الكشف عن إصابة 11 جنديا أمريكيا في هجوم «عين الأسد» - عواصم - محمد جواد الأروبلي (أ ف ب):- قال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي إن بلاده لا تعارض التفاوض مع أي أحد إلا مع أمريكا، متهماً إياها بمحاولة تقسيم العراق وإشعال حرب أهلية، وقال: يجب أن تغادر أمريكا المنطقة. وأضاف خامنئي في أول خطبة له بصلاة الجمعة في طهران منذ 8 سنوات أن إيران مرّت بأسبوعين استثنائيين منذ اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، بغارة أمريكية وصفها بـ «أحداث مريرة وعذبة مليئة بالتجارب». وبخصوص سقوط الطائرة الأوكرانية قال خامنئي: «الحادث كان مأساوياً ومؤسفاً جداً واستغله أعداء إيران لإضعاف الحرس الثوري والتغطية على مقتل سليماني»، ودعا الإيرانيين إلى وحدة الصف، مشيراً إلى أن اقتصاد إيران يجب أن لا يعتمد على النفط . وتوجه خامنئي في خطبته إلى القوى الأوروبية قائلاً: «لا يمكن الوثوق بالأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق النووي. لا يمكنكم تركيع إيران كما لم تستطع أمريكا. إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا تخدم مصالح أمريكا». من جانبه دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «عباس موسوي» كافة الأطراف إلى عدم جعل القضايا الانسانية ذريعة للمطامع والنوايا السياسية. وأعرب موسوي عن مواساته لأسر ضحايا حادث سقوط طائرة الركاب الأوكرانية، وأشار إلى اجتماع الدول التي قضى رعاياها في حادث تحطم الطائرة، مصرّحاً «إن بعض التصريحات وحتى إقامة هذا الاجتماع أثارت استغرابنا». في سياق متصل قال وزير الخارجية الأوكراني «فاديم بريستايكو» للبرلمان إن ممثلاً إيرانياً سيتوجه إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل بعد إسقاط طائرة مدنية أوكرانية عن طريق الخطأ في طهران قبل أيام. وأضاف أن إيران ترغب في تسليم أوكرانيا مسجلي البيانات والصوت الخاصين بالرحلة المنكوبة بعدما فحصها فريق تحقيقات مشترك يضم خبراء من إيران وكندا وأوكرانيا. وتعرضت الطائرة لقصف بصاروخ في الثامن من يناير الجاري بعد إقلاعها من طهران في الطريق إلى كييف. واعترفت إيران بإسقاط الطائرة عن طريق الخطأ . على صعيد آخر أصدرت محكمة أمريكية حكماً بالسجن 68 شهراً على اثنين من الرعايا الإيرانيين بتهمة «التجسس». وقالت شبكة «اي بي اس» إنه تم الحكم على أحمد رضا محمدي دوستدار (39 عاما)، وهو مواطن يحمل جنسية مزدوجة إيرانية وأمريكية بالسجن لمدة 38 شهراً وإنه سيخضع للمراقبة 36 شهراً بعد الافراج عنه إلى جانب دفع غرامة تزيد على 14000 دولار. كما حكمت المحكمة على مجيد قرباني البالغ من العمر 60 عاما، وهو مقيم دائم في الولايات المتحدة، بالسجن 30 شهراً وأن يخضع للمراقبة 36 شهراً بعد الافراج عنه . في هذه الاثناء أكدت وزيرة الدفاع الألمانية «أنيغريت كرامب-كارينباور» ما نقلته جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية في وقت سابق حول توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهديدات لأوروبا على خلفية الموقف من الاتفاق النووي مع إيران. ونقل موقع «دويتشه فيله» الألماني عن كرامب-كارينباور، وهي أيضا رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا مريكل، في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى لندن، «هذا التعبير، أو التهديد، كما تشاؤون، موجود»، بيد أنها لم تقدم تفاصيل أكثر. بدورها، ردّت فرنسا على مقالة «واشنطن بوست» مشددة على أن تنشيط آلية فضّ النزاع يهدف «لإنقاذ الاتفاق النووي، وليس لقتله، وأن مقصد الأوروبيين بالتالي غير ما يريده الرئيس ترامب الذي يطلب منهم الانسحاب من الاتفاق». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية «آنييس فون در مول»: «نتمسك بهذا الاتفاق ونبقى في إطاره بشكل صارم». وأضافت أنه تم تنشيط الآلية «ليس للخروج من الاتفاق ولكن لإيجاد مساحة للحوار السياسي مع إيران ضمنه». وكانت الجريدة الأمريكية كشفت أن ترامب هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على صادرات السيارات الأوروبية إذا استمر الأوروبيون في دعم الاتفاق النووي مع إيران، وذكرت أن الرئيس الأمريكي هدد بذلك في حال لم تتهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا رسمياً إيران بانتهاك الاتفاق النووي المبرم في 2015. في سياق منفصل أصيب 11 جنديا أمريكيا على الأقل في الهجوم الايراني على قاعدة عراقية ينتشر فيها جنود أمريكيون، وفق ما أعلنت القيادة المركزية على الرغم من نفي البنتاجون سابقا وقوع إصابات جراء الهجوم. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الكابتن بيل أوربان في بيان «في حين انه لم يقتل أي من الجنود الأمريكيين في الهجوم الإيراني في 8 يناير على قاعدة عين الأسد الجوية، الا أن العديد منهم خضعوا للعلاج من أعراض الارتجاج الناتجة عن الانفجار، ولا يزالون يخضعون للتقييم». وعند وقوع الهجوم، كان معظم الجنود الأمريكيين الـ1500 في القاعدة قد تحصنوا داخل ملاجىء بعد تلقيهم تحذيرات من رؤسائهم. ووفق تقارير سابقة للجيش الأمريكي فإن الضربة الإيرانية تسببت بأضرار مادية جسيمة لكن دون وقوع إصابات. وحتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا أعلن في الصباح بعد القصف الصاروخي انه «لم يصب أي أمريكي في هجوم الليلة الماضية». ومع ذلك قال أوربان إنه «في الأيام التي تلت الهجوم، وبسبب إجراءات احترازية مكثفة، تم نقل بعض الجنود من قاعدة عين الاسد». وأضاف «حاليا نقل 11 فردا الى لاندستول، وثلاثة الى كامب عريفجان»، في إشارة الى «مركز لاندستول الطبي الاقليمي» في ألمانيا و«كامب عريفجان» في الكويت. وبالإضافة الى القصف الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة عين الأسد في غرب العراق، فقد طال القصف الإيراني أيضا قاعدة في أربيل تضم جنودا أمريكيين وأجانب آخرين يحاربون ضمن التحالف الدولي بقايا جماعة تنظيم داعش. وقال أوربان «عند اعتبارهم لائقين للخدمة، من المتوقع أن يعود الجنود مرة أخرى إلى العراق بعد خضوعهم لفحوص طبية».