اندلاع النيران في مصفاة الرياض لتكرير النفط بعد هجوم بطائرات مسيرة - دبي - (أ ف ب): حقق انصار الله تقدما باتجاه مدينة مأرب آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليا في شمال اليمن بعد سيطرتهم على جبل استراتيجي عقب ساعات من القتال مع القوات الحكومية، بحسب مصادر عسكرية حكومية. وقال مصدر عسكري حكومي لوكالة فرانس برس إن مقاتلي الجماعة "سيطروا على جبل هيلان المطل على مأرب بعد معارك خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين". وذكر مصدر عسكري يمني أن سقوط جبل هيلان يشكل "تهديدا لجبهات الدفاع الاولى عن مأرب"، موضحا أن انصار الله "تمكنوا من قطع خطوط امداد بعض الجبهات وباتوا يسيطرون ناريا على جبهة المشجح شمال غربي مأرب". وحذر المسؤول من أن مدينة مأرب "بعد سقوط جبل هيلان باتت في خطر"، مشيرا إلى أنه أعلى مرتفع يطل على المدينة. وقال مسؤول آخر إن قوات التحالف بقيادة السعودية شنت عشر غارات جوية على مواقع تابعة للجماعة بعد ذلك. وأكدت الجماعة عبر قناة المسيرة المتحدثة باسمهم وقوع غارات جوية في مأرب. ولا تعلن جماعة انصار الله في العادة عن خسائرهم. ومن جانبه، رأى ماجد المذحجي من مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أنه "لا يوجد إمكانية لسقوط مأرب على المستوى القريب"، ولكنه أشار إلى أن التقدم "مهم ويشكل ضغطا إضافيا (على القوات الحكومية)". ومنذ عام ونيّف يحاول انصار الله السيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط بهدف وضع أيديهم على كامل الشمال اليمني. وبعد فترة من التهدئة، استأنف انصار الله في الثامن من فبراير هجومهم على القوات الحكومية المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية منذ مارس 2015. ويسعى انصار الله للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي. وبقيت مدينة مأرب الواقعة على بعد حوالى 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء حيث يفرض انصار الله سيطرتهم منذ 2014، في منأى من الحرب في بدايتها. "خطر كبير" دان مجلس الأمن الدولي الخميس "التصعيد" في المواجهات المسلحة حول مدينة مأرب اليمنيّة، وحذّر من تفاقم المأساة الإنسانيّة في البلد المنهار أصلا. وقال مجلس الأمن الدولي في بيان إن معركة مأرب "تعرّض مليون نازح داخليا لخطر كبير وتهدد جهود التوصل إلى حلّ سياسي، في وقت يتحد المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء النزاع". وشدد على "ضرورة وقف التصعيد" من كلّ الأطراف، ودعا خصوصا انصار الله إلى وقف أعمالهم العسكرية في مأرب. ويشهد اليمن بعد ست سنوات من الاقتتال على السلطة في نزاع حصد أرواح الآلاف، انهيارا في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها، فيما يعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة. وأسفر النزاع منذ 2014 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة انسانية على مستوى العالم. وتبدو الحياة نوعا ما طبيعية في مدينة مأرب على الرغم من تصعيد القتال خارجها، بينما يتخوف سكانها من اقتراب القتال. وقالت أم علي وهي واحدة من سكان المدينة لوكالة فرانس برس "نستنكر ما تتعرض له مدينة مأرب. أطفالنا يشعرون بالفزع والخوف الشديد". بينما أكد محمد يحيى المقيم أيضًا في المدينة "مأرب ستظل صامدة. هذا ما يذكره لنا التاريخ. ظلت مأرب على مدى العصور الشوكة التي تكسر أي عدو يضمر لليمن أي سوء". ومع تسلم جو بايدن الرئاسة في يناير الماضي، بدأت الإدارة الجديدة بإلقاء ثقلها الدبلوماسي خلف مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث الذي تتمثل مهمته المعقدة في دفع الجانبين للجلوس حول طاولة المفاوضات. وطالب انصار الله برفع القيود على الحركة في المطارات والموانئ الواقعة في مناطق سيطرتهم قبل الموافقة على الدخول في مفاوضات لوقف إطلاق النار في البلد الذي يواجه شبح مجاعة واسعة النطاق. وتطالب الامم المتحدة بهدنة فورية وبالعودة سريعا إلى طاولة المفاوضات لإنهاء معاناة اليمن المستمرة منذ 2014، وسط جهود أمريكية لدفع عملية السلام قدما. هجوم بطائرات مسيرة أعلنت وزارة الطاقة السعودية امس الجمعة أن مصفاة الرياض لتكرير النفط تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة في وقت سابق من صباح امس الجمعة كان انصار الله في اليمن أعلنوا إطلاقه. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر في وزارة الطاقة قوله "تعرضت مصفاة تكرير البترول في الرياض لاعتداء بطائرات مسيرة، ونجم عن الهجوم حريقٌ تمت السيطرة عليه"، مشيرا إلى عدم وقوع إصابات. وكانت الجماعة قد أعلنت في وقت سابق أنهم قاموا باستهداف "شركة أرامكو في الرياض بست طائرات مسيرة أصابت أهدافها بدقة عالية". وتتعرض مناطق عدة في السعودية لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مفخخة تطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.