في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: مجتمع إسرائيلي وفلسطينيون ومرحلة سياسية مظلمة، جاء فيه: مرة اخرى تظهر نتائج الانتخابات للكنيست الإسرائيلي وجود مجتمع يهودي مغرق بالتطرف وجماعات فلسطينية قوية وصامدة ومستعدة لمواجهة التحديات الكثيرة. لقد فاز الليكود برئاسة نتانياهو بأغلبية المقاعد وجاء بعده حزب «ازرق ابيض» برئاسة غانتس بالمرتبة الثانية وهما معروفان بالتطرف والعنصرية ضد العرب وبالتباهي بدعم الاستيطان والسيطرة على الضفة الغربية. ومع فوز اليمين نرى ان ما كان يسمى باليسار او التيار المعتدل لحزب العمل وشاس وغيرهما قد فاز بعدد قليل من المقاعد واصبح خارج اللعبة السياسية كليا تقريبا بسبب سيطرة اليمين على التفكير اليهودي وانجذاب الأغلبية نحو ما يدعو إليه أو يمارسه من سياسات. وسط هذه الهيمنة المتطرفة نجد المواطنين الفلسطينيين وقد انتخبوا بأعداد كبيرة وحققت القائمة العربية المشتركة من ناحية مبدئية وغير نهائية على ما يقل عن 15 مقعدا وهذا يعتبر انجازا كبيرا، وسيكون للقائمة العربية المشتركة صوت مسموع رغم ان القوى اليمينية كلها تتجاهل القائمة كما ان القائمة غير مستعدة للتعاون معهم، وسيظل دورها محصورا بالقضايا الداخلية التي تهم الفلسطينيين وارضهم وحقوقهم بالدرجة الأولى كما ان صوتها سيكون عاليا بانتقاد كل الممارسات التي قد تقوم بها احزاب اليمين والحكومة القادمة. ان تشكيل الحكومة القادمة لن يكون أمرا سهلا ولأن الليكود لا يجد الحلفاء الذين يؤهلونه للأغلبية بالكنيست ولكن نتانياهو الذي يغرق بتهم الفساد واحتمالات المحاكمة، وهو ثعلب مكار سياسيا، سيعمل بكل السبل لإيجاد أغلبية وتشكيل الحكومة القادمة وحتى يهرب مجددا من المحاكمة لان القانون يحمي رئيس الوزراء في حالات كهذه. بالنسبة لنا نحن الفلسطينيون فإن هذه النتائج تغلق كل احتمالات التفاهم والسلام، وهم يفكرون بضم المستوطنات وأجزاء غير مسكونة أو قليلة السكان من كل أنحاء الضفة وبالمقدمة منطقة الأغوار، ونحن نواجه بالتأكيد مرحلة اكثر تعقيدا وصعوبة مما سبق وعلينا كسلطة وتنظيمات ان نكون مستعدين لكل الاحتمالات، وان نعمل يدا واحدة وأولا وقبل كل شيء استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء هذه المرحلة السوداء من الانقسام..!!