يصلون الليل بالنهار في سبيل رعاية مرضى كورونا - كتبت - نوال الصمصامية - يواجه الكادران الطبي والتمريضي ضغوطات كثيرة في الوقت الذي تشتد فيه معاناة السلطنة من شدة انتشار موجة كوفيد الثالثة، ويتصاعد منحنى الوفيات والإصابات بشكل يومي بتسجيل أرقام قياسية مقلقة للغاية ما يشكل عبئًا كبيرًا عليهم. «عمان» اقتربت منهم للتعرف على كيفية مواجهتهم للوضع الحالي والتحديات التي يواجهونها وخاصة في أيام الشهر المبارك. تقول وردة بنت علي الحبسية ممرضة أولى في قسم مكافحة الأمراض المعدية في المستشفى السلطاني: «المعركة شرسة والانتصار حليفنا»، هو لسان حال جنود القطاع الصحي جنود لم يعودوا أدراجهم ولم يتركوا الساحة خالية، بل باتوا خط الدفاع الأمامي في وجه هذا الوباء، ووسط كل هذا التعب والإرهاق ترافقهم الضغوط النفسية الكبيرة لتزيد من تعبهم، فالموت لا يغيب عن أماكن عملهم، وتمثل الكوادر والأطقم الطبية في قطاعنا الصحي أهم خطوط الدفاع في مواجهة وباء كورونا، فهم يَصلون الليل بالنهار في سبيل تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية للمرضى حتى في هذا الشهر الفضيل بدون توقف، فهم يواجهون حربًا للتصدي لهذه الجائحة ويبذلون جهدًا كبيرًا لتوفير العلاج لجميع المصابين. والكوادر الطبية بجميع تخصصاتها ما زالت مستمرة في العطاء ولن تتوقف عن خدمة الوطن والمجتمع، وسنكون حريصين كل الحرص على اتخاذ جميع السبل الاحترازية لحماية أنفسنا وعائلاتنا للاستمرار في هذا العمل الدؤوب فلن نتوقف ونستمر بدون قلق أو خوف يعيق تقديم الرعاية الصحية والعلاجية للمرضى. وأكدت الحبسية أن أكبر وأهم تقدير وشكر يمكن أن يقدمه أفراد المجتمع إلى الكوادر الطبية والصحية هو الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية واتباع تعليمات اللجنة العليا للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد. أما شهاب بن حمد الشكيلي اختصاصي علاج طبيعي لمرضى «كوفيد-١٩» في المستشفى السلطاني يقول: وتظل سحابة «كوفيد-١٩» تغطي الأرجاء وتمطر بالعدوى ومن تحورٍ لآخر لهذا الفيروس المعتدي ويزداد الحمل والثقل على جميع الأفراد بشكل عام والمؤسسات الصحية بشكل خاص، ويزاد العبء يومًا بعد يوم، يصل بنا للعام الثاني على التوالي ونحن في مجابهته بكل ما أوتينا من قوة. وفي هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك نواصل جاهدين لأداء واجبنا الإنساني والمهني المعتاد تجاه مرضانا جميعًا ولكن هنا في ساحة كوفيد يختلف الوضع قليلًا ونحن صيام ونرتدي الأقنعة والرداء الخاص المغلق تمامًا وقضاء ساعات من الزمن بين تطبيبِ جرحٍ ومواساة للمرضى ورفع معنوياتهم في هذه الساحة التي تارةً تشبه خلية النحل في عملها الدؤوب وتارةً أخرى تشبه ساحة حربٍ ولا بد من الانتصار فيها، وكل جندي من الكوادر في هذه الساحة مكلّف بعمل مهم ليكمل دور الجندي الآخر. وأردف الشكيلي قائلا: لا بد من الانتصار في غمار هذه الساحة ويجب على هذه السحابة أن تنجلي ولا بد لليل أن ينكشف وتشرق شمس فجر جديد وتعود الحياة إلى أحسن مما كانت عليه، ودائما ما يقال خط الدفاع الأول هم الكوادر الصحية وأنا أقول خطوط الدفاع الأولى هم أفراد المجتمع بشتى أصنافهم من صغير وكبير للحد من انتشار هذا الوباء وبتعاونهم جميعًا بالأخذ بالأسباب الوقائية التي باتت معروفة لدى الجميع وينقصها التطبيق الصحيح وتلقي اللقاح المتوفر وعدم الالتفات أو الاستماع لكل الشائعات وأخذ المعلومة من مصدرها الموثوق دائما، حفظ الله الجميع من كل مكروه وباتت بلادنا في سلام وأمان. وتقول شذى بنت ناصر الرواحية ممرضة طوارئ منتسبة في قسم العناية المركزة حاليًا: تمر السلطنة في الوقت الحالي بازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا التي تستدعي التنويم والملاحظة الطبية في المستشفيات ومن أجل السيطرة على هذا الوضع، قررت أغلب إدارات مستشفيات السلطنة توزيع الكادر التمريضي في أقسام مختلفة وتكثيف التواجد في أقسام العناية المركزة بسبب توسع المساحة الاستيعابية للمرضى وهذا واحد من بين التحديات بأنك ستتواجد وبصورة طارئة في قسم آخر وتعمل بجانب زملاء جدد. وتواصل الرواحية حديثها قائلة: وقد قدر الله أن تمر السلطنة بتفشي الموجة الثالثة مع قرب حلول شهر الخير الذي يعني الكثير بالنسبة لنا، وقد لا يكون بالأمر السهل أن تقضي الأوقات المميزة المصاحبة لشهر رمضان بعيدًا عن الأهل والأحبة، ولكن هذا واجبنا الوطني والإنساني، سائلين الله عز وجل أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه، وأن يمنح القوة والصبر لكل من يبذل الجهد في التصدي لهذه الجائحة.