جوتيريش: اتفاق ستوكهولم «في وضع حرج» - صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد - قالت المنظّمة الدولية للهجرة في بيان أمس إنها تبذل جهوداً حثيثة مع الشركاء لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 14 ألف شخص أجبروا على الفرار من مناطق سكناهم إلى محافظتي مأرب (شرق صنعاء) والجوف (شمال شرق) خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب القتال الدائر في مديرية نهم بمحافظة صنعاء (المتاخمة للعاصمة). وبحسب المنظّمة الدولية للهجرة، فقد فرّ 12 ألف شخص على الأقل من النازحين إلى مأرب التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين داخلياً، الأمر الذي أجهد قدرة الحكومة المحلية على الاستجابة. وأشارت المنظّمة إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف شخص تلقّوا «مجموعة المساعدات الطارئة» وهي صندوق يحتوي على حصص غذائية وملابس وأجهزة إنارة، من خلال آلية الاستجابة السريعة.وقالت إن كل عائلة، وعددها 500، تلقّت تحويلاً نقدياً طارئاً لمرة واحدة من قبل المنظّمة. وأفادت المنظّمة، بأن العديد من الأسر النازحة أجبرت على الانتقال إلى مواقع جديدة حيث الخدمات أقل. ولفتت إلى أن أكثر من 1250 من العائلات النازحة تركت مخيّم الخانق (شرق صنعاء). وذكرت أن الكثير من النازحين يقيمون في العراء وهم معرّضون لظروف الطقس البارد. وقالت «إن المأوى الآمن والمستلزمات الضرورية والصحية والماء النظيف والنظافة الآمنة، كل ذلك ضمن الاحتياجات الضرورية التي يجب تأمينها للمجتمعات النازحة». وقالت امرأة نازحة كانت تقيم في مخيّم «الخانق» لمدّة أربعة أعوام ثم غادرته إلى مأرب، وتدعى «مليحة»، إن المواطنين يعانون من مرارة النزوح للمرة الثانية، وأضافت «الوضع هنا سيّئ ومن الصعب إيجاد سكن، فالمكان مكتظ». ويتوزّع النازحون الجدد على عدّة مواقع ويقيم البعض بشكل مؤقت مع عائلات مضيفة. وتعمل المنظّمة مع السلطات المحلية على المساعدة على توفير مأوى للسكان وحصولهم على خدمات أساسية ومنقذة للحياة. وأنشأت المنظّمة الدولية للهجرة في العام الماضي مكتباً لها في مأرب لدعم المجتمع الذي يعاني بسبب حالة النزوح الداخلي الكبيرة، مؤكدة أنها «تواصل العمل مع الشركاء لتلبية المطالب الضرورية للمدنيين مع التصعيد الحالي وتأثيره على المجتمعات اليمنية الضعيفة». من جهة أخرى أبدى رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال أبهيجيت جوها، «قلقاً عميقاً» إزاء غارة جوية وقعت شمال مدينة الحديدة (غرب اليمن). وأوضحت البعثة في بيان أن مديرية الضّحي الواقعة شمال مدينة الحديدة كانت ضحية غارة جوية في 31 يناير الماضي». وذكر رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار أن «أي هجوم جوي يقوّض روح اتفاق الحديدة، ويعرّض تنفيذه للخطر». وحثّ جوها الأطراف على «مواصلة الانخراط في العمل بنية صادقة، وبشكل مشترك»، من خلال لجنة تنسيق إعادة الانتشار وآلية التهدئة وتعزيز وقف إطلاق النار، لضمان احترام وقف إطلاق النار واستمرار التهدئة على الأرض، مؤكداً التزام البعثة بدعم الأطراف في هذا الصدد. إلى ذلك أعلنت وكالة الأنباء اليمنية (التي يديرها أنصار الله) أن حكومة «أنصار الله» (غير المعترف بها دولياً) أفرجت عن 32 بحّاراً مصرياً، «بموجب عفو من رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشّاط»، كانت قوات خفر السواحل ألقت القبض عليهم في وقت سابق أثناء تواجدهم «بشكل غير قانوني» في المياه الإقليمية اليمنية. ووصلت إلى مطار صنعاء الدولي الليلة قبل الماضية طائرة مصرية تحمل ممثّلين عن الحكومة المصرية لاستلام البحّارة المفرج عنهم. وقالت الوكالة: «تأتي هذه الخطوة تعبيراً عن قيم الشعب اليمني الأصيلة، ومستوى التقدير والاحترام الذي يحتفظ به تجاه الشعب المصري والعلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين». وفي تعليقه على هذه الخطوة قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور على صفحته الرسمية بموقع «فيس بوك»: «تابعت بكل فخر وإعزاز الجهود المكثّفة المبذولة والتي استمرّت لعدّة أيام لإنهاء أزمة احتجاز 32 صيّاداً مصرياً في دولة اليمن، حيث أسفرت تلك الجهود عن الحفاظ على حياتهم ونقلهم بشكل آمن للأراضي المصرية في إطار حرص الدولة على تأمين رعاياها بالداخل والخارج». وأضاف: «أتقدّم بالشكر والتقدير للقائمين على عودتهم لبلادهم آمنين». من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه لا يعتبر أن اتفاق ستوكهولم المتعلّق بمحافظة الحديدة وموانئها وتبادل الأسرى والمعتقلين والتفاهم حول محافظة تعز «قد مات»، ولكنه «في العناية المركّزة وفي وضع حرج». واستطرد في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الأوّل في نيويورك: «غير أن المسار لم ينقطع. وعملية الرصد لا تزال قائمة. هناك وقف لإطلاق النار، يتم احترامه إلى حد ما، رغم بعض الصعوبات. هذا جانب واحد فقط».