ناصر درويش في كتابه «عمان في دورات كأس الخليج.. الحكاية التي لم تُروَ»:- إعداد - عامر بن عبدالله الأنصاري - أصدر الزميل الكاتب الصحفي في جريدة عمان ناصر بن حمد بن درويش في عام 2018 كتابا حمل عنوان «عمان في دورات كأس الخليج.. الحكاية التي لم تُروَ»، سلط خلاله الضوء على العديد من الأمور المتعلقة برياضة كرة القدم بشكل خاص بداية من نشأتها إلى الإنجازات التي تحققت للكرة العمانية حتى تاريخ نشر الكتاب. والحديث في هذا الجانب لا بد وأن يعرج إلى مؤسس عمان، وباني نهضتها الحديثة، جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- فكانت لفترة حكمه النقلة النوعية في الرياضة العمانية عموما، ورياضة كرة القدم بشكل خاص، ولا مبالغة ان قيل بأن صاحب الجلالة الراحل هو مؤسس الرياضة العمانية، وهو من أوجد لها موطئ قدم وصنع منتخبا معترفا به دوليا وليس على مستوى الخليج فحسب. افتتح ناصر درويش كتابه بكلمات مضيئة من أقوال صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ حيث قال الراحل: «إن الشباب العماني المتشوق إلى آفاق المجد مدعو اليوم إلى أن يتخذ من أجداده الميامين قدوة طيبة في الجد والعمل والصبر والمثابرة والعزم المتوقد الذي لا يخبو ولا يخمد، وإلى أن يؤمن كما آمنوا بأن العمل المنتج مهما صعد هو لبنة كبيرة قوية في بناء صرح الوطن تشتد بها قواعده وتعلو بها أركانه وأنه الهدف الذي ينبغي أن ينشده الجميع ويسعوا إليه دون تردد أو استنكاف، فبالعمل المنتج لن يكون هناك مكان لمجتمعنا للأيدي العاطلة التي لا تشارك في حركة التطور والتقدم». وذلك من أقوال جلالته الراحل في العيد الوطني للسلطنة في عام 1996. وتنوعت فصول الكتاب في محتواها، وخصص الصحفي ناصر درويش فصلا كاملا للحديث عن المكرمات السامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه وعن رعايته السامية لرياضة كرة القدم، حيث قال في هذا الفصل: «وجدت كرة القدم الرعاية السامية والدعم الكبير من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه (طيب الله ثراه) ولم تكن بعيدة عن خطط وبرامج النهضة المباركة للنهوض بكافة الأنشطة الشبابية والرياضية،، زرع جلالته روح المثابرة والاجتهاد في نفوس المسؤولين والإداريين والفنيين واللاعبين في مختلف الملاعب، وهُيئَت لهم الملاعب وسُخرت الإمكانيات المادية والمعنوية ووفرت البيئة المحفزة التي تفتح أمامهم الأبواب لكسب التحديات والتألق والإبداع وتحقيق النجاحات لإعلاء قيمة الوطن وتشريفه في المحافل الإقليمية والقارية والدولية،، وجد المنتخب الوطني الأول لكرة القدم الدعم المتواصل منذ تكوينه وأصبح محل اهتمام كبير ورعاية سامية توفر له كل أدوات البناء والقوة والصقل التي تقوده إلى التفوق في مشاركاته ببطولة كأس الخليج،، تبلور الدعم والاهتمام في التطور الذي لازم مسيرة المنتخب الوطني وتخطيه للعقبات وكسبه للثقة والقدرات التي تجعله مؤهلا لكسب تحديات الملاعب ومقارعة أشقائه في دول الخليج بندية وطموحات كبيرة، مضت المسيرة بفضل الرعاية السامية بخطوات واثقة وثابتة تنشد الارتقاء وإصابة الأهداف الكبيرة التي تمنح السلطنة حضورا قويا ومؤثرا في محيطها الخليجي،، ذات اليد السامية التي ظلت تدعم وتزرع الهمة وروح الإنجاز في نفوس الأجيال ظلت تحتفي بكل إنجاز يتحقق لتتنوع ليالي التكريم في كل مرة ينجح المنتخب الوطني في تحقيق النتائج الإيجابية والحضور المشرف ببطولة كأس الخليج». وفي ذات الفصل اختار ناصر درويش بابا بعنوان «رعاية سامية»، ومما قال في هذا الباب: «حمل يوم السادس عشر من أبريل 1974م حفل التكريم والتقدير رقم واحد، وكان من نصيب المنتخب الوطني الذي شارك في دورة كأس الخليج الثالثة، وأقيم الحفل برعاية المرحوم بإذن الله السيد ثويني بن شهاب ، وألقى خلاله خلفان بن ناصر الوهيبي كلمة خلال الحفل أشاد فيها بالمظهر المشرف الذي ظهر به لاعبو المنتخب الوطني،، دل التكريم الأول على معان كثيرة كشفت الحكمة السامية لجلالته بهدف رفع المعنويات وتشجيع الشباب على أهمية المظهر المشرف وأن الالتزام والانضباط سيقودان المنتخب في المستقبل لتحقيق الإنجازات،، وتوالت أيام التقدير والتكريم في يوم 17 أبريل 1989 لبعثة المنتخب الوطني المشاركة في كأس الخليج الخامسة إلى تكريم سامٍ حيث استقبلهم جلالة السلطان المعظم (طيب الله ثراه) في قصر السيب العامر يوم 17 ابريل من 1979 لالتزامهم وتمثيلهم المشرف في الدورة والتي شهدت أيضا اعترافا من الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا بنتائج المنتخب الوطني والتي تمت إضافتها إلى المباريات الدولية،، وقد سجل المدرب التشيكي ميلان ماتشالا اسمه في بداية سجل التكريم الرفيع للمدربين الذين قادوا المنتخب في بطولات كأس الخليج، ومنحه جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية تقديرا للجهود والنجاحات التي حققها مع المنتخب العماني في الدوحة،، تواصلت مبادرات التكريم السامية، وفي عام 2010 منح جلالته وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى للمدرب الفرنسي كلود لوروا المدير الفني للمنتخب العماني الأول الكرة القدم، بعدما قاد الفريق للفوز بلقب كأس الخليج التاسعة عشرة (خليجي19) التي أقيمت في العاصمة مسقط، وامتد تكريم جلالته بمنح السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس اتحاد الكرة -حينها - وسام عمان المدني من الدرجة الثالثة، كما شمل تكريم جلالته في دورة مسقط ناصر بن غانم الخليفي مدير عام قناة الجزيرة الرياضية، وعيسى بن عبدالله الهتمي مدير عام قناة الدوري والكأس تقديرا للجهود التي بذلاها خلال الدورة،، وتفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد آنذاك فأنعم بمكرمة سلطانية سامية للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم الفائز ببطولة كأس الخليج التاسعة عشرة لكرة القدم عبارة عن قطعة أرض سكنية بمحافظة مسقط ومبلغ نقدي،، وامتد تكريم جلالته الذي يحمل معاني التشجيع والتحفيز ليشمل الحارس الدولي قائد المنتخب الوطني علي الحبسي بمنحه وسام عمان المدني من الدرجة الرابعة تقديرا لتميزه في المجال الرياضي، وظل التكريم عرفًا ثابتًا يجده كل مجيد ومجتهد وصاحب إنجاز، ليشهد عام 2018 فصلا جديدا من سفر التكريم عندما حصل المنتخب الوطني على لقب بطولة كأس الخليج 23 في الكويت، حيث أنعم جلالته بوسام عمان المدني من الدرجة الثالثة على سالم بن سعيد الوهيبي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم، وشمل التكريم بوسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بيم فيربيك مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، تقديرا لجهودهما خلال دورة كأس الخليج الثالثة والعشرين التي توجت بحصول منتخب السلطنة على الكأس، كما أنعم جلالته بقطعة أرض لكل لاعب ومبلغ مالي مكافأة للاعبين». تضمن الكتاب 23 فصلا، ولا يكاد يخلو فصل من مآثر وعطاءات جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، إلى ذلك وثق ناصر درويش كتابه بالعديد من الصور التي تحكي سيرة منتخبنا الوطني منذ أولى خطواته إلى تحقيق الإنجازات، وكذلك حضور صاحب الجلالة لختام عدد من دورات كأس الخليج.