الرياضة المدرسية بين الواقع والطموح - سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج رئيس الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية عرفته رياضيا متميزا في أم الألعاب ..وعرفته إداريا ناجحا في نادي المضيرب ومن بعده نادي الاتفاق بعد الدمج مع إبراء.. ترأس اتحاد الرياضة المدرسية، تابعته عن قرب وما يقوم به من جهد من أجل الارتقاء بهذا الاتحاد الوليد الذي مرت عليه ثلاث سنوات انجز به الكثير من خلال وضع الأسس الصحيحة لهذا الاتحاد . التقيت معه في هذا الحوار وهو الأول له منذ توليه رئاسة الاتحاد ولم استغرب أبدا أن تكون أجوبته بها الكثير من العتب والنصح وهو الخبير بواقع الرياضة العمانية التي تمرس فيها عندما كان لاعبا ثم إداريا . وقبل أن اطرح عليه الأسئلة تحدث بإسهاب عن الرياضة المدرسية، وأكد أن الرياضة المدرسية تنقسم لشقين ..الشق الأول يهتم بالتعليم من منهج وحصص إلزامية وبالتالي ليس لديك خيار إلا أن تمارس الرياضة. ويسترسل قائلا: علينا أن نميز الرياضة المدرسية بين مستويين: رياضة مرتبطة بالمناهج من خلال مادة الرياضة المدرسية، وبين الرياضة المرتبطة باتحاد الرياضة المدرسي.. ويؤكد أن مادة الرياضة المدرسية ليس لها البعد الرياضي التنافسي فقط إنما لها أبعاد وطنية .. تربوية .. نفسية .. وصحية، نربط مناهجنا بين الرياضة والعلوم ، مفهوم الرياضة المدرسية أشمل عن الألعاب التنافسية والفوز بالبطولات. ■ قاطعته بسؤال يدور في ذهني عن الواقع الحالي والطموح المستقبلي للرياضة المدرسية ؟ ** الوضع الحالي للرياضة المدرسية منعكس على الوضع الرياضي العام ووضعنا أسوأ رغم أن الفرصة أكبر في الرياضة المدرسية، أغلب مدارسنا تعاني من عدم وجود صالات رياضية وملاعب ما عدا مدارس قليلة بها ملاعب مفتوحة، ونواجه التوقيت ونوعية الملاعب، البديل الآخر الذي نشتغل عليه نتعاقد مع أندية لكن هذا خارج وقت المدرسة؟. نعاني من الدعم المالي فموازنتنا لا تتجاوز 50 ألف ريال عماني، وعندنا مع المدارس الخاصة 750 ألف طالب وطالبة نخدمهم كرياضة مدرسية. لدينا 20 ألف معلم جاهزون ككوادر بشرية متخصصين وأغلب مدرسي التربية الرياضية حملة بكالوريوس تربية رياضية، لدينا مدارس في جميع أنحاء السلطنة. وعي فكري ■ الاتحادات الرياضية تستفيد من مخرجات الاتحاد المدرسي وتعد رافدا أساسيا لها ما هو حجم التعاون مع الاتحادات واللجان الرياضية ؟ ــ الوعي الفكري والثقافي والرياضي متوفر وشرحنا هذا الجانب للاتحادات الرياضية وطلبنا مساعدتها والاستفادة من مخرجات الرياضة المدرسية وطلبنا بإقامة دروس مشتركة لجميع الفئات السنية والاستفادة تكون عامة. دعنا ننظر للرياضة العمانية كمنظومة متكاملة، وأن لا ينفصل جزء عن بعض : الوزارة - اللجنة الأولمبية - الاتحادات الرياضية - الأندية والكل يعمل بنفسه. السلطنة لا تنقصها المنشآت .. لكن كيف تسخرها بما يخدم قطاع الرياضة وهذا دور وزارة الشؤون الرياضية وتربط هذه الجهات مع بعض، اتحاد الرياضة المدرسية لديه الكادر البشري ولكن لا يملك الإمكانيات.. المدربون .. الحكام .. اللاعبون .. الإداريون معظم من وزارة التربية. وضع صعب ■ البنية الأساسية هي أساس تطور الرياضة ..إلى أين وصل مشروع اكتشاف ورعاية المجيدين وتوثيق الصلة مع الشركاء بهدف المساهمة في توفير هذه البيئة؟ ــ دور القطاع الخاص تواصلنا معه .. بعض اللجان في المحافظات سعت جاهدة إلى إيجاد رعاية لكن لا تزال دون المتوقع وخجولة، إلا أنه ما زال مفهومنا للرياضة غير واضح بعدما وصلنا لثقافة الرعاية الرياضية. أما عن الرياضة التأسيسية ودعمها فهي تختلف عن دعم الرياضة التنافسية .. لا أريد دعم المشاركات الخارجية أريد دعم ورعاية الرياضة التأسيسية في المدارس .. أريد أن أسس بنية أساسية صحية للرياضة. وضع الأندية صعب .. النادي لا بد أن يكون أشمل رياضيا ، ثقافيا ، اجتماعيا مثل ما كان عليه الوضع في السبعينات . وأقولها: بكل أسف ربطنا الرياضة بالمنافسة ، ولكن ما هي المحصلة، كم أخرجنا من لاعب أولمبي عماني بعد محمد المالكي؟ لم نقدم لاعبا أولمبيا .. المحاولات الأخرى التي جرت باجتهادات بسيطة لم توصلنا بعيدا، والسبب هو عدم التأسيس الصحيح والتأهيل منذ الصغر. نبحث عن شركاء استراتيجيين إذا أردنا أن تكون لدينا رياضة حقيقية .. أنا لا أريد دعما ماديا وقتيا لتنظيم بطولة أو المشاركة في بطولة خارجية، أريد أن تكون هناك ملاعب وصالات، نريد أن نؤسس ثقافة رياضية قائمة على حب الرياضة. اللعبة الواحدة ■ مشروع رياضة الفتيات إلى أين وصل؟ ــ مشروع رياضة الفتيات بطيء ، وبكل بساطة الفتيات مشاركات في كل المسابقات، لكن مشكلتنا انه لا توجد لدينا ملاعب وصالات لممارسة الفتيات لأنشطتهن. ونأمل خلال الأيام القادمة عمل أيام أولمبية مفتوحة في المجمعات الرياضية. وأقولها بكل صراحة مدارسنا تعاني من السمنة، السكري .. المشاكل النفسية لأنهم لا يمارسون الرياضة. وخلال السنوات الأربع كان هدفنا تأسيس الأنظمة واللوائح والقوانين، الآن المفترض بناء بطولات الأيام الأولمبية ودوري للمدارس، بطولات في المحافظات لأن هدفنا الاستمرارية لكن بدون عمل حقيقي من خلال توفير المجمعات الرياضية والملاعب والصالات، وخاطبنا بعض الاتحادات بهذا الشأن لكننا لم نجد التجاوب المطلوب حتى في مسألة الحكام لا يتم التعاون، هذه أبسط الأشياء. ركزنا في استراتيجيتنا على اكتشاف المواهب .. ورياضة الفتاة، وليس هناك أفضل من ممارسة الفتاة للرياضة عبر المدارس، إذا لم يكن هناك ربط وهدف مشترك بين الجميع فإننا نبقى ندور في حلقة مفرغة. لماذا لا يقام دوري مشترك في جميع الألعاب الرياضية بين الاتحاد المدرسي والاتحادات الرياضية .. لماذا يرفضون؟؟، أنا لا أنافسهم على الانتخابات، أنا كل همي هو أن تكون لدينا ثقافة رياضية في هذا البلد .. وأعلنها بأنني لن استمر في الفترة الثانية في اتحاد الرياضة المدرسية. وأنديتنا الرياضية بكل أسف توجهت للعبة واحدة فقط، أين هذه الأندية التي كانت لديها أنشطة تمارس جميع الألعاب . وعندنا نظام التعليم والفعاليات مستمرة ، وأهدافنا مستمرة .. دورنا نربط المنتخبات الوطنية والأندية، هدفنا الأنشطة الرياضية والبحث عن المواهب، ونشر الثقافة ورياضة الفتيات، إقامة شراكة . توطين ■ توطين بعض الألعاب الرياضية في بعض المحافظات إلى أين وصل هذا المشروع؟ لجان الرياضة المدرسية بدأت في توطين بعض الألعاب ومنها الألعاب الترفيهية وتشجيع رياضة واستكشاف الجبال .. نحن اتحاد شامل لجميع الألعاب الرياضية والتركيز على الكرة الطائرة والطائرة الشاطئية وكرة السلة، في بعض المناطق الساحلية .. والتخصص في بعض اللعبات. ■إلى أين وصلت الاستعدادات للمشاركة في الجمنيزياد المدرسي الذي سيقام في الصين؟ سنشارك في الشطرنج وسلاح الشيش وألعاب القوى، ولكن وفق موازنتنا وإذا لم يحدث دعم من الاتحادات الرياضية ربما لن نقدر على المشاركة لأن الموازنة المرصودة 70% منها ذهب للمحافظات. منتج حقيقي ■ هناك خمس اتفاقيات وقعها اتحاد الرياضة المدرسية مع بعض الاتحادات واللجان ما هو مدى الاستفادة منها ؟ من غير الشطرنج وكرة الطاولة ليس هناك اي تجاوب من الآخرين ماعدا دائرة شؤون المنتخبات ومراكز إعداد الناشئين هناك تواصل وهم مستفيدون والتعاون مشترك .. لكن هذا التعاون لن ينتج إلا مشاركة بسيطة هنا أو هناك، بدون عمل استراتيجي ومنظم ومواعيد وروزنامة واضحة وان تكون النتائج وقتية لهذا لن يكون ذا فائدة. المنشآت الرياضية توفرت من خلال مجمعات رياضية وأندية لديها ملاعب وصالات .. القضية ليست قضية منشآت رياضية ، القضية ماذا نريد وكيف نخطط للمستقبل، لا بد أن يكون هناك هدف واضح مما نريد، أما إذا استمررنا على نفس الوضع فإن رياضتنا ستبقى كما هي. ليس هناك منتج حقيقي يمكن قياس الرياضة عليه، إذا قسناها على المستوى الرياضي فهي تسير للأسوأ، وعلى الوضع السلوكي لا أستطيع الحكم هنا..الألعاب الأولمبية أين نحن منها؟ نتكلم بعد 50 سنة ،، في السابق كنا نتكلم عن المنشآت الآن توفرت ماذا ينقص رياضتنا، الكادر البشري موجود، المدربون مؤهلون إذا أين الخلل؟. كم هائل من الاتحادات لدينا.. وكل اتحاد يعاني مع 44 ناديا، ولكن ما هي المحصلة ؟ علينا أن نبحث عن واقعنا والقضية ليست قضية إمكانيات بل هي أبعد من الواقع الذي نشاهده في رياضتنا.