اختتمت امس القمة السابعة والثلاثين لاصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، والتي شارك فيها نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء ، وبينما شكلت القمة خطوة اضافية اخرى ، على جانب كبير من الاهمية والدلالة ، خاصة على صعيد دعم مسيرة التعاون والتكامل الخليجي بين دول المجلس وشعوبه ، وتمكين هذه المسيرة الخيرة من ترجمة وتحقيق طموحات دول وشعوب المجلس المتطلعة الى حياة افضل ، و الى ترسيخ السلام والاستقرار والازدهار لكل دول وشعوب المنطقة ايضا ، وعلى اسس قوية وراسخة من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحسن الجوار والتعامل وفق قواعد القانون الدولي ، وبما يحقق المصالح المشتركة والمتبادلة ، بين دول المجلس والدول الشقيقة والصديقة والقوى والمجموعات الدولية الاخرى ، وهو ما عبر عنه بوضوح البيان الختامي للقمة و اعلان الصخير ، فان هذه القمة ، التي جاءت في ظل تحولات اقليمية ودولية مؤثرة ، فتحت المجال واسعا ايضا ، امام تعميق وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبين المملكة المتحدة ، في مختلف المجالات ، خاصة وان رئيسة الوزراء البريطانية « تريزا ماي « اكدت على نحو واضح وعميق اهتمام بلادها بتطوير التعاون مع دول المجلس ، ثنائيا وجماعيا من ناحية ، وان امن دول مجلس التعاون هو امن المملكة المتحدة من ناحية ثانية ، وقد اكد البيان المشترك بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة على تعزيز علاقات اوثق في جميع المجالات . كما كانت اشارة رئيسة وزراء المملكة المتحدة بالغة الدلالة بالنسبة للعلاقات التاريخية العميقة التي تربط بين دول المجلس وفي مقدمتها السلطنة ، وبين المملكة المتحدة الصديقة . وقد استقبل صاحب السمو السيد فهد بن محمود نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في مقر اقامته بقصر «الصخير» بالمنامة امس دولة « تريزا ماي « رئيسة الوزراء البريطانية . ومع الوضع في الاعتبار ما تضمنه البيان الختامي لقمة المنامة واعلان الصخير من مواقف وقرارات عديدة ، تناولت مختلف القضايا والموضوعات التي تهم دول وشعوب مجلس التعاون ، الآن وفي المستقبل ايضا ، وكذلك القضايا التي تفرض نفسها على العديد من دول المنطقة ، والتأكيد على الحاجة الى الحل السلمي لها ، فانه مع التقدير العميق لاصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ، ولحكمتهم وبعد نظرهم في الدفع بمسيرة التعاون والتكامل الخليجي ، نحو كل ما يرسخ هذه المسيرة الطيبة ، ويوسع ويعمق من دورها لصالح المواطن الخليجي ، وفي المقدمة قطاع الشباب ، فانه من الأهمية بمكان التأكيد على حيوية وضرورة العمل من جانب دول المجلس ، فرديا وثنائيا وجماعيا ايضا ، على وضع قرارات ورؤى اصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس موضع التنفيذ العملي ، خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية ، ليس فقط لان ذلك يتجاوب مع تطلعات المواطن الخليجي ، ولكن ايضا لأن تطوير آليات التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول المجلس يفسح المجال بشكل اوسع لتحقيق مزيد من الانجازات في المجالات الاخرى ، على نحو مباشر وغير مباشر ، وبما يعزز ركائز الامن والسلام والاستقرار في ربوع المنطقة ايضاً ..