الدين الإسلامي كفل لها حقوقها -
أحمد بن علي الحداد -
«الإسلام مثلما نهض بالمسلمين في مختلف مناحي الحياة، وصحح مفاهيم وممارسات خاطئة كانت تُمارس في الجاهلية قبل الإسلام، ومن هذه الممارسات المشينة ما كان يشاع ويمارس ضد المرأة على مختلف أدوارها؛ مثلما كانت تئد البنات، ولم يكن للمرأة دور فعلي في المجتمع فهُضمت حقوقها ولم يراع المجتمع الجاهلي واجبات المرأة إلا في أمور بسيطة لا تكاد تذكر بل كانت هذه الواجبات قاسية في كثير من الأحيان دون مراعاة حقوقها كامرأة، فجاء الدين الإسلامي بتصحيح المفاهيم حيال المرأة على مختلف دورها سواء كأم أو أخت أو ابنة أو جدة أو عمة أو خالة وغيرها من الأدوار لعموم النساء وإعطائها حقوقها كافة وتبصيرها بواجبتها»
عند الحديث عن المرأة فإننا نتحدث عن عماد المجتمع والأسرة، صاحبة الرسائل والأهداف السامية؛ لأنها هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع التي بصلاحها وسدادها ينعكس ذلك على المجتمع وأفراده من ذكور وإناث، فهي المربية والمصلحة والتي تُخرّج الأجيال من ذكور وإناث مَن بسواعدهم تُبنى الأوطان وبهم تنهض في مختلف مجالات الحياة؛ ولا يتأت ذلك إلا عندما تُعطى المرأة كافة حقوقها، وأن تترك لها المساحة في ممارسة واجباتها، وأن يكون المجتمع ذا وعي على مختلف شرائحه لكي يدرك أهمية دور المرأة في المجتمع، وأن يسخر لها كل الإمكانات ويذلل لها كل الصعاب.
فلا نجد في دين أو فكر أو قومية – وغيرها من المسميات- مَن أعطى المرأة كافة حقوقها وترك لها المساحة في ممارسة واجباتها ويبصرها بذلك؛ مثل الدين الإسلامي، فالأمثلة في الدين الإسلامي كثيرة ولا يمكن لمثل هذا المقال أن يحصرها، ونحاول جاهدين بما يتيسر لنا ويناسب المقام ويسع المقال أن نذكر الشواهد والأدلة على ذلك.
فالإسلام مثلما نهض بالمسلمين في مختلف مناحي الحياة، وصحح مفاهيم وممارسات خاطئة كانت تُمارس في الجاهلية قبل الإسلام، ومن هذه الممارسات المشينة ما كان يشاع ويمارس ضد المرأة على مختلف أدوارها؛ مثلما كانت توأد البنات، ولم يكن للمرأة دور فعلي في المجتمع فهُضمت حقوقها ولم يراع المجتمع الجاهلي واجبات المرأة إلا في أمور بسيطة لا تكاد تذكر بل كانت هذه الواجبات قاسية في كثير من الأحيان دون مراعاة حقوقها كامرأة، فجاء الدين الإسلامي بتصحيح المفاهيم حيال المرأة على مختلف دورها سواء كأم أو أخت أو ابنة أو جدة أو عمة أو خالة وغيرها من الأدوار لعموم النساء وإعطائها حقوقها كافة وتبصيرها بواجبتها؛ فإن الإسلام ميزهن بميزات، بل وجعل معهن الأجر العظيم والخير الكثير؛ فجاء القرآن الكريم يحمل اسم سورة منه باسم النساء وذلك لتفضيلهن ولأهمية المرأة ومن باب إعطاء الحقوق ومساواتها بالرجل في مناحي الحياة التي يُمكن للمرأة أن تشارك الرجل بها لتنهض بالمجتمع، فكفل لها حق التعبير عن رأيها وحق اختيارها، فحثها على التعلم والتعليم لإيمان الدين الإسلامي بأهمية الأدوار التي تقوم بها المرأة في مناحي الحياة وما تقدمه للمجتمع.
وعلى سبيل التفصيل نذكر بعض الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة، ومنها التملك الحر للمال من مرتبات كشغل وظيفة أو تجارة وجعل لها الحرية في تصرفها به ولا يمكن لأحد أن يتدخل في هذا الشأن بل يحرم عليه؛ فدليل ذلك حينما حاول أن يتدخل ابن الزبير رضي الله عنه في الشأن المالي لخالته عائشة رضي الله عنها فهجرته حتى شفع له بعض الصحابة رضوان الله عليهم فكلمته وكفرت عن نذرها، ومن حقوقها أيضًا في اختيار الزوج فلا يجوز لأحد أن يجبرها على الزواج أو على زوج معين هي لا تريده سواء كانت المرأة بكرا أو ثيبا؛ فعن ابن عباس «أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ وَإِذْنُهَا سُكُوتُهَا» وهذا الحديث يأمر بأنه لا تُجبر المرأة البالغ على من لا تريده شريكًا لحياتها؛ بل جعل الإسلام للمرأة الأحقية في فسخ عقد النكاح في حال أجبرها وليها على الزواج وقد حدث ذلك في عهد المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه عندما جاءته خنساء بنت خِدَام الأنصارية- رضي الله عنها- تشتكي للنبي- صلى الله عليه وسلم- من أبيها عندما زوجها برجل من غير رضاها؛ فأمر النبي- صلى الله عليه وسلم- بفسخ ذلك النكاح، وهنا تجدر بنا الإشارة إلى أن المقصود بولاية الرجل على المرأة هو حفظها والإحسان إليها والنظر في مصالحها ومن أساء إلى ما تقدم ذكره فالإسلام أجاز للمرأة بأن تطالب بسقوط ولاية الولي ولو كان أبًا، فترفع أمرها للجهات ذات الاختصاص كالقضاء فهم من يعينون وليًا، وكذلك من حقوق المرأة مثلما كانت لها الموافقة على اختيار الزوج ابتداء لها كذلك في المفارقة فمثلما لا يجبر الزوج على امرأة لا يريدها ويطلقها فكذلك لها ذلك فلا يمكن لأحد أن يجبرها على البقاء مع زوج لا ترضاه فتطلب الخلع فترجع له مالا يتفقان عليه؛ فهذا صح عن النبي- صلى الله عليه وسلم- عندما جاءته امرأة ثابت بن قيس بن شماس فقالت للنبي- صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله ما أنقم على ثابت في دِين ولا خلق، إلا أني أخاف كفر العشير فقال لها المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: فتردين عليه حديقته فقالت نعم ثم ردت عليه وأمر النبي- صلى الله عليه وسلم- زوجها بمفارقتها فامتثل لذلك، وقد حافظ الإسلام على المرأة بجعلها الدرة المصونة لحماية شبابها ونضارتها؛ فلهذا جاءت النصوص الشرعية في الإسلام بمباعدة المرأة عن الرجال الأجانب وعدم الاختلاط بهم إلا للضرورة وفق الضوابط الشرعية حفاظا على الجميع، ومن صور حقوق المرأة في الإسلام السكن والنفقة والمشرب والحوائج الخاصة والمصروف لها، فالزوج يقوم بذلك اتجاه زوجته أو الأهل اتجاه ابنتهم التي لم تتزوج وذلك مصداقًا لقوله تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} بل واهتم الإسلام بحقوق المرأة التي لا معيل لها كالأرمل والمطلقات فجعل نفقتهن وقضاء حوائجهن وإقامة المساكن وتوفير الحياة الكريمة لهن من بيت مال المسلمين حفاظَا عليهن وتكريمًا لهن لكي لا يحتجن لأحد وخير مثال لذلك ما قاله عمر- رضي الله عنه-: «لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدًا»، فكذلك راعى الإسلام الطبيعة الخِلقية والأمور الفطرية للمرأة فخفف عليها بعض التكاليف فلم يوجب عليها النفقة والسكن كما أن الشريعة الإسلامية أسقطت عن المرأة المسلمة بعض التكاليف الشرعية كالجهاد وسقوط بعض الواجبات من العبادات كالصلاة مثلا في حال الحيض والنفاس كل ذلك لمراعاة حال المرأة وتقديرًا لمشقة الطهارة في تلك الأحوال.
كما أن المرأة كانت لها مشاركات إيجابية بل مفصلية في أمور شتى لاسيما في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- ومن هذه المشاركات ما أشارت إليه سيدتنا أم سلمة- رضي الله عنها- في صلح الحديبية للنبي- صلى الله عليه وسلم- ليحلق رأسه ويخرج للناس، وذلك بعدما وقع في أنفس المسلمين ما وقع من ذلك الصلح بل أعظم من ذلك كله وموقف يسطر بمداد من ذهب هو موقف أم المؤمنين سيدتنا خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- عندما آزرت زوجها النبي- صلى الله عليه وسلم- لما رأى سيدنا جبريل عليه السلام في غار حراء وجاءها مفزعًا من هول ما رأى فما كان منها إلا الشد بيد النبي- صلى الله عليه وسلم- وخففت عنه مما حصل له وأرشدته بأن يذهب إلى الرجل المؤمن الصالح ورقة بن نوفل، والنماذج المشرفة للمرأة المسلمة في التاريخ الإسلامي كثيرة وهذا إن دل فإنما يدل على اهتمام الإسلام بالمرأة المسلمة وإعطائها كافة حقوقها وتبصيرها في واجباتها؛ بل ميّز الإسلام المرأة عن الرجل فيما يتعلق بالواجبات فخفف عنها كثير من الواجبات الشرعية والاجتماعية والاقتصادية ولم يلزمها بها على عكس الرجل فإنه مطالب بهذه الواجبات، وهذا من الأمثلة التي تدحض شبهات من يدّعي زورًا على أن الإسلام لم يعطِ المرأة حقوقها ولم يساويها بالرجل.
ولابد لنا من ذكر بعض الآثار التي جاءت في فضل المرأة على مختلف أدوارها مثلما ذكرنا في المقال ومن هذه الأدوار التي تكون للمرأة فهي الأم؛ فقد جعل الله سبحانه وتعالى رضاها من رضاه سبحانه وتعالى، وجعل الجنة تحت قدميها وكل ذلك لبيان أهمية المرأة كأم وعظمتها في الإسلام بل وجعلها أحق الناس للرجل في صحبته بهذه الدنيا، ومن النصوص أيضا التي تبين مكانة المرأة كزوجة فأوصت الشريعة الرجل بحسن معاشرتها بالمعروف، وإن خيار الناس من يُحسن لزوجته، وكذلك كرمت الشريعة الإسلامية المرأة كبنت فجعل في تربيتها والاهتمام بها والإحسان إليها الخير الكثير وبشّر النبي- صلى الله عليه وسلم- بجواره في الجنة لمن كان له ابنتان أو ثلاث وأحسن إليهن في تربيتهن، وكرم الإسلام كذلك المرأة كأخت وعمة وخالة وجدة فأمر بصلة الرحم وجعل فيها الخير العظيم وأن صلة الرحم تشهد لمن صلها بالخير وتشهد على من قطعها بالسوء وتوعد الله سبحانه وتعالى لمن قطعها؛ فهذا لمكانة صلة الرحم والتي منها بيان لحقوق المرأة كأخت وعمة وخالة وجدة.
وعند الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام وحقوقها التي كفلتها الشريعة الإسلامية لها وواجباتها التي جاءت بها الشريعة الغراء فإنه يجب علينا التفريق بين الممارسات الخاطئة التي طرأت مع الأسف على كثير من البلدان الإسلامية والعربية والتي جاءت بين تفريط وإفراط لحقوق المرأة وواجباتها.
وفي الختام خير ما ننهي به هذا المقال فهو من أبلغ ما قيل في حقوق المرأة والذي يعتبر من جوامع الكَلِم الذي يبين فضل المرأة وأهمية مكانتها في الإسلام قول المصطفى- صلى الله عليه وسلم- في وصيته قبل أن ينتقل للرفيق الأعلى فكان يقول صلوات ربي وسلامه عليه: «استوصوا بالنساء خيرًا».
أدوار وتحديات -
زهرة سليمان أوشن -
المرأة ليست مجرد نصف كمي في ميزان المجتمع، بل هي عبر أدوارها ومن خلال فعاليتها تشكل ثقلا كبيرا يجاوز النصف الكمي بكثير.. ويكفي أنها مربية الأجيال ومنجبة الأبطال في كل ميادين الحياة.
إن دور التربية والتنشئة والقيام بالواجبات والأعباء الأسرية يعتبر ذا أهمية كبيرة للفرد والمجتمع ولو وضعناه في السياق الكمي فستعلو نسبته عن 50% من الإنجاز الذي للمرأة فيه النصيب الأكبر بلا شك.
كيف والمرأة وخاصة في حاضرنا المعيش بعد أن نالت نصيبا وافرا من العلم والتأهيل قد خاضت العديد من المجالات وتبوأت المناصب المهمة وأصبحت رائدة ومسؤولة في العديد من المؤسسات بالدولة.
فلا شك أنها اليوم بعد كل هذه النجاحات وبعد الكم العالي من التعليم والتدريب الذي حصلت عليه، وفي خضم مجتمع عصري مكتظ بوسائل التكنولوجيا التي تساعد في نشر العلم وفي سرعة نمو المهارات والحصول على الخبرات.. فإن المرأة اليوم أصبحت أكثر مسؤولية والمجتمع بحاجة أشد لتكون أكثر فاعلية وإنتاجية.
وهي أيضا في حاجة إلى أن تكون قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة وإحسان التعامل معها لترتقي بأدائها لأدوارها الأسرية والمجتمعية.
ولعلي أشير إلى أهم المقومات التي اكتسبتها المرأة في عصرنا والتي تشكل روافد مهمة تساعد على أن يكون لها دور أكثر فاعلية في خدمة وطنها؛ فمن هذه المقومات:
التعليم، لا شك أن التعليم يسهم في ترقية الفرد وبناء شخصيته وإكسابه المعلومات والمهارات التي تعينه على حركة بناء وحيوية في الحياة وتجعله أكثر نفعا لمجتمعه، وفي عصرنا الحاضر اهتمت كثير من دولنا بالتعليم، وكان للمرأة نصيب وافر فيه أيضا، بعد أن انزاحت إلى حد كبير بعض العادات السلبية التي كانت تمنع المرأة من الحصول على هذا الحق الإنساني المهم، وذلك ولا شك رافد مهم، والتعليم بالتأكيد رافد مهم جدا للمرأة يجعلها أكثر قدرة على تأدية وظيفتها في الأسرة ويساهم في تفعيل أدوارها في المجتمع.
ومن المقومات الوعي بأهمية أدوار المرأة في المجتمع فقد تشكل في مجتمعاتنا وعي واسع تجاه المرأة وأهمية مشاركتها في الحياة العامة وصارت هناك نظرة إيجابية تجاهها تشجعها على تقلد الوظائف المهمة وتساهم في رفع مستواها المهني مع الدعم لمهامها الأسرية.
كذلك التطورات التكنولوجية والمعرفية على مستوى العالم ساهمت كثيرا في الرفع من مستوى المرأة العلمي والثقافي وأيضا جعلتها أكثر قدرة على الاستفادة من أوقاتها وتعلم المهارات التي تعينها على تنظيم أولوياتها واستثمار فرص النجاح من حولها.
بالإضافة إلى التطورات العمرانية والنهضوية التي تمر بها العديد من بلداننا- ولله الحمد- لا شك أنها يسرت السبل لأفراد المجتمع رجالا ونساء وخلقت فرص عمل متنوعة، وساعدت على بروز المبدعين، وللمرأة نصيب جيد في هذه الحركة النهضوية الفاعلة.
وبعد أن أوجزت الحديث عن المكتسبات، انطلق للحديث عن أهم التحديات التي تواجه المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية اليوم والتي قد تعيق أو تحد من تأدية المرأة لواجباتها بالشكل المرغوب فيه.
فمن التحديات؛ لا زال هناك هيمنة لبعض العادات البالية في بعض مجتمعاتنا المحلية تعيق تقدم المرأة وانطلاقتها وكبتت المرأة وعرقلة حركتها وترى في تعليم المرأة جريمة وفي مطالبتها بحقوقها التي كفلتها لها الشريعة خروجا عن المألوف.
وينقص المرأة أحيانا فهم حقوقها ووعيها بها والشجاعة في المطالبة بها حتى لا تتسع دائرة انتهاكها. وأحيانا يكون هناك قلة وعي من المرأة تجاه واجباتها والمهارات التي تعينها على أداء مهامها الأسرية والمهنية، لذا لا بد من نشر الوعي في أوساط النساء بأهمية أدوارهن وحثهن على المزيد من الإتقان في أداء مهامهن.
وهناك تحدي فهم الواقع والتغيرات المعاصرة، فلا بد أن يكون لدى المرأة وعي بواقعها المعاصر يجعلها تعي الموجات المتتابعة التي تستهدفها في ثوابتها فتستطيع من خلال فهمها لدينها وحسن انتمائها لهويتها أن تتعرف على الغث والسمين مما يفد إليها فتنتقي ما يناسب هويتها ولا يتعارض مع ثوابت دينها وتتفاعل مع المستجدات وفقا لميزان يحتكم لشرع الله تعالى.
وفي جانب ترتيب الأولويات في حياة المرأة، في خضم الأعباء وتعدد مهام المرأة اليوم وكثرت مسؤولياتها خاصة في ظل تعقد الحياة لا بد للمرأة من أن تتعلم كيف تدير أولوياتها حتى لا تنتقص بعض مهامها من أطرافها بالإهمال وعدم الاكتراث، خاصة مهامها التربوية في الأسرة، لذا عليها أن تتعلم مهارات إدارة الوقت وترتيب الأولويات ووضع خارطة وخطة لحياتها تجعلها توزع أوقاتها بين تلك المسؤوليات بما يتناسب مع أدوارها مع مراعاة التغيرات والواقع والمستجدات والأهداف المستقبلية التي تريد تحقيقها.
كذلك التكنولوجيا،، لا شك أن وسائل التكنولوجيا اليوم مهمة جدا في حياتنا وهي أدوات فعالة لها تأثيرها الإيجابي والسلبي، فهي تختصر الوقت وتعين على القيام بالعديد من الأعمال المنزلية وتوفر طرقا أسهل للتواصل والتفاعل وكسب المهارات والخبرات متى ما أحسنت المرأة استعمالها، وهي أيضا قد تكون سببا لإضاعة الأوقات ونشر الأفكار السيئة والتأثير السلبي على تربية أبنائنا، لذا على المرأة أن تتعلم كيف تتعامل معها وتجعلها وسائل إيجابية في حياتها، وتستخدمها في كسب مزيد من الوقت وتجعلها عاملا مساعدا في الرفع من مستواها الفكري والمهاراتي وتوفير فرص أكبر لإقامة مشاريع إنتاجية أونشر القيم والتوعية بين أبناء مجتمعها عبر التمكن من التعامل الجيد مع وسائل التواصل والانخراط في دورات ترفع من كفاءتها عبر الإنترنت، والمجال اليوم مفتوح والفرص متاحة لكل امرأة تعي دورها وتريد أن يكون لها أثر طيب وبصمة مميزة في مجتمعها.
وبعد أن تحدثنا عن المكتسبات ومن تم التحديات في واقع المرأة في مجتمعاتنا نعرج للحديث عن أهم أدوارها مع إضاءات حول كيفية أدائها بطريقة أكثر كفاءة وأعمق نفعا.
فمن أدوارها واجباتها الأسرية، المرأة عماد البيت كما يقال وهي ربة البيت ومنجبة الذرية، والمسؤول الأول عن الكثير من المهام المنزلية والتربوية، وهذه المهام تؤديها عبر دوري الزوجة والأم وأيضا عبر أدوار اجتماعية ملاصقة وقريبة منهما، مثل أدوار الأخت أو الجدة أو الابنة،، ولا شك أن كل هذه الأدوار والمهام غدت اليوم مركبة وأكثر صعوبة خاصة المهام التربوية، فنحن اليوم وفي ظل تعقد حياتنا المعاصرة وانتشار رهيب لوسائل التواصل بحاجة كبيرة إلى وعي عميق للمرأة بأهمية دورها في الأسرة وأن يكون هو الأول كيفا وكما في سلم أولويات المرأة التي عليها أن تتزود بثقافة تربوية جيدة، والأمر غدا متاح عبر عديد الوسائل اليوم من كتب وبرامج مرئية ومسموعة وصفحات إنترنت وغيرها، لذا على المرأة أن لا تستنكف عن التعلم والاستشارة والاستفادة في هذا المجال، كما أن عليها أن تحسن إدارة البيت ميزانية وتأهيلا تربويا ودينيا وثقافيا وتعليما لأبنائها وتحسن التعامل مع زوجها وأهله، لأن كل ذلك يوفر حاضنة رائعة لأفراد الأسرة ويعينهم على التفاعل البناء مع أبناء مجتمعهم ويعين على تكوين الأسرة الصالحة المصلحة التي هي قوام المجتمع الخير الذي نسعى لتحقيقه.
أيضا الدور المهني.. وهو دور مهم جدا على المرأة أن تحقق ذاتها فيه وتسعى لرفع كفاءتها واستثمار الفرص والتعليم الذي حصلت عليه من دولتها، فتكون أهلا لتلك المكتسبات التي حصلت عليها وتضرب مثلا حسنا في الأمانة والنزاهة والإخلاص في العمل مع تنمية قدراتها بالمشاركة الإيجابية في الدورات التدريبية، وهنا وبعد تأكيدي على أهمية تأدية المرأة لدورها المهني على أكمل صورة لابد أن أؤكد على أمرين مهمين، الأول: التأكيد على التوازن بين دور المرأة في الأسرة ودورها المهني حتى لا يحدث حيف وقصور في أحدهما على حساب الآخر مع أهمية دراسة المرأة لواقعها والمتغيرات التي تطرأ على حياتها لتستطيع ترتيب أولوياتها دون تعارض بين الدورين،،، الثاني لا بد من وجود بيئة داعمة من أفراد الأسرة أزواجا وآباء وأبناء، لدعم المرأة في سيرتها المهنية، مع تيسير السبل من مؤسسات الدولة وتشجيع المرأة المتميزة في وظيفتها والمبدعة في عملها.
واختم بالأدوار الخيرية والمجتمعية، وأقصد بها الأدوار التطوعية التي تقوم بها المرأة في المجتمع والتي تضع فيها المرأة خبرتها وعلمها ومهاراتها في خدمة أفراد مجتمعها دون مقابل، وتستطيع المرأة اليوم أن تقوم بهذه المهام عبر الانضمام لمنظمات أومجموعات فاعلة وتغطي هذا الدور بقيامها بمهام المطلوبة منها حسب تخصصها ومهاراتها، كما تتيح وسائل التواصل فرصا للقيام بهذا الدور وتوسع من انتشار الخير وتلقي الخبرات من تجارب الآخرين. وللأدوار الخيرية أهميتها الكبرى للفرد والمجتمع وهي تكسب المرأة كما هائلا من المهارات وتعزز فعاليتها وإيجابيتها في المجتمع وتجعلها قدوة طيبة لأبنائها.