تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (الوفاق) مقالاً جاء فيه:
تصادف في الـ21 ديسمبر من كل عام أطول ليلة في السنة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وتسمى في التقويم الإيراني بـ «ليلة يلدا» وهي تعد إحدى المناسبات والأعياد التاريخية التي يحتفل بها الإيرانيون منذ القدم.
وأشارت الصحفية إلى أن الإيرانيين يزينون الاحتفال بـ «ليلة يلدا» بالأضواء والأنوار ويعتبرون الشمس رمزاً للمحبة حسب عاداتهم القديمة، فتراهم يسهرون في هذه الليلة وهم ينتظرون بزوغ الشمس وطلوع الفجر بتناول الفواكه والأطعمة وإقامة مراسم أخرى.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الليلة تسمى في إيران وبعض الدول المجاورة التي لها ثقافات مشتركة بليلة «بدء الشتاء» كونها تصادف في ليلة الانقلاب الشتوي، ومن الضروريات التي تصحب الاحتفال بهذه الليلة هي مشاركة الأقارب وخاصة كبار السن، وذلك يرمز إلى شيخوخة الشمس في نهاية الخريف، ويتم بالمناسبة تناول فواكه عدّة منها البطيخ الأحمر لأن عدداً كبيراً من الناس يعتقدون بأن تناوله ولو بكميات قليلة يحميهم من الإصابة بالزكام والنزلات الصدرية طيلة فصل الشتاء، بالإضافة إلى الرمّان والعنب والزعرور الجرماني والمكسرات وكل ما يميل لونه إلى لون الشمس الأحمر.
وتابعت الصحيفة مقالها بالقول بأن هذه المراسم التراثية التي تربط بين الأجيال المختلفة تتضمن أيضاً قراءة القرآن الكريم وبعض الأدعية ورواية الأحاديث والقصص الدينية والاهتمام بصلة الأرحام ، ما يضفي صفاءً روحياً خاصاً على هذه الاحتفالية التي تجلس فيها الكثير من الأسر الإيرانية حول مدفأة تسمی «الكرسي» التي هي عبارة عن منضدة خشبية كبيرة تغطي بقماش ذي ألوان زاهية، مبينة كذلك بأن سفرة يلدا تتكون أيضاً من الشموع والورود والحلويات والشاي، كما تقام فعاليات أخرى مثل الطبخ وسرد القصص للأطفال وما شابه، ويتخذ البعض هذه الليلة مناسبة لعقد القران والزواج.
وذكرت الصحيفة أيضاً بأن الإيرانيين يحتفون بـ «ليلة يلدا» بأخذ الفأل من ديوان الشاعر حافظ الشيرازي، ويقرأون أبياتاً من أشعاره وقصائده، وذلك من أجل أن ينتابهم السرور والحظ السعيد في الحياة، فيما يقبل البعض على قراءة أشعار من كتاب «الشاهنامة» للشاعر الملحمي الإيراني الفردوسي، وينظر إلى المناسبة باعتبارها تتعلق بالتراث القديم للشعب الإيراني وتساهم في لمّ شمل الأسر التي تغتنم هذه الفرصة لتوثيق صلة الأرحام مع الأقارب.