة جاعد بن خميس الخروصي وابنه العلامة ناصر بإباضية الجزائر نموذجا « للدكتور محمد بن يحيى بن سفيان الراشدي أما الثالثة فهي تتحدّث عن إسهامات العمانيين في حضارة الرستميين للأستاذ الدكتور إبراهيم بكير بحاز، وتختتم الجلسة بورقة عمل أخيرة يقدّمها عثمان بن راشد بن سعيد العميري وتتناول دور الشعر في التواصل الحضاري العماني الجزائري – مفدي زكريا نموذجا.
أما اليوم الثاني للندوة فيتضمن تسع أوراق عمل في جلستين الأولى برئاسة البشير موسى وفيها يتحدّث الدكتور سعيد بن عبدالله الصقري عن التواصل الصحفي والحضاري بين عمان والجزائر- جريدة النور نموذجا 1930 – 1933 والورقة الثانية بعنوان التواصل الثقافي والحضاري بين ميزاب وعمان خلال القرن 12 هـ الموافق للقرن الــ 18 م (مراسلات إبراهيم بن بجمان الثميني إلى سليمان بن ناصر الإسماعيلي نموذجا) يقدّمها الأستاذ الدكتور يحيى بن بهون حاج أمحمد والثالثة ستكون بعنوان الرحلات الاجتماعية بين عمان والجزائر في العصور الإسلامية وأثرها على القطرين يقدمها الدكتور ناصر بن علي الندابي فيما ستكون الورقة الرابعة للجلسة الأولى عن المرجعية العمانية والجماعات الإباضية المغربية خلال العصر الوسيط (دراسة العلاقات على ضوء شبكة الأفكار) للدكتور حاج عیسى إلیاس، وتختتم الجلسات بالجلسة الرابعة التي سيديرها الدكتور عبدالله بن سعود أمبوسعيدي وتتضمن خمس أوراق عمل الأولى بعنوان الثورة الجزائرية في وجدان شعراء عمان من تقديم محمد أحمد جھلان والورقة الثانية عن العلاقات العمانية الجزائرية المتبادلة في مجال خدمة القرآن الكريم يقدّمها السيد الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي فيما تتناول الورقة الثالثة القطب وعمان بعيون الإدارة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر من تقديم الدكتور بالحاج ناصر والرابعة تتناول بنية الخطاب الفني في المراسلات العمانية الجزائرية - رسائل سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي نموذجا من تقديم خليل بن محمد بن راشد الحوقاني وتختتم الجلسة بالورقة الأخيرة بعنوان المحاورات الفكرية بين علماء الجزائر وعمان من تقديم مصطفى بن دریسو وعقب ذلك ستتم مناقشة التوصيات وإقامة حفل ختام الندوة.
يذكر أن الملتقى تحت الرعاية الإعلامية من قناة الاستقامة الفضائية، والرعاية الذهبية من مؤسسة الرؤية للصحافة والإعلان، ومركز إبراء الثقافي، ومجوهرات بهلا الحديثة، والرعاية الفضية من مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية، وفندق الديار، والكلية التطبيقية بنزوى، ومركز حواء التجاري.