«توقفت المدارس لكن التعلّم مستمر» استطلاع - بشاير السليمية:- كنت ألف حول الدوار المؤدي إلى الشارع السريع بعد أن خرجت من البيت باتجاه الجريدة عندما وجدت مجموعة من الأطفال يتنزهون في الأرجاء، ويلعبون بالحجارة على الأرض، ولا يبدو أنهم يقصدون مكانا معينا، وبطبيعة الحال تبدو البيوت خالية من السيارات التي أخذت الوالدين لأعمالهم. وما أن أكملت الطريق حتى رأيت آخرين يهمون بدخول البقالة! وكذا حين وصلت الجريدة وتصفحت تويتر وجدت إحداهن تغرد أن هناك الكثير من العائلات تتنزه على شاطئ السيب، تذكرت صديقتي التي كانت تتنزه عصرا وقت إعلان تعليق الدراسة في شاطئ العذيبة فسألتها هل كان الكثير من الأطفال هناك؟ قالت نعم الكثير منهم هنا، كان ذلك أيضا بصورة أخرى في الجوار قرب البيت، فالدراجات الهوائية التي لم تر النور مذ بدأ الفصل الدراسي تنفست أمس وملأت الأرجاء، إلى كرات القدم ومباريات الحارة المصغرة. سألت صديقة أخرى عن أبنائها قالت «مع أنهم ناموا كثيرا اليوم لكننا لآن مشغولون بهذا»، وأرسلت صورة لدفتر مليء بالتمارين وأنشطة التلوين. ثم دخلت هاشتاق - تعليق- الدراسة فأجد تغريدة جميلة لمحمد البوسعيدي عضو سابق بمجلس الشورى يقول فيها إنهم أنهوا قبل قليل الاجتماع الطارئ لأسرتهم الصغيرة واتفقوا بأن يكون الشهر الذي تقرر تعليق الدراسة فيه هو شهر الإبداع لهم في البيت. وقال في سطر التغريدة الأخير: «توقفت المدارس ولكن لن يتوقف التعلم». فتحدثنا مع مجموعة من أولياء الأمور حول خططهم للأبناء خلال هذه الفترة، التي بدا من المشاهد آنفة الذكر أن الأطفال يخالطون بعضهم عن طريق اللعب وربما دون وجود خطط تشغل وقتهم. التحفيز داعم لاستغلال الوقت سألت محمد البوسعيدي عن اجتماعهم ذاك وعن الخطة التي سرّ بمشاركتها قائلا: «قررنا الاجتماع بالأولاد لنناقش الإجازة وأسبابها، ونستمع منهم حول خططهم، ولكن قبل ذلك قسنا معرفتهم بالوضع الحالي، والوباء المنتشر. أعمار أبنائي مختلفة، أصغرهم سبع سنوات وأكبرهم في الجامعة، وكل منهم متابع للوضع بطريقته. وبطريقتنا أوصلنا لهم فكرة أن تعليق الدراسة هو عدم الذهاب للمدارس ولكن ليس إيقاف الدراسة نفسها لأن العلم لا يتوقف، وأننا نريد أن نخصص الوقت في استمرار التعلم والدراسة وممارسة الأنشطة المختلفة إضافة إلى مكافأتهم بساعة إضافية للنوم على أن يبقى وقت الذهاب للمدرسة هو وقت الدراسة في البيت». وأضاف: «كل واحد منهم طرح أفكاره المختلفة حول الأنشطة التي يحب القيام بها وممارسة هواياته الخاصة، إضافة إلى ارتباطهم بدروس حفظ القرآن الكريم، على أن يتابع الإخوة الكبار إخوتهم الصغار لأننا نكون في العمل، كما حددنا مجموعة من المشروعات العلمية التي سيساعدهم الإنترنت على القيام بها واستخدام منصات التعليم عن بعد، وقراءة ما اقتنوه مؤخرا من معرض الكتاب. ولتحفيزهم قسمناهم إلى فريقين حتى نوجد التنافس ثم نكافئهم على ذلك. وتعويضا عن الخروج اقترحنا أن تكون فترة المساء فترة راحة ومشاهدة التلفاز وبعض المسابقات والألعاب الجماعية، وهذا النوع من التنويع يكفل التقليل من الملل والحاجة للخروج، محاولين أن نساعدهم في الالتزام على ذلك بوجود الحوافز». دورات مجانية ومنصات للتعليم عن بعد أما بدر الراشدي معلم وأب فقال: «يمكن للأسرة يمكن أن توجد من الإجازة رافدا إيجابيا مهما لأبنائها من خلال استغلالها الاستغلال الأمثل. نحن في الأسرة لدينا خطة منذ بداية السنة لتعزيز مهارات أبنائنا واختار كل واحد منهم مهارة معينة يعمل على تطويرها طوال السنة، ولكن الإجازة المفاجئة جعلتنا نفكر بشكل أكثر عمقا، فاتفقنا مع أبنائنا على إنجاز بعض الدورات المجانية أونلاين، وهي متوفرة بكثرة وأغلبها مجانية، وتنفع حتى لأعمار الصف السادس وصاعدا، تعزز فيها مهاراتهم ويطور من شخصياتهم، وبدأنا مع موقع إدلال ثم منصة إدارك وكوريسيرا ومنصة مهارة وهي من أهم المنصات لدي، مع العلم أنه ليس بالضرورة أن تكون دورات تعليمية أو مرتبطة بالمنهج الدراسي، بل يمكن أن تكون ترفيهية تعليمية، فمثلا ديمة في الصف العاشر لأنها تعشق القهوة اختارت اليوم دورة مقدمة في عالم القهوة في موقع إدلال، ومحمد اختار دورة لتطوير الذات بالإضافة إلى استمرار تعلمه لبرنامج الفوتوشوب، واستمرار ريما في تعلم عزف الجيتار الذي بدأته قبل أشهر ضمن الخطة الصيفية الماضية، ويقومون بمشاركة ما يتعلمونه معي بالبريد الإلكتروني عندما لا أكون موجودا معهم، أو خلال جلساتنا المشتركة». وأضاف: «ضمن خطتنا في الأيام القادمة أن تكون هناك دورات مشتركة تعقبها جلسة نقاشية للجميع، واخترنا كبداية دورة مهارات القرن الحادي والعشرين في موقع إدلال. أما الأطفال الصغار قبل سن المدرسة فوفرنا لهم ألعابا وكتبا بسيطة داخل المنزل بالإضافة إلى القنوات اليوتيوبية الترفيهية والمفيدة، مثل قناة زيد والعلوم أو قناة سوبر واي وغيرها من القنوات». القص والحكي والقراءة فيما قال أحمد الراشدي حكواتي وصاحب مشروع القرية القارئة: «هذا أول حدث نواجهه من هذا النوع، وأقوم خلال هذه الفترة بمتابعة المغردين العمانيين وغير العمانيين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فيما يبتكرونه من أفكار لأبنائهم، فرأيت أناسا يحثون على المنصات، وهذه فكرة جديدة لم تكن مألوفة ولكنها ظهرت مع بدء الحديث عن تعليق الدراسة، فبدأت أسمع عن منصات أسهل ومنصات توجد في المملكة العربية السعودية، وهناك منصات أخرى تحدث عنها الأصدقاء، فهذه فكرة لموضوع التعليم. وهناك فكرة بدأت أتتبعها وأنا أتابع تحركات الفيروس حول العالم أن الناس الذي يقضون مع أبنائهم في الحجر الصحي كالصين يقومون بأنشطة قرائية وأنشطة لعب مع أطفالهم. أنا في حيرة من أمري حول ما يمكن أن أعمله في مثل هذا الوضع والحل الأول الاستفادة من التجارب الموجودة، وإحدى الصديقات الحكواتيات تقول: «استثمروا كورونا واحكوا للأطفال». وتقول مجموعة من الأمهات منهن آمنة العلوية التي أشارت إلى أنها ستنمي حس القراءة وكتابة القصص لدى ابنتها إضافة إلى مشاركتها في اللعب وبعض الأنشطة العلمية والاختراعات. أما حنان السليمية فإنها أعدت جدولا للمراجعة ما تمت دراسته بالتعاون مع معلماتهم، وجدولا للترفيه يحوي لعب كرة القدم، وقيادة الدراجة الهوائية في فناء المنزل ومشاهدة البرامج المفيدة على التلفاز. فيما تحرص خلود المقرشية على عدم تفويت دروس ابتنها واستغلال الإنترنت كتعويض لذلك.