ضمن الفعاليات المصاحبة لأيام الشارقة المسرحية -
أمينة عبدالرسول: فوز صالح زعل وسعود الدرمكي فوز لجميع الفنانين العمانيين -
موفد «عمان» إلى الشارقة - عامر بن عبدالله الأنصاري -
عقدت اللجنة المنظمة لمهرجان أيام الشارقة المسرحية في دورتها الـ30 مساء أمس الأول جلسة حوارية احتفالية بالفنان صالح زعل، إذ فاز هو والفنان سعود الدرمكي بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي بدورتها الرابعة عشرة.
وأدار الجلسة الشاعر عبدالرزاق الربيعي، بحضور أحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، وعدد من الفنانين العرب والمهتمين بالجانب الفني والمسرحي والحضور.
بداية قدم عبدالرزاق الربيعي ديباجة الجلسة، إذ عرَّف الجمهور بأبرز الأعمال التي قدمها الفنان صالح زعل، كيف أن صالح يستطيع أن يخوض جميع الشخصيات، إذ ظهر بالشخصية الكوميدية، والشخصية الطيبة، والشخصية الجادة، وشخصية اللئيم، كما عرَّف الحضور بالتاريخ الفني والبدايات للفنان صالح زعل.
وبعده تحدث الفنان صالح زعل معبرًا عن شكره وامتنانه لإمارة الشارقة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، لتسليمه الجائزة وفرصة الحديث معه حول المجال الفني.
كما تطرق في حديثه إلى العلاقة الأخوية بينه وبين الفنان سعود الدرمكي، حيث وصف تلك العلاقة بأنها أخوية وفنية واجتماعية وإنسانية، وتتميز بالانسجام والتكامل، مؤكدًا أن الاختلافات بينهما كانت سببًا لهذا التكامل، فسعود الدرمكي سريع الغضب والانفعال وسريع الرضا والاقتناع، ولم تعكر صفو هذه العلاقة أية مشكلة طوال ما يقارب أربعين عامًا من العمل المشترك.
ونحدث كذلك صالح زعل عن بداية المسير، وعن تأسيس فرقة مسرح الشباب في عام 1974، هذا التأسيس الذي جمع صالح بسعود بفخرية خميس بأمينة عبدالرسول وأسماء أخرى عديدة، إلى أن تبنت وزارة الإعلام تلك الفرقة في عام 1981 وبدأت معها الأعمال المسرحية، وعرج إلى أول عمل درامي، كان من تأليفه، ومن تأليف المرحوم جمعة الخصيبي، حيث لم تكن النصوص موجودة فعملوا على كتابة مسلسل «مسافر خانة» والذي كُتب له القبول في عام 1981، ذلك العمل الذي كان سببًا في التصاق لقب «الشايب خلف» بالفنان صالح زعل.
وقد وصف صالح زعل أيام الثمانينيات والتسعينيات بالعصر الذهبي للدراما، مؤكدًا أن الدراما في وقتها الحالي تراجعت لعدة عوامل منها ضيق وقت التصوير، ضاربا بذلك مثلا على مسلسل «حارة الأصحاب» وألقى باللوم على هيئة الإذاعة والتلفزيون إذ وافقت على العمل في وقت متأخر، كما ألقى باللائمة على الفنان جاسم البطاشي -الذي كان حاضرا- لموافقته على استلام العمل في ذلك الوقت الضيق.
أمينة عبدالرسول
وبعد أن عرج صالح زعل على الكثير من المواضيع والذكريات، فتح المجال للحضور بالحديث، وكانت فاتحة المداخلات مع الفنانة أمينة عبدالرسول، إذ غاصت في الذكريات البعيدة، حيث تأسست فرقة مسرح الشباب عام 1974 بجهود ذاتية واستئجار بيت لإقامة البروفات المسرحية والتدريب في منطقة حارة الشيخ ثم منطقة كلبوه في مسقط، ومما أشارت إليه المواقف الإنسانية للفنان صالح زعل، قائلة: «صالح زعل إن كنا نريده أبا فهو أب، وإن كنا نريده صديقا فهو الصديق، وفوزه بالجائزة هو فوز لنا جميعا».
جاسم البطاشي
فيما تحدث جاسم البطاشي عن الأعمال التي اشترك بها مع الفنان صالح زعل، ذاكرا أول عمل جمعهما، حيث كان البطاشي مخرجًا للمسلسل «حكاوي الأمثال»، مشيرًا أن العمل جمع نجوما كُثر، إلا أنه كان مترددا في التعامل مع الفنان صالح زعل، ولكنه وجد فيه النباهة وسرعة حفظ الملاحظات والهدوء والانصات والتركيز، قائلا: «صالح زعل مدرسة في الفن والأخلاق تتعلم من حياته وعلاقته بالآخر قبل فنه».
عبدالغفور البلوشي
أما الفنان عبدالغفور البلوشي، فقد عاد بالذاكرة إلى عام 1984، فقال أنهم حينها كانوا صغارا، يحتاجون إلى أن يشاركهم في إحدى المسرحيات نجم من النجوم، فوقع الاختيار على صالح زعل، رغم عدم امتلاكهم للمال، إلا أن صالح زعل لم يهتم بالمال، إنما اهتم بالنص، فوافق على النص وعمل معهم رغم اشتغالاته في الإذاعة والتلفزيون حينها.
أحمد بو رحيمة
ومن بين المتحدثين عبدالناصر خلف، حيث وجه سؤاله لأحمد بورحيمة حول أهمية اختيار شخصيتين في هذه الدورة من جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، فأجاب بورحيمة بقوله: «هذه الدورة الأولى من جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي التي يتم فيها تكريم شخصيتين معا، وهذا نتيجة الارتباط الوثيق، وعندما نتحدث عن الدراما العمانية فلا بد أننا نتحدث عن صالح زعل وسعود الدرمكي أولا، فكرنا كيف نقدم تكريما لأحد الفنانين العمانيين، فإن كرمنا صالح زعل تركنا سعود الدرمكي، وإن كرمنا سعود الدرمكي تركنا صالح زعل، فرفعنا الاقتراح إلى صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي بأن يتم تكريمهما الاثنين معا فوافق سموه».
وتابع بورحيمة: «عندما نتحدث عن عمان، فإننا نتحدث عن إرث كبير وعن تراث عميق، وعن صلات بين عمان والإمارات.. هناك صلات بين البلدين لا يعرفها إلا الشعبان، نحن شعب واحد تمامًا، وعندي سؤال، فالمتتبع للتاريخ عماني يجد أنها دولة سلام رغم تعدد الأطياف والأعراق، هذه بحد ذاتها تجربة عميق من التعايش السلمي، فلماذا لم نشاهد عملا يكون بمثابة رسالة إلى العالم تستعرض التجربة العمانية من هذا الجانب؟». وأجاب صالح زعل بأن النص موجود والفكرة قائمة ويبقى التنفيذ.
هلال البادي
وبدوره تحدث الكاتب هلال البادي، والناقد المسرحي عن تجربة صالح زعل في مسرحية ولد البلد، حيث ظهر فيها بالفصل الأخير فقط، مؤكدًا البادي أن الفنان الحقيقي والنجاح ليس بمساحة الدور الكبير، إنما النجم هو من يكون محورًا يجذب إليه الأنظار ويصنع الفارق مهما كان الدور بسيطًا.
مداخلات الفنانين
وتقدم إلى المنصة عدد من الفنانين الخليجيين، كلا يستذكر مواقفه وتاريخه المرتبط بالفنانين صالح زعل وسعود الدرمكي، منهم الفنان السعودي عبدالناصر الزاير، ومنهم الفنان البحريني عبدالله ملك، والفنانة الكويتية الدكتورة عبير الجندي، والفنان الكويتي محمد المنصور.