إبداعات فرتوغرافية توثق الكسوف الحلقي -
استطلاع - عامر الأنصاري -
متأملة أبصارهم نحو الأفق، مترقبين بزوغ الشمس المكسوفة، ودقائق الشروق الأولى تبزغ الشمس برفقة القمر في آن، هنا استعد المصورون بأسلحتهم الملغمة بالعدسات والفلاتر وغيرها، ونحو الأفق البعيد، وُلدت روائع من الصور توثق الظاهرة مع تكوينات تجاوزت حدود الجمال والأبداع. هكذا كان حال عدد من المصورين العمانيين المبدعين في مجال التصوير في يوم الخميس الماضي 26/12/2019، وقفوا هم والقمر والشمس على خط واحد، وبعضهم استعد لدراسة موقع التصوير قبل مدة طويلة من حدوث الظاهرة، لتكون صورهم محل حديث الساحة واشتغال في مواقع التواصل الاجتماعي.
نافورة مسقط
المصور إسماعيل الفارسي التقط صورة للكسوف بجانب نافورة دار الأوبرا السلطانية، وقال عن عمله: «سعيت من خلال هذه الالتقاطة إلى إبراز معلم عصري من معالم مسقط وهو يشهد هذه الظاهرة النادرة التي تهافت المصورون من مختلف أنحاء المنطقة إلى توثيقها، اخترت النافورة لتناغمها مع منظر الكسوف الحلقي، ومن أجل اختيار أفضل برواز لإبراز التكوين، نهضت في الساعة ٥ فجرا لدراسة موقع التصوير، خصوصا أن مدة الكسوف الحلقي قصيرة جدا ولا يوجد مجال للتأخير، أنا فخور بهذا العمل وأسعى إلى طباعته وتقديمه كهدية لإدارة دار الأوبرا السلطانية».
فلتر طبيعي
والتقط المصور أحمد الشكيلي صورة تعكس اهتمام الجمهور وتَرَصُّدِهم للظاهرة، وقد أظهرت الصورة الكسوف بين الغيوم في مشهد بديع، وحول الصورة قال: «التقطت الصور من منطقة راس رويس، استنادا إلى أن الموقع هو الأنسب لمشاهدة الكسوف الحلقي، وكان الهدف أساسا رؤية الظاهرة في مكان مناسب تتوفر فيها المخيمات الرسمية، كانت الأجواء حينها غائمة، وهي بمثابة فلتر طبيعي بسيط، واستخدمت عدسة 70 - 200 وخرجت بهذه الصور، وخاصة تصوير الجمهور وهم يتابعون الظاهرة، اعتبر أن الصورة توثيقية، ومن ناحيتي، أرى أن أفضل صورة فنية للظاهرة هي للمصور أيمن الغزالي لما فيها من الإبداع والدراسة الجيدة للمشهد».
خطة واضحة
وجرَّنا الشكيلي في حديثه إلى المصور أيمن الغزالي، الذي التقط صورة للكسوف بزاوية صعبة قام بدراستها بعناية، وتوفير مكون في الصورة عبارة عن شخص في قمة جبلية والشمس في حالة الكسوف خلفه، وتواصلنا مع الغزالي للحديث، فقال: «فكرة الصورة أتت بعد علمي بأن السلطنة ستشهد كسوفا حلقيا نهاية السنة، طرحت لزميلي الحارث الحارثي فكرة الصورة ومن بعدها اجتمعتا للتخطيط، وباستخدام تطبيقات خاصة بالفلك والتصوير، بحثنا عن المواقع المناسبة لالتقاط الصورة، وقبل بأيام من موعد التصوير، زرنا الموقع للتأكد من المكان ورسم خطة واضحة للتصوير والتي تستمر لمدة دقيقة واحدة فقط، والمعدات المستخدمة عبارة عن عدسة زوم ٥٠٠ملم وفلتر خاص لتصوير الشمس».
الجامع الأكبر
ومن مسقط، ومن سماء جامع السلطان قابوس الأكبر، أخرج المصور محمود الجابري صورة فنية للظاهرة بالاقتران مع الجامع، ليقدم للعالم صورة للظاهرة وبصمة من بصمات السلطنة، وقال الجابري عن صورته: «الصورة تم التقاطها من جامع السلطان قابوس الأكبر مستخدم عدسة واسعة لتعطي مساحة أكبر للجامع من أمام المحراب حتى تظهر منارتي المسجد والقبة مع الكسوف والذي غطى الشمس بنسبة ٤٠ %، اختياري لتصوير الجامع مع الكسوف حتى يعطي دلالة للجامع وان الإنسان في هذه اللحظة يستشعر عظمة الله في الكون وفي الحظة نفسها كانت صلاة الكسوف في المساجد قائمة، وبالنسبة للإعدادات فكانت بفتحة العدسة 9 و iso100 وسرعة الغالق 1/100 مستخدم حامل ثلاثي لتثبيت الكاميرا ومنع الاهتزاز».