كتبت- مُزنة بنت خميس الفهدية مسقط في 28 ابريل/ مع تزايد وقت الفراغ في الحجر المنزلي أعاد كورونا المرأة العمانية إلى اكتشاف ذاتها في المطبخ، وإظهار مواهبها في فن الطبخ، حيث وجدت الكثير من العمانيات وقتا كافيا في تعلم وجبات جديدة، وبعضهن لا يجيدن الطبخ إلا قليلا، وبالتالي استغللن فرصة الحجر المنزلي لتعلم الطبخ وتطوير مهاراتهن في إعداد مختلف الوجبات الشهية. استطلعت (عمان) آراء عدد من المواطنات وسلطت الضوء على الدور الإيجابي للحجر المنزلي في تعلم الطبخ، وأبرز الاستعدادات في تحضير مختلف الأطباق في شهر رمضان الجاري. فقد قالت إلهام بنت ناصر القصابية : لقد أظهر كورونا الكثير من مواهبي في الطبخ، خاصة أنني استمتع دائما بإعداد أشهى الوجبات الغذائية، وتعتبر فترة الحجر المنزلي بالنسبة لي فرصة لتعلم بعض المأكولات التقليدية العمانية، مثل البكورة واللقيمات، بالإضافة إلى بعض أنواع الرز منه: رز بالبشميل ورز صيني ورز حيدر أباد وغيره.. مشيرة إلى دورها الكبير في تحضير وجبة الإفطار في رمضان قائلة : دائما أسعى إلى التنويع بين الأطباق وأتخذ من طبق سلطة الخضروات طبقا رئيسيا. وأوضحت: أن إعداد الوجبات في الحجر المنزلي وشهر رمضان خاصة أشعرني بالحماس وحب الطبخ وذلك بسبب الوقت الكافي في إعداد مختلف الوجبات، بالإضافة إلى مشاركة زوجي في الطبخ وتعلمه بعض الوجبات الأساسية. مضيفة في حديثها: أن اشهر الوجبات التي قمت بتحضيرها في هذه الفترة هي: كعكة النوتيلا، والخبز بمختلف أنواعه، والرز بأنواعه المختلفة والسلطات الصحية المتنوعة، معربة عن سعادتها بردود الفعل الإيجابية من قٍبل أهلها. ولفتت أسماء بنت محمد الحضرمية في حديثها قائلة : رغم وجود بعض السلبيات للحجر المنزلي إلا أنه ساعد الكثير من الأمهات على اكتشاف مهاراتهن المدفونة، وقامت العديد من الأمهات بتطوير تحضير مائدة الطعام لأسرهن، والحرص على التنويع،" مؤكدة: أن من إيجابيات هذه الجائحة هو أن الأم أصبحت تتفنن في صنع الطعام لأسرتها والاهتمام بوجودهم جميعاً على سفرة واحدة، هذا الفعل أدى إلى عدم التركيز على أحداث فيروس كورونا، وتخفيف القلق وكسر الملل. واتفق حديث فاطمة بنت حمد الحديدية مع كلام إلهام وأسماء وقالت: كورونا أظهر مهاراتي بشكل كبير، حيث تسنى لي الوقت الكافي في المنزل لإعداد أشهى الوجبات التي لم نعتد على تناولها، فالطبخ هواية ومتعة في نفس الوقت، " وفي رمضان الاستثنائي لهذا العام حرصت كثيرا على تنوع الأطباق الصحية، والتركيز على التغذية السليمة الغنية، فالحجر المنزلي فرصة لتغيير نمط الغذاء والحرص على تناول الوجبات بانتظام، ومن أشهر الوجبات التي قمت بتحضيرها هي مختلف أنواع الشوربات وتعلم طرق جديدة في طبخ الرز بالإضافة إلى بعض الحلويات. واعتبرت الحديدية أن المطبخ له دور كبير في كسر الملل الذي يعيشه الناس بسبب بعض الإجراءات التي فرضتها هذه الجائحة. "رب ضارة نافعة" هكذا بدأت أم تميم حديثها وقالت: كورونا طور مهاراتي في الطبخ بشكل كبير وسريع، قمت بتجربة العديد من الوجبات لأول مرة، وذلك من خلال مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وتفننت في إعداد أشهى أنواع الخبز منها خبز البرجر والخبز اللبناني، وطهي الدجاج بمختلف الطرق. مشيرة إلى أن وجود الوقت الكافي خلال التواجد في المنزل كان له الدور الأبرز في تعلم الوجبات الجديدة، وتطوير بعض المهارات في المطبخ، موضحة: أنها ركزت كثيرا على إعداد الوجبات الصحية خاصة في شهر رمضان. وأكدت نوف البادية أنها قبل الحجر المنزلي كانت تعتمد بشكل كبير على شراء الوجبات السريعة والأكلات المتنوعة من مختلف تطبيقات التوصيل، من أجل توفير الوقت والجهد، ولكن مع الوضع الحالي ووجودها في المنزل وجدت نفسها أنه لا مجال سوى الاستمتاع بالمطبخ وبدء تعلم الوجبات التي تفضلها وتحضرها بنفسها. وقالت : أظهر المطبخ وتعلم مختلف الوجبات مهاراتي التي لم أكن اعرفها، حيث أبدعت كثيرا في إعداد الوجبات التي يفضلها الكثير من أفراد أسرتي، لافتة إلى أنها أصبحت ماهرة في طبخ الرز وإعداد مختلف أنواع المصالات خاصة الهندية. وأضافت: رغم قلة اهتمامي بالطبخ، إلا أن فترة الحجر المنزلي جعلتني أكثر ميلا لتجربة وجبات جديدة والخروج عن المألوف في كيفية الطهي وتقديم الأكل، وإضافة نكهات واستبدال مكونات أخرى." ولم تختلف تجربة أنوار البوسعيدية عن غيرها، حيث تحولت إلى طباخة ماهرة بفضل الحجر المنزلي، وقالت: أصبحت متمرسة في صنع الحلويات وورق العنب كثيرا، وأبدعت في تحضير الأكلات الهندية ومختلف المعجنات" مشيرة إلى عدم وجود الوقت الكافي سابقا في دخول المطبخ وإعداد وجبات جديدة، أما الآن أصبح هناك شغف لتعلم أكبر عدد من الوجبات الجديدة، وفنون تقديم الأكل بطريقة غير مألوفة. وعن طقوسها الرمضانية، قالت: أدخل المطبخ في رمضان على فترتين الأولى ما بعد صلاة الظهر لتجهيز كل ما يحتاجه اليوم الرمضاني من سفرة وإعداد بعض الأكلات التي تحتاج إلى وقت أكبر للتحضير، وأحرص دائما على تنظيم الوقت في المطبخ، لأن الترتيب والتنظيم مهم في عملية الطبخ، وأما الفترة الثانية فهي قبل الإفطار بعد الانتهاء من أداء صلاة العصر وقراءة القرآن وتقتصر هذه الفترة على ترتيب السفرة وتصفيف الأشياء المعدة مسبقة، مؤكدة أن الطبخ بالنسبة لها هواية عملت على تطويرها بشكل كبير في الحجر المنزلي. وأشارت إلى أبرز الوجبات التي قامت بتحضيرها المتمثلة في: المكابيس بأنواعها والهريس والثريد، بالإضافة إلى بعض الأنواع الجديدة من الحلويات.