كتبت - بشاير السليمية - سرد النادي الثقافي صباح أمس وبالتعاون مع البنك المركزي العماني حكاية تاريخ النقود في ندوة حملت عنوان «النقود العمانية ودلالاتها الحضارية»، خلال ثلاثة محاور رئيسية ضمت كل منها أوراق عمل متنوعة حول ظهور النقود وما سجل عليها من زخارف واقتباسات ومدلولات ذلك. وفي كلمة للجنة المنظمة والتي ألقاها بالنيابة إبراهيم الفضلي قال فيها: «يعد تاريخ تداول النقود في عمان جزءا لا يتجزأ من تاريخ السلطنة العريق، وهو يعكس المراحل والتطورات المختلفة التي مرت بها، كما يعكس تفاعل عمان وارتباطها منذ القدم بعلاقات وثيقة مع دول العالم». وتناول المحور الأول (تاريخ النقود الإسلامية في عمان)، ضاما بذلك أربع أوراق عمل، قدم الورقة الأولى الأستاذ الدكتور عاطف منصور من مصر بعنوان (التاريخ النقدي لعمان في العصر الإسلامي)، تحدث فيها عن نقود الدول التي تعاقبت على حكم عمان خلال العصر الإسلامي سواء الدويلات الإسلامية، أو الأسر العمانية، وإبراز الدور الكبير لعمان خلال العصر الإسلامي، ومدى التقدم الحضاري والازدهار الكبير لعمان والذي انعكس على النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتناولت الورقة الثانية (كنز الوقبة «صدامة» في سلطنة عمان) والتي ألقتها الدكتورة جنان خضير من العراق، مميزات كنز الوقبة، مقدمة بذلك دراسة عن أوزان الدراهم، وقراءة للنصوص الكتابية فيها، إضافة إلى ما تحمله هذه الدراهم من رموز وزخرفة، كما تناولت بعضا من نقود الكنز لفترات متفرقة. وفي الورقة الثالثة قدم الأستاذ جمال الكندي قراءة عامة في الفلوس النحاسية المحفوظة بمتحف قرش. وفي ختام المحور الأول قدم الأستاذ الدكتور أسامة أحمد مختار حسن مصطفى من جامعة سوهاج بمصر ورقة بعنوان (المأثورات ودلالاتها على الدراهم الفضية لأئمة عمان الإباضية في القرن ٥هـ/‏‏١١م). وألقى خلالها الضوء على المأثورات المسجلة على الدراهم الفضية لأئمة عمان الإباضية رابطا إياها بالتاريخ السياسي والمذهبي لأئمة عمان الإباضية في تلك الفترة الزمنية، وأشار إلى أن ما سجله الحكام المسلمون بشكل عام، وأئمة عمان الإباضية بشكل خاص على نقودهم من عبارات ومأثورات لم تكن قد اختيرت عبثا، أو سجلت بشكل عفوي على تلك النقود، وإنما كانت منتقاة بعناية وخبرة. وركز المحور الثاني على (النقود الأوروبية المتداولة وتاريخ الأوراق النقدية في عمان)، والتي تضمنت ثلاث أوراق عمل، كانت الأولى حول النقود الأوروبية المتداولة في عمان خلال الفترة ١٠ - ١٣هـ والتي قدمها الدكتور أحمد دسوقي من مصر، حيث درس وحلل هذه النقود من حيث الشكل والمضمون والزخارف، موضحا أنواعها المختلفة التي تم تداولها في عمان. فيما تناولت الورقة الثانية للأستاذ إبراهيم الفضلي (الأوراق النقدية ظهورها وتطورها في عمان)، سرد فيها تاريخ الأوراق النقدية مقسما إياه إلى أربع مراحل إضافة إلى أشكال استخدام هذه الأوراق. وفي ورقة المحور الثاني الأخيرة والتي حملت عنوان (السمات الأمنية على إصدارات النقد العماني) والتي قدمها الأستاذ سيف البوسعيدي معرفا فيها النقد وأهميته، وعرج على العناصر الأمنية الموجودة في الأوراق النقدية، وصفات أصالة الأوراق ومستويات إثباتها، ومرتكزات عملية تصميم الأوراق خلال فترات معينة. أما المحور الثالث فحمل عنوان (النقود والسلع والبضائع في المصادر العمانية)، والذي تضمن ورقتي عمل، كانت الأولى عن (العملات النقدية من خلال نصوص النوازل الفقهية العمانية) قدمها الأستاذ ناصر السعدي حيث درس حضور النقود في النوازل الفقهية مقسما بذلك الزمن حسب نوع العملة التي تم تداولها في مراحل زمنية بعينها. فيما تناولت الدكتورة أحلام الجهورية في الورقة الأخيرة بالمحور الأخير (أسعار السلع والبضائع في عمان خلال القرون الإسلامية الأولى: رصد وتحليل) حيث قدمت قراءة تحليلية لما أوردته المصادر التاريخية والجغرافية والفقهية من معلومات حول أسعار السلع والبضائع، والدلالات الحضارية لأسعارها. ويصاحب الندوة معرض يضم عددا من النقود والأوراق النقدية منها العمانية خلال فترات زمنية متعددة كالدرهم الرسولي، والدرهم البويهي والدرهم القرمطي. والجدير بالذكر أن هذه الندوة هي ختام الندوات التي نظمها النادي الثقافي ضمن برامج فعالياته هذه العام، كما أنها تأتي في سياق رؤية النادي الثقافي لإبراز مفردات الحضارة العمانية وتاريخها.