صحار - سيف بن محمد المعمري -
أقيمت بجامع السلطان قابوس، بصحار أمس ندوة علمية بعنوان «الشيخ أبي مسلم البهلاني وتأثيره المحلي والعالمي»، لتسليط الضوء على أعمال هذا العالم وإبراز شخصيته واستجلاء القيم وقراءة في التراث الغزير الذي تركته هذه الشخصية ومدى تأثرها الفكري والتربوي وإبراز الدور العماني في رفد الحضارة الإنسانية بمثل هذه الشخصيات التي أضافت الكثير.
وتأتي هذه الندوة التي تنظمها تعليمية شمال الباطنة ممثلة بدائرة تنمية الموارد البشرية، قسم التربية الإسلامية، تحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي أمين عام مجلس الشورى بحضور الدكتور علي بن ناصر الحراصي المدير العام للمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة شمال الباطنة وعدد من التربويين، بهدف الرغبة في الكشف عن شخصية الشيخ أبي مسلم البهلاني وأعماله وقيمتها وتماشيا مع إدراج هذه الشخصية العمانية ضمن الشخصيات المؤثرة عالميا.
وبدأت الندوة بكلمة أحمد بن مصبح البادي المدير المساعد بدائرة تنمية الموارد البشرية حيث قال إن: الاحتفاء بشخصية الفقيه العالم والشاعر المؤمن أبي مسلم البهلاني الملقب بشاعر العلماء وعالم الشعراء لهو تعبير صادق وترجمة حقيقية لاعتناء عمان بعلمائها وأرباب نهضتها وصناع حضرتها، فليست الحضارة العمانية محصورة في البناء العمراني كالقلاع والحصون والأبراج وغيرها فحسب بل هي حضارة قائمة على الإنسان العماني، هو الأساس فيها والمحرك لها والمؤثر فيها وهو من بني القلاع والحصون وسطر أسفار العلم والأدب بمداد الوفاء والإخلاص.
وتضمن برنامج الندوة، تنظيم جلستين علميتين، تناولت الأولى «الحركة العلمية في زنجبار وأثرها في عهد الشيخ أبي مسلم البهلاني: سيرته وشخصيته العلمية ومواقفه» من خلال ثلاث أوراق عمل كانت الأولى بعنوان تأثير الشيخ أبي مسلم البهلاني في الحركة العلمية في زنجبار التي قدمها الدكتور سليمان بن سعيد الكيومي أما الورقة الثانية كانت بعنوان قراءة فكرية وتربوية في أثار الشيخ أبي مسلم البهلاني أهداه ناصر بن خلفان البادي واعظ ديني وجاءت الورقة الثالثة حول موسوعة الشيخ أبي مسلم البهلاني من تقديم الدكتور حميد بن سيف النوفلي.
حملت الجلسة الثانية عنوان قراءة نقدية في أدب الشيخ أبي مسلم البهلاني تطرق الدكتور حافظ بن أحمد البوسعيدي في الورقة الأولى إلى الفضاء النصي في شعر أبي مسلم البهلاني. أما الورقة الثانية فقدمتها خالصة بنت حامد الخروصية بعنوان الصورة الشعرية في أدب الشيخ أبي مسلم البهلاني.
وخلصت الندوة من خلال البحوث وأوراق العمل والجلسات وما دار فيها من مناقشات ومداولات ومقترحات إلى عدد من التوصيات قدمها خلال الجلسة الدكتور نبيل بن جمعة العبري، وشملت التوصيات: ضرورة تحويل الأفكار الخاصة بالاحتفاء بأبي مسلم إلى مشاريع فكرية وثقافية وعمل ندوة موسعة تدور محاورها حول كتاب نثار الجوهر للشيخ أبي مسلم البهلاني، ضرورة عمل موسوعة علمية شاملة عن الأمكنة والعلماء والمؤلفين خلال فترة وجود العرب في شرق إفريقيا.
كما أوصت الندوة إلى عمل كتيب إثرائي لمدارس وزارة التربية والتعليم، يعرف الطلاب بشخصية الشيخ أبي مسلم البهلاني وآثاره العلمية والتربوية وجهوده في خدمة الوطن والإنسان وبحث وتنقيح وتحليل ديوان أبي مسلم البهلاني بالإضافة إلى مقترحات لبعض العناوين البحثية والدراسات التوصيات حيث تقترح الدراسة عناوين بحثية تتمثل في: وظائف التعدد الصوتي في شعرية أبي مسلم وحجاجيات الخطاب في الشعر العماني وأخيرا أبو مسلم بين التصوف والتاريخ.