الأسد يبارك للسوريين بتحرير حلب ودول خليجية تدين العنف -
دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -
بارك الرئيس السوري بشار الأسد أمس للسوريين بـ«تحرير» مدينة حلب، وذلك بالتزامن مع إجلاء مقاتلي الفصائل المعارضة ومدنيين من المدينة.
وقال الأسد في شريط مصور قصير نشرته صفحة رئاسة الجمهورية السورية على موقع «فيسبوك»، «اعتقد مع تحرير حلب سنقول الوضع ليس فقط السوري وليس فقط الإقليمي تغير بل أيضا الدولي»، مضيفا «هذا بحد ذاته تاريخ يرسم الآن أكبر من كلمة مبروك».
من جهتها نددت دول خليجية بالطريقة التي تتعامل بها الحكومة السورية مع وقف لإطلاق النار وعمليات الإجلاء في حلب ودعت أمس إلى حماية المدنيين الذين يحاولون الفرار من المدينة التي مزقتها الحرب.
وناقش اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى الممثلين عقد بطلب من قطر الموقف في حلب التي تعرضت فيها إحدى قوافل الإجلاء من شرق المدينة لإطلاق نار من مقاتلين موالين للحكومة السورية. وقال السفير أحمد قطان مندوب السعودية أمام الاجتماع الذي عقد في القاهرة «نجتمع اليوم ونحن نشاهد بأعيننا حجم الدمار الهائل ليس فقط في مدينة حلب الشهباء بل في جميع المدن السورية منذ أكثر من خمس سنوات ونرى أيضاً تدمير المدن الواحدة تلو الأخرى ».
وستنهي عملية الإجلاء من آخر جيب لمقاتلي المعارضة في شرق حلب بعد سنوات من القتال للسيطرة على المدينة وتمثل نصرا كبيرا للرئيس بشار الأسد.
ومن المتوقع أن يجتمع وزراء خارجية جامعة الدول العربية يوم الاثنين القادم لمناقشة الوضع في حلب.
في ذات السياق أعلن زير الدفاع البريطاني مايكل فالون امس ان بلاده لا ترى «مستقبلا للرئيس (بشار) الأسد في سوريا» وذلك في ختام اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم « داعش » ضم نحو 15 من نظرائه.
وقال فالون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي اشتون كارتر «حتى وان انتصر على المعارضة في حلب، ليس هناك انتصار في قصف مستشفيات أو تقييد وصول المساعدة الإنسانية».
واضاف فالون «على العكس نواصل التطلع الى تسوية سياسية في سوريا تكون تعددية» بالفعل.
من جهته ايد وزير الدفاع الأمريكي تصريحات نظيره البريطاني قائلا ان «الانتقال السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري».
واتهم الوزير الأمريكي المنتهية ولايته روسيا بدعم «وحشية لا تصدق» من خلال مساندتها هجوم الأسد على مقاتلي المعارضة في حلب.
وبدأت فعليا صباح أمس عملية إجلاء حوالي 5000 مسلح وعائلاتهم من المناطق الشرقية في حلب وبالتحديد من حي العامرية وصلاح الدين والمشهد والزبدية عبر معبر الراموسة إلى ريف حلب الغربي وفق مصدر ميداني لـ«عمان» أن الباصات الخضراء قد وصلت بالفعل وأقلت دفعات منهم، في عملية تبادل واسعة تمت وفق صيغة اتفاق تم التوافق بشأنه وينص على إخراج الحالات الإنسانية من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب المحاصرتين من قبل المسلحين وقد وصلت /29/ حافلة وسيارات إسعاف وفرق طبية إلى هناك للبدء بعمليات إخراجهم
وانطلقت أول قافلة سيارات إسعاف تقل الجرحى من شرق حلب باتجاه مدينة إدلب، وأن أول قافلة تقل « مسلحين» خرجت أيضا في الساعة الثانية بتوقيت دمشق من شرق حلب في وقت أفادت فيه مصادر معارضة بتعرض القافلة للقصف وعودتها لداخل حلب.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول رسمي في السلطات لسورية قوله إن «الآن بدأت عملية تنظيم خروج المسلحين من حلب الشرقية».من جانبها أفادت مصادر معارضة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ان القافلة تعرضت لعملية قصف وعادت بعد ذلك إلى مناطق سيطرة المعارضة.
ومن المقرر أن يقوم الضباط الروس الموجودون في مدينة حلب السورية بإخراج مسلحي المعارضة وأفراد عوائلهم من أحياء شرق المدينة في إطار اتفاق مع الحكومة السورية.
وكان المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، والذي مقره قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية، أعلن، في وقت سابق أمس، أنه سيتم نقل المسلحين وأفراد عوائلهم على متن 20 حافلة و10 سيارات إسعاف عبر ممر خاص سيتم فتحه باتجاه مدينة إدلب، وبحسب البيان الصادر عن المركز فإنه «بإيعاز من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجري مركز المصالحة الروسي بالتعاون مع السلطات السورية التحضيرات لإخراج المسلحين الباقين وأفراد عوائلهم من مناطق شرق مدينة حلب».
وشدد المركز على أن السلطات السورية تضمن أمن جميع أفراد التشكيلات المسلحة الذين قرروا الخروج من شرق حلب.وأكد المركز أنه يرصد التطورات في المدينة عبر آلات المراقبة والطائرات من دون طيار.
وأضاف المركز أن ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر سيساهمون في عملية إجلاء المسلحين الجرحى من حلب. وأوضح أن موظفي الصليب الأحمر سيرافقون سيارات الإسعاف التي ستقل الجرحى تحت إشراف الضباط الروس.
وفي تطور لاحق للاحداث أعلنت الخارجية الروسية تعليق المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في حلب عقب تصعيد جديد من قبل المسلحين استهدف الأحياء الآمنة ومنطقة الفرقان بعدد من القذائف الصاروخية ما أسفر عن إصابات بين المدنيين وأضرار مادية كبيرة. وأكد مصدر عسكري لـ«سانا» مقتل العشرات من إرهابيي تنظيم «داعش» وتدمير أكثر من 12عربة لهم بعضها مفخخ و 4 مدافع في ضربات لسلاح الجو على تجمعاتهم ومحاور تحركاتهم بريف تدمر الجنوبي الغربي . وأفاد المصدر بأن سلاح الجو في الجيش العربي السوري وجه خلال الساعات الماضية ضربات مكثفة على تجمعات تنظيم «داعش» الإرهابي ومحاور تحركه على اتجاه قصر الحير الغربي /الباردة جنوب غرب تدمر.وأشار المصدر العسكري إلى أن الضربات الجوية أسفرت عن «القضاء على 46 إرهابيا من التنظيم التكفيري وتدمير 7 عربات لهم مزودة برشاشات و 5 عربات مفخخة و 4 مدافع ذاتية الحركة وعربة دوشكا.